اجتماع إيراني أوروبي بجنيف.. و«عرض تفاوضي» من 3 بنود

محادثات يجريها وزراء خارجية أوروبيون في سويسرا مع نظيرهم الإيراني سعيا للتوصل إلى تسوية دبلوماسية للحرب المستمرة بين طهران وتل أبيب.
ويأتي الاجتماع المرتقب فيما أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن باريس وبرلين ولندن ستقدم "عرضا تفاوضيا شاملا" للإيرانيين في جنيف الجمعة.
3 بنود
وأوضح ماكرون، في تصريحات إعلامية على هامش معرض باريس الجوي، أن العرض يشمل القضايا النووية، وأنشطة الصواريخ البالستية، وتمويل الفصائل المسلحة في المنطقة.
وأكد الرئيس الفرنسي أنه "يجب إعطاء الأولوية للعودة إلى المفاوضات الجوهرية".
وفي اليوم الثامن من الحرب، دوت صفارات الإنذار في مناطق إسرائيلية عدة، الجمعة، بعد ضربات صاروخية إيرانية جديدة.
وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه ضرب عشرات الأهداف في طهران ليلا، شملت على حد قوله "مركز أبحاث وتطوير لمشروع الأسلحة النووية الإيراني".
وأطلقت إسرائيل في 13 يونيو/حزيران الجاري، حملة ضربات جوية غير مسبوقة على إيران، مؤكدة امتلاك معلومات استخباراتية تفيد بأن البرنامج النووي الإيراني شارف "نقطة اللاعودة"، فيما ترد إيران بإطلاق دفعات صواريخ ومسيّرات على الدولة العبرية.
وتنفي طهران أنها تسعى لتطوير أسلحة نووية وتدافع عن حقها في برنامج نووي مدني.
وتحدث ترامب مساء الخميس عن "وجود فرصة حيوية" لإجراء مفاوضات مع إيران، معلنا أنه سيتخذ قرارا بشأن التدخل عسكريا إلى جانب إسرائيل "خلال الأسبوعين المقبلين".
لكن بعد جولات عديدة من المحادثات غير المباشرة منذ أبريل/نيسان الماضي مع واشنطن بشأن برنامجها النووي، ترفض طهران أي مفاوضات مع الولايات المتحدة طالما استمر الهجوم الإسرائيلي.
وقال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إن "الأمريكيين بعثوا عدة مرات رسائل تدعو جديا إلى مفاوضات، لكننا قلنا بوضوح إنه طالما أن العدوان لم يتوقف، لا مكان للدبلوماسية والحوار".
"عرض تفاوض شامل"
من المقرر أن يلتقي عراقجي في وقت لاحق اليوم في جنيف نظراءه البريطاني ديفيد لامي، والفرنسي جان نويل بارو، والألماني يوهان فادفول، بالإضافة إلى مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس.
ويعتزم الأوروبيون تقديم "عرض تفاوضي شامل" للإيرانيين، يشمل القضايا النووية وأنشطة الصواريخ البالستية وتمويل الفصائل المسلحة في المنطقة، وفق ما أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الجمعة.
وشدد ماكرون على ضرورة "إعطاء الأولوية للعودة إلى المفاوضات الجوهرية"، داعيا إسرائيل أيضا إلى وقف ضرباتها على "البنى التحتية المدنية" الإيرانية.
وأكد وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي، مساء الخميس عقب لقاء مع وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو والمبعوث الخاص ستيف ويتكوف في البيت الأبيض، أن "هناك الآن نافذة خلال الأسبوعين المقبلين من أجل التوصل إلى حل دبلوماسي".
وذكر مصدر دبلوماسي فرنسي أن روبيو شدد خلال مكالمة مع وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو على أن "الولايات المتحدة مستعدة لتواصل مباشر مع الإيرانيين في أي وقت".
وأكد الوزير الألماني أن الخطوات الأوروبية يجري تنسيقها مع الولايات المتحدة التي "توافق تماما عليها".
وفضلا عن المفاوضات، سيلقي وزير الخارجية الإيراني كلمة أمام مجلس حقوق الإنسان الأممي في جنيف الجمعة الساعة 13,00 بتوقيت غرينتش.
وفي المقابل، سيتحدث سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة في جنيف دانيال ميرون إلى الصحفيين قبل ذلك بوقت قصير.
وبينما كان عراقجي في طريقه إلى جنيف، أفادت وسائل إعلام إيرانية بأنه تم إحباط مخطط لقتله.
وقال مستشاره محمد رضا رنجبران إن الإجراءات الأمنية ساعدت في إحباط "المؤامرة الإسرائيلية الكبرى ضده" والتي "كان ربما سيتم تنفيذها قبل أيام في طهران".
أضواء حمراء في السماء
أعلن الجيش الإسرائيلي الجمعة اعتراض طائرة مسيّرة أطلقت من إيران في منطقة حيفا شمال إسرائيل.
من جانبها، أعلنت شركة ميرسك الدنماركية، ثاني أكبر شركة شحن بحري في العالم، الجمعة تعليق جميع رحلات سفنها إلى ميناء حيفا الإسرائيلي بسبب الحرب و"المخاطر المحتملة... على سلامة أطقم سفننا".
ووجهت إسرائيل عبر منصة إكس تحذير إخلاء إلى سكان منطقة في شمال إيران قبل "هجوم على البنية التحتية العسكرية". وقد أفادت السلطات المحلية بوقوع انفجار في المنطقة الصناعية بمدينة رشت في شمال البلاد.
وفي الليلة السابقة، ذكرت وسائل إعلام إيرانية أن الدفاعات الجوية تتصدى لهجمات فوق طهران.
وشاهد سكان العاصمة من أسطح منازلهم أضواء حمراء في السماء مع تفعيل الدفاعات الجوية، بحسب مراسلي وكالة فرانس برس.
من جهته، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الخميس إنه منذ 13 يونيو/ حزيران الجاري تم تدمير "أكثر من نصف" منصات إطلاق الصواريخ الإيرانية، مؤكدا أن طهران تشكل "تهديدين وجوديين لبلاده: الأسلحة النووية والصواريخ البالستية".
وإذ لفت إلى أن "أي مساعدة مرحب بها"، أكد أن إسرائيل "قادرة على ضرب كل منشآت إيران النووية".
وتتمسك إسرائيل بالغموض بشأن امتلاكها السلاح النووي، إلا أن معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام يقول إنها تملك 90 رأسا نوويا.
لكن الولايات المتحدة هي الوحيدة التي تمتلك القنبلة الخارقة للتحصينات "جي بي يو-57"، الوحيدة القادرة على تدمير المنشآت النووية الإيرانية الموجودة في عمق الأرض في موقع فوردو بجنوب البلاد.
وأسفرت الضربات الإسرائيلية عن مقتل 224 شخصا على الأقل في إيران منذ بداية الحرب، وفق حصيلة رسمية. وفي إسرائيل، أسفرت الضربات الإيرانية عن مقتل 25 شخصا، وفقا للحكومة.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTY4IA==
جزيرة ام اند امز