حرائق "الغلاف" تزيد سخونة الأوضاع على حدود غزة
استئناف إطلاق البالونات الحارقة من غزة وزيادة فعالية مسيرة العودة بعد أن انخفضت وتيرتها خلال شهر رمضان نسبيا تنذر باشتعال الأوضاع.
مع توالي اشتعال الحرائق في التجمعات الإسرائيلية في غلاف غزة بفعل البالونات الحارقة التي يطلقها النشطاء الفلسطينيون، تزداد سخونة الأوضاع على جانبي الحدود وتفتح المجال لاحتمالات متعددة.
وأظهرت معطيات إسرائيلية أن 47 حريقاً اندلعت في التجمعات الإسرائيلية بغلاف غزة، بعد مرور شهر على وقف إطلاق النار مع الفصائل بالقطاع.
ووفق القناة 13 العبرية، فإن الحرائق اندلعت بمناطق متفرقة بغلاف غزة، نتيجة سقوط بالونات حارقة أطلقت على مدار الشهر الماضي .
استئناف الحرائق
وأشارت إلى أن فعاليات الإرباك الليلي بالمناطق الحدودية بين قطاع غزة وإسرائيل، توقفت خلال الشهر المنصرم، لكن البالونات الحارقة مستمرة.
وحسب القناة؛ فإن إسرائيل توقفت عن مهاجمة مطلقي البالونات الحارقة، واكتفت بمعاقبة السكان بقطاع غزة، بتقليص مساحة الصيد بالبحر.
ويطلق الشبان في غزة بالونات محملة بشعل حارقة تجاه الحقول الإسرائيلية المحاذية للقطاع؛ حيث تسقط هناك مسببة اندلاع حرائق.
واستأنف الشبان إطلاق البالونات في الأسابيع الأخيرة وسط اتهامات غير رسمية لإسرائيل بالتهرب من التزاماتها بموجب تفاهمات التهدئة المعلنة بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل برعاية مصرية.
ونجحت الجهود المصرية في 6 مايو/أيار الماضي في إعادة إبرام تفاهم تهدئة بين الفصائل الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي، بعد يومين من القصف المتبادل الذي كاد أن يتطور إلى مواجهة رابعة.
تفاهمات لم تنفذ
ونص التفاهم على إعادة تفعيل التفاهمات السابقة المبرمة مطلع أبريل/نيسان الماضي، التي قضت بتخفيف حدة الحصار في غزة مقابل وقف الفعاليات الخشنة في مسيرات العودة.
وبحسب القناة الإسرائيلية، فإن تفاهمات وقف إطلاق النار الأخيرة شملت عدة تسهيلات للسكان بالقطاع، منها فتح المعابر وتوسيع مساحة الصيد.
وأشارت القناة إلى أن إسرائيل ستوافق على تسهيلات جديدة للسكان بغزة، بداية الأسبوع المقبل، ضمن هذه التفاهمات، مثل السماح بإدخال بضائع متعددة الاستخدامات، وزيادة كمية الكهرباء للقطاع.
تلاعب إسرائيلي
مصدر في الهيئة العليا لمسيرة العودة أكد لـ"العين الإخبارية" أن مسيرة العودة مستمرة، وستستأنف بعد الجمعة الحالية؛ حيث اعتبرت هذه الجمعة جمعة التراحم وزيارة ذوي الشهداء والجرحى في ظل عيد الفطر.
وقال: "لا يوجد رضا عن مستوى التزام الاحتلال الإسرائيلي بالتفاهمات المعلنة"، متهماً إسرائيل بالتلاعب بالتفاهمات من خلال عدم إحداث تسهيلات حقيقية على حركة المعابر والبضائع والأموال، وكذلك تلاعبها المتكرر بمساحة الصيد.
وشدد على أن كل هذه الخروقات موضع دراسة من الهيئة العليا.
وأكد زكريا بكر، مسؤول اتحاد لجان الصيادين، أن الاحتلال تلاعب 5 مرات بالمساحات البحرية أمام الصيادين ما بين إغلاق كامل وزيادة وتقليص.
وقال بكر لـ"العين الإخبارية": "إن فرقهم رصدت إطلاق النار 32 مرة من قوات الاحتلال تجاه قوارب الصيادين قبالة قطاع غزة، خلال شهر مايو الماضي، أسفرت عن إصابتين و5 حالات اعتقال، ومصادرة مراكب صيد، إلى جانب إغراق وتمزيق شباك 10 مراكب".
سخونة الأوضاع
ويعتقد الدكتور صادق أمين، الكاتب والمحلل السياسي، أن حرائق الغلاف الناجمة عن واحدة من أدوات المقاومة الشعبية البسيطة المبتكرة خلال مسيرة العودة، من شأنها أن تزيد سخونة الأوضاع على جانبي الحدود بالتزامن مع ارتفاع حرارة الجو، والتي يزيد فيها مفعول هذه البالونات.
وقال أمين لـ"العين الإخبارية": "من البداية كان الجميع يعلم أن التفاهمات هشة، وهي غير مكتوبة، ولا توجد ضمانات لإلزام إسرائيل التي أرادت المدة الماضية تمرير الانتخابات الإسرائيلية بهدوء وكذلك مدة مهرجان اليوروفيجن وهو ما تم لها".
وأشار إلى أن استئناف إطلاق البالونات الحارقة من غزة دون إعلان رسمي بمثابة رسالة لإسرائيل، قد يتبعه رسائل أخرى لاستئناف فعاليات أخرى إلى جانب زيادة فعالية مسيرة العودة بعد أن انخفضت وتيرتها خلال شهر رمضان نسبياً.
ورأى أن الأوضاع على جانبي الحدود مرشحة لكل الاحتمالات خلال الفترة المقبلة، فمن جهة الأوضاع الاقتصادية تزداد صعوبة في قطاع غزة.
وهناك من يرى أن الانفجار في منطقة الحدود هو أهون الشرور، ومن جهة أخرى هناك عودة لبازار الانتخابات الإسرائيلية الذي يجعل من غزة وطريقة التعامل الأمني معها ورقة في أيدي أحزاب اليمين الإسرائيلي.