بعد موجة انتقاد وسخرية.. الصومال يتراجع ويسحب قوات تأمين العاصمة
الهجمات التفجيرية لم تتوقف بالعاصمة الصومالية مقديشو أثناء ذروة عمليات التعزيز الأمنية، ما دفع الحكومة إلى التراجع عنها.
سحبت الحكومة الصومالية، الأحد، قوات تعزيز أمن العاصمة مقديشو من مختلف نقاط تمركزها؛ تنفيذا لقرار لجنة الأمن القومي، بعد موجة من الانتقادات الساخرة على مواقع التواصل الاجتماعي ضد الانتشار المكثف بالعاصمة لقوات الأمن دون جدوى.
وتراجعت الحكومة عن قرارها بتكثيف التواجد الأمني في شوارع العاصمة بعد أن تلقت إدانات وشكاوى محلية من سكان العاصمة ومن قبل المعارضة السياسية في البرلمان ومن قبل وسائل الإعلام، تنتقد خطة تعزيز أمن العاصمة، كما أنتجت مواد كوميدية ساخرة في مواقع التواصل الاجتماعي تنتقد إغلاق الطرق الحيوية بالعاصمة وفشل الحكومة في كشف هجمات الجماعات الإرهابية المتزايدة.
- الصومال.. مقتل 27 جنديا في هجوم إرهابي لـ"الشباب"
- سفير الإمارات في بروكسل: استقرار الصومال ووحدته هدف استراتيجي لنا
وانسحبت القوات المنتشرة في العاصمة مقديشو من تقاطعات: صنعاء وجردينكا وسيناء، وامتدت سلسلة الانسحابات حتى تقاطع تربونكا، حيث لم تشاهد أي نقاط تفتيش في تلك المناطق.
وتفاجأ سكان مقديشو، بسحب القوات تعزيز أمن العاصمة من مختلف تقاطعات شوارع مقديشو بعد يوم واحد من تفجير إرهابي خلف قتيلاً و3 مصابين.
وكانت قوات تعزيز أمن العاصمة قد ضيقت الخناق على تحركات وسائل النقل الخاصة والعامة للمدنيين بين شطري المدينة المضطربة منذ أيام عيد الفطر المبارك، بسبب تصاعد موجة التفجيرات والحوادث الإرهابية.
وأجرى الرئيس الصومالي محمد عبدالله فرماجو اجتماعاً استثنائياً مع لجنة الأمن الوطني، لتقييم الوضع الأمني في العاصمة بعد التفجيرات الأخيرة، وطالب بإعادة النظر في التدابير الأمنية المتعبة التي أثرت سلباً في حياة المواطنين دون أن تحقق أهدافها في الحد من التفجيرات الإرهابية التي تشهدها العاصمة.
وعقب الاجتماع أصدرت لجنة الأمن الوطني قراراً بإعادة فتح الشوارع الرئيسية المغلقة في العاصمة خلال 48 ساعة، وبدأت القوات بالانسحاب من معظم نقاط تمركزها في شوارع مقديشو التي أصبحت بعد القرار خالية من التواجد الأمني المكثف.
تدابير أمنية فاشلة
وقد أثرت عملية إغلاق الشوارع وإقامة نقاط تفتيش رئيسية فيها في حياة السكان الذين طالبوا الأجهزة الأمنية الحكومية بتغيير خططها، التي تضيق الخناق على تحركات وسائل النقل العامة والخاصة في شوارع العاصمة مقديشو.
ويقول الناشط الاجتماعي محمد سيدو في حديث لـ"العين الإخبارية" إن الخطط الأمنية التي تنتهجها قوات أمن العاصمة بإغلاق الطرق الفرعية بالحواجز الأسمنتية وإقامة نقاط تفتيش في الشوارع لم تنجح في الحد من القلاقل الأمنية والتفجيرات.
وأضاف سيدو أن وقوعَ تفجير واقتحام لمقر وزارة الداخلية والأمن في 7 يوليو/تموز الجاري، والهجوم على منطقة القصر الرئاسي في الـ14 من نفس الشهر، ومقتل العشرات من الجنود والموظفين الحكوميين في وقت كانت الشوارع مغلقة بشكل شبه الكامل، ما هو إلا دليل على فشل الخطة الأمنية التي تنتهجها قوات أمن العاصمة.
يذكر أن الهجمات التفجيرية لم تتوقف حتى أثناء ذروة عمليات التعزيز الأمنية، حيث استهدفت وزارة الداخلية والأمن الداخلي في أكثر من هجوم، كما شنت حركة الشباب الإرهابية هجمات على مناطق بالقرب من القصر الرئاسي خلال الاسابيع الماضية.
وخلال وقبل يوم من انسحاب القوات قتل شخص وأصيب ثلاثة في انفجار لغم لاصق على سيارة قرب نصب الجندي المجهول في العاصمة مقديشو.
وحسب وسائل إعلام محلية، فإن السيارة التي انفجرت كانت تقل أم مع ابنيها، مما أسفر عن مقتل الابن السائق وإصابة الأم والابن الآخر وشخص آخر من المارة.
وتكتمت السلطات الأمنية على تفاصيل الانفجار كما لم تكشف هوية المستهدفين بعد ولم تتبنَ أي جهة مسؤولية التفجير.
ويقول المحلل عبدالفتاح حسن في حديث لـ"العين الإخبارية" إن "من السابق لأوانه الإعلان عن فتح جميع شوارع العاصمة، لأن المخاطر الأمنية ما زالت موجودة، ولهذا تبقى بعض الشوارع القريبة من مجمع القصر الرئاسي مغلقة، وكذلك شارع المطار سيبقى على الحراسة المشددة، ولا أستبعد إبقاء بعض نقاط تفتيش أمنية بالقرب من المقرات الحكومية المنتشرة في العاصمة".
وأضاف عبدالفتاح أن الأجهزة الأمنية بحاجة إلى وضع استراتيجية أمنية جديدة تمكن المواطنين من استخدام شوارع العاصمة.
يذكر أن حوادث التفجير بواسطة الألغام اللاصقة المزروعة في السيارات أصبحت وسيلة شائعة لتنفيذ التفجيرات، وراح ضحيتها العديد من الشخصيات الحكومية والمدنية.