بعد ساعات من وفاته.. جورباتشوف يعود في إعلان تلفزيوني
سلط إعلان لـ"بيتزا هت" الأمريكية، تم تصويره في عام 1997، الضوء على حياة الزعيم السابق للاتحاد السوفيتي، ميخائيل جورباتشوف.
وتُوفي ميخائيل جورباتشوف، آخر زعيم للاتحاد السوفياتي، مساء الثلاثاء، عن 91 عاماً في روسيا بعد صراع طويل مع المرض.
وأعاد الإعلان إلى للأذهان ذكرى الانتقال الاقتصادي المضطرب الذي شهدته روسيا بعد سنوات من سقوط الاتحاد السوفيتي، والذي كان لجورباتشوف دور بارز فيه، وفقا لموقع "بيزنس إنسايدر" الأمريكي.
وساعدت سياسات "الجلاسنوست" (الانفتاح والشفافية) و "البيريسترويكا" (إعادة البناء) التي انتهجها جورباتشوف في إنهاء الحرب الباردة وإدخال الإصلاح الديمقراطي والاقتصادي الذي كانت روسيا في حاجة إليه.
لكن هذه التغييرات الجذرية أطلقت العنان لقوى خارجة عن سيطرته، وأدت المعارك بين المتشددين العازمين على الحفاظ على السلطة المركزية والانفصاليين الذين شرعوا في تفكيكها إلى تسريع الانهيار التام للاتحاد السوفيتي عام 1991.
شارك جورباتشوف في الإعلان عام 1997 في غمار انفتاح روسيا أمام الشركات الأمريكية، ويبدأ الإعلان بجورباتشوف وهو يسير عبر الميدان الأحمر الشهير في موسكو مع حفيدته أناستازيا فيرجانسكايا ويدخل مطعم "بيتزا هت"، حيث يلاحظ العملاء الآخرون وصوله بسرعة.
وتظهر في الإعلان أسرة روسية تجلس في المطعم في موسكو، ورجلان من جيلين مختلفين يتبادلان الرأي في شؤون السياسة، ثم يلاحظان غورباتشوف الجالس مع طفلة في زاوية من المطعم، فيتحدثان عن إرثه السياسي خلال تناولهما للطعام.
ويقول أحدهم "إنه جورباتشوف، بسببه نعاني من اضطراب اقتصادي"، ويرد عليه آخر "بفضله بات لدينا فرصة (لحياة أفضل)".
ويتصاعد الجدل سريعا، حيث يتهم البعض جورباتشوف بالتسبب في اضطرابات سياسية وفوضى كاملة بينما يمتدحه مؤيدوه بإدخال "الحرية" و "الأمل".
ثم يقطع الجدال سيدة تقول "بفضله لدينا أشياء كثيرة، منها (بيتزا هت)"، فيتفق الرجل والشاب على استحسان ذلك. ويقف الجميع للثناء على جورباتشوف، قائلين: "تحية لجورباتشوف".
ويختتم المعلق الإعلان بالقول: "في بعض الأحيان، لا شيء يجمع الناس معاً مثل البيتزا الساخنة اللذيذة التي تقدمها (بيتزا هت)".
وذكرت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية، أن تكلفة إنتاج الإعلان بلغت ملايين الدولارات، مشيرة إلى أن جورباتشوف طلب مبلغاً كبيراً من المال، لأنه كان في حاجة ماسة إلى النقود في ذلك الوقت، إلا أن عقده تضمن بنداً يقضي بعدم تناوله البيتزا في الإعلان.
وبحسب المجلة، واجه الزعيم السوفيتي السابق، معارضة وانتقادات من كثيرين، منهم زوجته، لمشاركته في الإعلان، لكنه ردَّ قائلاً إن "البيتزا للجميع. والأمر ليس محض دعاية استهلاكية، وإنما ينطوي على تعزيز للمشاركة الاجتماعية".
ووفقا لصحيفة "ديلي ميل" البريطانية، يلخص الإعلان كيف ألقى العديد من الروس باللائمة على جورباتشوف في انهيار الاتحاد السوفيتي وفترة غير مريحة من التحول الاجتماعي والاقتصادي السريع، في الوقت الذي أشاد به آخرون لمنحهم حرية التعبير عن آرائهم.
وخلال السنوات التي أعقبت انهيار الاتحاد السوفياتي، عمل جورباتشوف، الحائز على جائزة نوبل للسلام عام 1990 لسحبه القوات السوفيتية من أفغانستان ورفضه قيادة جيوشه لاستخدام القوة لقمع الانتفاضات المؤيدة للديمقراطية في الدول الشيوعية في أوروبا الشرقية، في مهنة ثانية.
وقام الزعيم الراحل بعدة محاولات لتأسيس حزب ديمقراطي اجتماعي، وافتتح مؤسسة فكرية؛ مؤسسة جورباتشوف، وشارك في تأسيس صحيفة نوفايا غازيتا التي تنتقد الكرملين حتى يومنا هذا. ووافق الزعيم السوفيتي السابق على المشاركة في إعلان "بيتزا هت" كطريقة لجمع الأموال لمؤسسته.