الصومال.. اتهامات لحكومة فرماجو بالتواطؤ مع "الشباب الإرهابية"
المعارضة الصومالية تتهم فرماجو وحكومته بالتواطؤ مع الشباب الإرهابية وتسهيل تحركاتها.
شن المعارض الصومالي البارز صلاد علي جيلي، القيادي بحزب الوحدة والديمقراطية، هجوما على حكومة الرئيس الصومالي عبدالله فارمجو، واتهم مسؤولين فيها بتورطهم في التواطؤ مع حركة الشباب الإرهابية.
وقال صلاد، في تصريحات صحفية، إن حركة الشباب استطاعت اختراق حكومة فارماجو وزرع عناصر بداخلها، مؤكدا وجود مؤيدين للشباب داخل الحكومة.
وذكر صلاد أن الأجهزة الأمنية تتساءل عن من مكّن مقاتلي حركة الشباب من تجاوز الطرقات المغلقة وتنفيذ الهجمات بكل سهولة، مؤكدا في الوقت نفسه وجود مسؤولين في داخل الجهات الأمنية على تعاون وثيق مع حركة الشباب.
وجاء هجوم صلاد على خلفية شروع الحكومة الصومالية في تغيير استراتجيتها الأمنية بعد سحب قوات تعزيز أمن العاصمة وإحلال قوات من الجيش بدلا عنها.
انسحاب الأمن لصالح الشباب الإرهابية
وانسحبت القوات الحكومية الصومالية من بلدة قلمو، التي تبعد نحو 30 كلم عن مدينة جوهر عاصمة إقليم شبيلي بوسط الصومال، لصالح قوات من حركة الشباب الإرهابية.
وأبلغ سكان محليون "العين الإخبارية"، بأن القوات الحكومية أخلت البلدة للعناصر الإرهابية وسمحت لها بالاستيلاء عليها.
وقالت مصادر لـ"العين الإخبارية" إن أكثر من 200 عنصر من حركة الشباب الإرهابية هاجموا، الأربعاء، إلى بلدة قلمو شمالي العاصمة مقديشو، وأحكموا سيطرتهم عليها بشكل تام دون أي مقاومة من القوات الحكومية.
كما لم يصدر أي بيان من قيادة القوات المسلحة الصومالية حتى هذه اللحظة عن استيلاء حركة الشباب على البلدة.
ونقلت مصادر أخرى أن عناصر الشباب قامت بتخويف أهالي المنطقة، وشرع إرهابيو الحركة في إجراء لقاءات مع الشيوخ والأعيان؛ تمهيدا لإعلانها منطقة تابعة لهم.
وأفادت أنباء باستيلائهم على الطريق الذي يربط مدينة بلعد بجوهر عاصمة ولاية هيرشبيلي.
وتشن حركة الشباب الإرهابية، المرتبطة بتنظيم القاعدة، تفجيرات وهجمات أخرى بشكل متكرر في مقديشو في عمليات تهدف إلى إسقاط الحكومة الاتحادية.
وكثيرا ما تختار حركة الشباب الإرهابية مواقع حيوية من بينها فنادق وحواجز أمنية كأهداف لهجماتها.
قوات الجيش تحمي مقديشو بعد فشل الأمن
وسحبت الحكومة الصومالية، الأحد الماضي، قوات تعزيز أمن العاصمة مقديشو من مختلف نقاط تمركزها؛ تنفيذا لقرار لجنة الأمن القومي، بعد موجة من الانتقادات الساخرة على مواقع التواصل الاجتماعي ضد الانتشار المكثف بالعاصمة لقوات الأمن دون جدوى.
وتراجعت الحكومة عن قرارها بتكثيف التواجد الأمني في شوارع العاصمة بعد أن تلقت إدانات وشكاوى محلية من سكان العاصمة ومن قبل المعارضة السياسية في البرلمان ومن قبل وسائل إعلام، تنتقد خطة تعزيز أمن العاصمة، كما أنتجت مواد كوميدية ساخرة في مواقع التواصل الاجتماعي تنتقد إغلاق الطرق الحيوية بالعاصمة وفشل الحكومة في كشف هجمات الجماعات الإرهابية المتزايدة.
وانسحبت القوات المنتشرة في العاصمة مقديشو من تقاطعات: صنعاء وجردينكا وسيناء، وامتدت سلسلة الانسحابات حتى تقاطع تربونكا، حيث لم تشاهد أي نقاط تفتيش في تلك المناطق.
وتفاجأ سكان مقديشو بسحب قوات تعزيز أمن العاصمة من مختلف تقاطعات شوارع مقديشو بعد يوم واحد من تفجير إرهابي خلف قتيلا و3 مصابين.
وكانت قوات تعزيز أمن العاصمة قد ضيقت الخناق على تحركات وسائل النقل الخاصة والعامة للمدنيين بين شطري المدينة المضطربة منذ أيام عيد الفطر المبارك، بسبب تصاعد موجة التفجيرات والحوادث الإرهابية.
فرماجو عميل قطر ينفذ مخططها التخريبي
ويرى مراقبون أن إذكاء روح العداء والتناحر في الصومال هو البيئة المثالية التي يبحث عنها تنظيم الحمدين القطري بمساعدة فرماجو، لتصدير مشروع تنظيم داعش الإرهابي في سوريا والعراق إلى منطقة القرن الأفريقي الاستراتيجية والحيوية.
فمخطط تنظيم الحمدين يسعى عبر نظام فرماجو في مقديشو إلى توفير بيئة حاضنة لسرطان الإرهاب والفوضى في الصومال، المصنف دوليا باعتباره الدولة الفاشلة والأكثر هشاشة في العالم.
ويستفيد نظام فرماجو وتجار السلاح من تجدد المعارك الدائرة بالأسلحة الثقيلة على جبهتين في منفذ "تكارق" الجمركي، المتنازع عليه بين جمهورية أرض الصومال ولاية بونت.
وأوضح المراقبون أن قطر تركز في الآونة الأخيرة على تصدير ما أسموها حالة "الاستعصاء السياسي" في دولة الصومال التي تبدو الآن على شفا الانهيار الكامل، لتعود من جديد أرضا خصبة لمشاريع أنهكت الشعب الصومالي.
واتهم مسؤولون في حكومة أرض الصومال قطر ووكلاءها في مقديشو بإشعال نيران الفتنة، مشيرين إلى أن النظام الحاكم في الدوحة يشرف على تسليح وتدريب مليشيا إرهابية تابعة لفرماجو تعمل بين الفينة والأخرى على تأجيج القتال في الصومال.
aXA6IDE4LjIxNy4xNDAuMjI0IA== جزيرة ام اند امز