كل التحية والشكر والتقدير لأم الإمارات التي كانت وستبقى بإذن الله نبعا ننهل منه المعارف ونستقي منه الدروس
لم تكن الرسالة الإنسانية العميقة المتضمنة في كلمة سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك -رئيس الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية "أم الإمارات" في يوم الأم العالمي- تهنئة فقط، بل عكست أولويات سموها في بناء الأسرة الإماراتية، وكشفت بعض أسرار النجاح والإنجازات التي حققتها سموها، أطال الله في عمرها، منذ تأسيس الاتحاد النسائي العام وحتى الآن، حيث تلازم لدى سموها مفهوم الأسرة مع دور المرأة، وتعاطت مع الأسرة ككيان يمثل نواة المجتمع، واعتبرت في كل خطواتها أن بناء هذا الكيان وتمتينه هو إسهام جوهري لا غنى عنه لبناء الدولة ككل.
كل التحية والشكر والتقدير لأم الإمارات التي كانت وستبقى بإذن الله نبعاً ننهل منه المعارف ونستقي منه الدروس، فدمتِ لنا سيدة للعطاء وأمّاً للجميع وملهمة، ودام عطاؤكِ ودامت توجيهاتكِ التربوية الحانية التي ستبقى خير مرشد تستهدي به بنت الإمارات
من هذا المنطلق يمكن أن نفهم تهنئة سموها التي وجهتها إلى "الأم الإماراتية ولكل أم في العالم تسعى لبناء أسرتها على القيم والمبادئ الأخلاقية"، وأشارت في كلمة سموها إلى مكانة الأم في الدين الإسلامي الحنيف، لتعيد التأكيد على منطلقات نهضة المرأة في دولة الإمارات، وأنها ترتكز على أسس وثوابت دينية، لبناء مجتمع قادر على مجابهة تحديات العسر من خلال التمسك بالثوابت القيمية والأخلاقية التي تمثل الحصن الحصين في مواجهة تيارات العولمة والتغريب التي جرفت مجتمعات أخرى وحادت بها عن مساراتها المنشودة.
جاءت كلمة سمو "أم الإمارات" أيضاً بعد انطلاقها من الثوابت والمبادئ، لتؤكد مكانة أم الشهيد في قلب الإمارات، قيادة وشعباً، فقد اختصت سموها أم الشهيد، هذه الأم العظيمة بكل ما تركز إليه من تضحية وعطاء، لتقول لها في كلمات معبرة صادرة من القلب وتعبر عن مكنونه "أنتِ أم الفارس الذي رحل وهو يدافع عن أمن وسلامة الأمة، وأنتِ من غرس فينا جميعاً القيم الإنسانية الرفيعة، وأنتِ الأم الفاضلة التي علمت الشهيد أن يسجل بتضحياته ودمائه أروع صور البطولة والشجاعة"، هذه الشهادة ليست عابرة ولن تكون كذلك، فهي تمثل عمق تقدير رائدة العطاء وقدوته لأم الشهيد، وعندما تقول "أم الإمارات" لأم الشهيد: "أنتِ من غرس فينا جميعاً القيم الإنسانية الرفيعة"، فهذه شهادة تقدير لا تضاهيها شهادة، وأم الشهيد جديرة بها وتستحقها، فهي صادرة عن نموذج ملهم غرس في أرض هذا الوطن معاني الوفاء والقيم والمبادئ التي نفتخر فيها جميعاً.
كانت كلمات "أم الإمارات" معبرة وإنسانية في معانيها، وتستحق الوقوف عندها ملياً للفهم العميق واستخلاص المعاني والدروس، فقد جاءت لتركز على معاني الأمومة الحقيقية، وتلامس قلوب أمهات الوطن، بحديث سموها عن المصاعب والمشاق التي تواجهها الأمهات في تربية أبنائهن، والفرحة التي يشعرن بها حين تحين لحظة قطف الثمار وحصاد التعب والجهد على مر السنين، فالأم العظيمة التي تشعر بمدى التعب والمكابدة التي تلاقيها الأمهات للحفاظ على أبنائهن من "الانحراف والضياع" هي بالتأكيد أم تستشعر نبضات القلوب وتعيش ما يحيط بنا جميعاً من آمال وتخوفات نتيجة التطور التقني المتسارع، وما يجلبه من تقدم، وما يفرزه أيضاً من تأثيرات سلبية على الأسرة والأبناء، وكل ما يرتبط بذلك من انعكاسات سلبية محتملة للتكنولوجيا في تربية الأبناء.
عندما تلامس "أم الإمارات" بكلمات حانية معبرة قلوب بنات وطنها، بحديث شيق عن سمات الأم المثالية التي "تتنزه عن حب الذات في سبيل رعاية أسرتها وأطفالها، وتشقى ليسعدوا، وتسهر ليناموا، وتجوع ليأكلوا"، فهي تضع المعايير الدقيقة للأمومة في وطننا، فهي ليست نجاح المرأة في بيتها وعملها فقط، بل في نجاحها في تربية أبنائها بالأساس، فكل حديث سموها تمحور حول البناء السري السليم، وهذه رسالة عظيمة في يوم الأم العالمي، يجب علينا، كأمهات، في دولة الإمارات أن نلتقطها، وأن نضع هذا المعيار العظيم نصب أعيننا، فمن تنشئ جيلاً صالحاً فهي تقوم بواجبها الوطني نحو مستقبل الإمارات.
كل التحية والشكر والتقدير لأم الإمارات التي كانت وستبقى بإذن الله نبعاً ننهل منه المعارف ونستقي منه الدروس، فدمت لنا سيدة للعطاء وأمّاً للجميع وملهمة، ودام عطاؤك ودامت توجيهاتكِ التربوية الحانية التي ستبقى خير مرشد تستهدي به بنت الإمارات.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة