خلال السنوات السبع من عمر المنتدى، استطاع أن يرسي ممارسات أضحت مصدرَ تجديد وتحديث للتجارب الخليجية والعربية في مجال الاتصال الحكومي.
قبل عدة أسابيع من موعد انطلاق احتفالات دولة الإمارات بـ"الشارقة عاصمة العالم للكتاب" الذي يصادف الثالث والعشرين من أبريل المقبل، قدّم المنتدى الدولي للاتصال الحكومي، التابع للمكتب الإعلامي لحكومة الشارقة، نسخته السنوية الثامنة تحت شعار: "تغيير سلوك.. تطوير إنسان".
وفي هذه الدورة ما يستوجب إعادة قراءة فلسفة القرار والأسباب المنهجية التي جعلت مبادرات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، تأخذ مداها في النجاح والتتويج بالأصالة والدأب والجدارة.
عبر 37 فعالية عقدت على مدى يومين استهدف منتدى الشارقة القول إن مهمة الاتصال الأساسية هي النهوض بالمجتمعات والاستثمار في طاقاتِ أفراده.
إن جوهر الرؤية التي نهض بها "المركز الدولي للاتصال الحكومي"، هو إيمان صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان القاسمي بالإنسان باعتباره صانع التنمية وهدفها. وعلى هذه القاعدة الإنسانية التي ترى في الثقافة بوابة رحبة للسعادة، استمر المنتدى منذ 2012 في تقديم منبر تخصصي للمؤسسات الحكومية، مدعوما بمشاركة شبابية فذّة، تعززه قدرة اتصالية عالية تمنح هذا المحفل السنوي ما يستحقه من الأهمية عن جدارة.
مشروعان للشارقة في مجال الاتصال، تعززا بشكل تراكمي على مدى سنوات، وأصبحا رصيدا وطنيا وثقافيا عربيا: مشروع أن تكون الإمارة قوة تحريك لعجلة النشر والثقافة والقراءة، وأن تصوغ نهج اتصال ملهم للمنطقة في أدوار الاتصال الحكومي بتغيير السلوك واكتساب الممارسات الإيجابية، وكان لهذين المشروعين بالغ الأثر على التنمية والتطوير والنمو الاقتصادي، ناهيك عن ترسيخ مرتكزات القيم والثوابت الوطنية .
عبر 37 فعالية عقدت على مدى يومين استهدف منتدى الشارقة القول إن مهمة الاتصال الأساسية هي النهوض بالمجتمعات والاستثمار في طاقاتِ أفراده.
وهي رسالة تأصيل للإيجابية التي شكلت مشاريع الشارقة على مدى أربعة عقود من الاتصال الذكي، واستحقت بها شرف أن تكون الحاضرة الدولية للكتاب، والحاضرة العربية لاتصال الحكومات.
خلال السنوات السبع من عمر المنتدى، استطاع أن يرسي ممارسات أضحت مصدرَ تجديد وتحديث للتجارب الخليجية والعربية في مجال الاتصال الحكومي.
وفي ذلك، كان مشروع صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان القاسمي يقدم نموذجا وطنيا للاتصال الحكومي هو الأول من نوعه في الشرق الأوسط، ولديه من سعة وبعد النظر ما يؤهله للتوسع عربيا بهدفٍ جوهري هو تنمية المجتمع .
حشْد الخبراء والممارسين المشاركين في المنتدى، والذين يربو عددهم على السبعين، منح نسخة العام الحالي التي يقود إدارتها منذ تأسيس المنتدى الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي، رئيس مجلس الشارقة للإعلام، بما وهبه الله من رؤيةٍ وسعة أفق، قوة استقطاب شباب الإمارات والخليج، فضلا عن جمهور عربي متوسع، تكونت لديه خلال السنوات الماضية قناعات بعدم تفويت منتدى الشارقة الذي يتضمن ابتكارات ثقافية ووجدانية واتصالاتية، تستشرف المستقبل وتصنعه بالنهج الرشيد للقيادة الإماراتية.
لعلها "سياحة الثقافة" وسيكولوجية الاتصال التي يصنعها منتدى الشارقة فتستقطب نخب الشباب والمرأة على مستوى المنطقة، ممن يجدون في ورش ومنصات وجلسات المنتدى وفي جوائزه ما يستحق الطموح والتنافس.
لا يجد الباحث والمتعمق في مجال الاتصال برنامجا للقطاع العام أو للمجتمع المدني في أي دولة بالمنطقة يسعى لإشراك الفرد في المجتمع بوضع الخطط والبرامج الحكومية، كما يفعل منتدى الشارقة؛ فهو في نسخته الثامنة، ومثلها في الأعوام السابقة، يعرف تماما ما تحتاج إليه الرؤى التنموية لتستكمل أهدافها برحابة وثراء. ونقصد بذلك تنويع محطات اكتشاف الذات لبناء ثقافة مهارات المستقبل التي تتجاوز بناء الوعي وصولا إلى مرحلة تغيير المواقف والسلوكيات.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة