فورين بوليسي: الصومال دولة بلا جيش
المجلة الأمريكية أشارت إلى أنه في هذه الأيام، وبعد عقود من الفاشية العسكرية، لم تعد لتلك القوات أي معدات ولا حتى زي واقٍ يحمي الجنود.
"الوضع في الصومال أشبه بتنظيف خنزير، كلما نظفته عاد متسخا مرة أخرى".. هكذا يرى عقيد في قوات الاتحاد الأفريقي الحال في مقديشيو، خلال تقرير أعدته مجلة "فورن بوليسي" الأمريكية.
العقيد، الذي لم يذكر اسمه في تقرير "فورين بوليسي" الذي جاء تحت عنوان: "الصومال دولة بلا جيش"، قارن الوضع في الصومال بأفغانستان، معتبرا أنه "إذا غادرت قوات التحالف أفغانستان، سوف تتمكن طالبان وبسهولة من استعادة السيطرة على البلاد، والأمر نفسه ينطبق على الصومال".
وتشير المجلة الأمريكية إلى أنه في هذه الأيام، وبعد عقود من الفاشية العسكرية والأعمال الطائشة والحرب الأهلية وتمرد الجيش الصومالي، لم يعد لتلك القوات أي معدات ولا حتى زي واقٍ يحمي الجنود.
ولفتت الأنظار إلى اضطرار الجنود الصوماليين إلى استخدام هواتفهم الشخصية للتواصل أثناء المعارك، وهو ما سهّل عمليات الاختراق من قبل شركة "هارمود تيليكوم" الخاضعة لنفوذ جماعة الشباب الإرهابية.
ونوهت "فورين بوليسي" بأن مجلس الأمن الدولي قد وافق بالإجماع على مدة فترة تفويض قوات الاتحاد الأفريقي في الصومال حتى مايو/أيار 2019 بسبب تردي الأوضاع الأمنية يوما بعد آخر.
وبدأ أول انتشار لقوات الاتحاد الأفريقي في الصومال عام 2017 بتفويض يمتد 6 أشهر لمواجهة جماعة الشباب الإرهابية، ثم توالت الأحداث بعد ذلك وصولا إلى الموافقة الأخيرة لمجلس الأمن.
وتتألف بعثة الاتحاد الأفريقي حاليا من 22 ألف جندي من أوغندا وبوروندي وإثيوبيا وكينيا وجيبوتي وسيراليون.
وعلى عكس الطبيعة النمطية لغيرها من قوات حفظ السلام الدولية؛ فقد نجحت قوات الاتحاد الأفريقي في ملء الفراغ الذي تركه غياب الجيش النظامي في البلاد، إلى أن يتمكن ما يعرف بـ"جيش الصومال الوطني" من التصدي للجماعات الإرهابية وحده، حسب تقرير المجلة الأمريكية.