«فوردو».. شيفرة النووي الإيراني (جاليري جراف)

بين سرية الموقع وقوة التحصين، تثير منشأة نووية إيرانية محصنة تحت الصخور، أسئلة تتجاوز حدود الجغرافيا.
في أعماق جبال إيران، تستلقي واحدة من أكثر المنشآت أهمية، إنها "فوردو" لتخصيب اليورانيوم. وما بين المعلومات والمعطيات، تستعرض "العين الإخبارية" قصة موقع فتح أبوابا لأسئلة لا تزال بلا أجوبة.
مع تنامي التوقعات بتدخل أمريكي محتمل لضرب المنشآت النووية الإيرانية، تصدرت "فوردو" عناوين الأخبار، كأحد أكبر التحديات العسكرية التي تواجه إسرائيل، نظرا لتحصيناتها وعمقها تحت الأرض.
"فوردو" التي بُنيت أساسا كمحطة طوارئ لمنشأة نطنز القريبة حال تعرضها لأي هجمات، تقع داخل مجمع أنفاق صخرية، تحت جبل في قُم، على عمق يُقدّر بنحو نصف ميل، ما يجعلها عصية على أي قنابل معروفة تمتلكها إسرائيل.
يقول خبراء إن القنبلة الأمريكية المضادة للتحصينات GBU-57، التي تخترق حتى 60 مترا فقط، قد لا تكون هي الأخرى كافية لتدمير "فوردو".
أمام مام هذا التحدي العملياتي، تقول "سي إن إن"، إن إسرائيل تبحث سيناريوهات بديلة، أبرزها استهداف مداخل الأنفاق، أو أنظمة التهوية والكهرباء، لإخراج المنشأة مؤقتا من الخدمة. أو حتى إرسال "كوماندوز" بحسب "أكسيوس".
المنشأة مصممة لتشغيل ما يصل لـ3000 جهاز طرد مركزي، بحسب "الطاقة الذرية"، ويمكنها حاليا تخصيب اليورانيوم بنسبة تصل إلى %60 القريبة من مستوى تصنيع أسلحة نووية (%90). وتنفي إيران سعيها لامتلاك هذا السلاح.
في 2018، استولت إسرائيل على عشرات الوثائق بينها، مخططات لـ"فوردو" توضح أن الهدف منها لم يكن سلميا فقط، بل إنتاج يورانيوم يكفي لصنع قنبلة نووية، وهو ما وصفته إيران بـ"الأضحوكة".
رغم تأكيد إيران المتكرر على سلمية برنامجها، إلا أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية عبّرت عن "قلق بالغ" من تخصيب طهران لليورانيوم بنسبة 60% داخل فوردو – وهي نسبة تقترب من عتبة تصنيع قنبلة (90%).
فهل ستبقى "فوردو" تحت الجبل أم ستخرج إلى سطح المواجهة؟..سؤال تبقى إجابته معلقة بين السلاح والدبلوماسية.