حرائق غابات الأردن.. "أقسى عقوبة" تنتظر "الفاعل المجهول"

الظاهرة تثير قلق السلطات لأن أغلب تلك الحرائق مفتعلة، ويؤكد الدفاع المدني أن 90% من تلك الحرائق نفذها أشخاص يبيعون أخشاب الأشجار

يعاني الأردن من تزايد حرائق الغابات والمحاصيل الزراعية، وتعامل جهاز الدفاع المدني مع عشرات الحرائق خلال الأيام الأخيرة، كان أكبرها في محافظة جرش (شمال العاصمة عمّان) إذ أتى على نحو 800 دونم مزروعة بأشجار محاصيل مختلفة وشاركت في إخماده قوات من الجيش والدرك إضافة إلى كوادر الدفاع المدني.

•  حرائق "الغلاف" تزيد سخونة الأوضاع على حدود غزة

وأثارت تلك الظاهرة قلق السلطات لأن أغلب تلك الحرائق كانت مفتعلة، حيث يؤكد مسؤولون في الدفاع المدني أن نسبة تصل إلى 90% من تلك الحرائق قام بها أشخاص يسعون لبيع أخشاب الأشجار.

وفي محاولة للحد من هذه الحرائق، توعد إبراهيم الشحاحدة، وزير الزراعة في الأردن، مفتعلي الحرائق في الغابات بـ"أقسى العقوبات"، مضيفا أن وزارته وضعت خطة للحد من الحرائق تضمنت تزويد المناطق الحرجية الوعرة بآليات إطفاء تناسب طبيعتها الجغرافية، وإنشاء آبار لتجميع مياه الأمطار.

 ودعت مديرية الدفاع المدني المزارعين للإسراع في حصد المزروعات وخاصة محاصيل القمح والشعير لتجنب اندلاع الحرائق في ظل ارتفاع درجات الحرارة.

وأكد عمر عودات رئيس الجمعية الأردنية لحماية الحياة البرية في محافظة إربد شمالي الأردن، لـ"العين الإخبارية"، أن أغلب الحرائق تندلع نتيجة اشتعال الأعشاب الجافة التي تغطي مساحات شاسعة من الأردن، داعيا إلى إعداد خطة طوارئ متكاملة للسنوات القادمة لمكافحة حرائق الغابات، بمشاركة جميع الجهات المختصة.

ولفت إلى أن عدد الحرائق التي اندلعت العام الحالي يفوق المعدل المتوقع، وأغلبها مفتعل حيث لا يمكن أن تشتعل هذه النيران في الغابات والمحاصيل الزراعية دون فاعل.

وقال عودات إن الغابات في الأردن بحاجة إلى تكثيف الرقابة وإقامة أبراج للمراقبين ليتسنى لهم القيام بدورهم بالشكل الأمثل، واستخدام الطائرات بدون طيار لمراقبة.  

وذكر مصدر في الدفاع المدني لـ"العين الإخبارية" أن أولوية الجهاز الآن نشر التوعية بين المواطنين لتجنب الممارسات السلبية التي تسبب اندلاع الحرائق، مثل رمي أعقاب السجائر وترك النيران مشتعلة خلال التنزه في الغابات.

وأضاف المصدر أن جهاز الدفاع المدني يبقي عناصره على أهبة الاستعداد تحسبا لحدوث أي حريق، خاصة في المحافظات التي تشهد حرائق كل عام مثل إربد وجرش وعجلون والبلقاء، مبينا أن هناك تعاونا مع مختلف الأجهزة في البلاد للتعامل مع الحرائق ونشر التوعية بين المواطنين لتفاديها.