"عيد الأم" .. فرحة محبوسة في قلب 22 أسيرة فلسطينية بسجون الاحتلال
47 أسيرة فلسطينية لا زلن يقبعن في سجون الاحتلال، بينهن 22 أماً لعشرات الأطفال، ويطل عليهن "يوم الأم" وهن بعيدات عن فلذات أكبادهن
داخل أسوار معتقلاتها وخارجها، تصر إسرائيل على انتهاك حقوق الأمومة الفلسطينية، واستهداف أنبل القيم الإنسانية.
22 أما من أصل 47 أسيرة فلسطينية، يقضين "يوم الأم" (الذي يصادف ٢١ مارس/آذار) لهذا العام في الزنازين الإسرائيلية، بعيدات عن فلذات أكبادهن وعائلاتهن.
وفي تقرير صادر عن هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية، جاء أن "47 أسيرة فلسطينية لا زلن يقبعن في سجن الدامون الإسرائيلي، بينهن 22 أماً لعشرات الأطفال".
- إسرائيل تمنع احتفالا فلسطينيا بعيد الأم في القدس الشرقية
- أكفان وسلاسل.. رسالة فتيات غزة للتضامن مع الأسيرات
وتُحرم تلك الأمهات من عناق أطفالهن، كما يتعرضن لكافة أشكال الضغط والإجراءات التعسفية المشددة، سواء من حيث الإهمال الطبي أو سياسة اقتحام غرفهن وفرض العقوبات عليهن، ويعشن ظروفا حياتية واعتقالية صعبة وقاسية للغاية.
ووفق التقرير نفسه الذي وصل "العين الإخبارية" نسخة منه، فإن سلطات الاحتلال الإسرائيلية اعتقلت أكثر من 16 ألف امرأة فلسطينية منذ عام 1967.
وأشاد التقرير بجدارة المرأة الفلسطينية في تحمل مسؤولياتها الوطنية والنضالية في مواجهة الاحتلال، مثمنا ما قدمته من تضحيات في سبيل القضية الوطنية.
ونقل التقرير عن رئيس الهيئة اللواء قدري أبو بكر، قوله إن "يوم 21 من شهر مارس/آذار من كل عام، هو يوم للأم الفلسطينية المثالية، وعيد تكريم لأمهات الشهداء والأسرى والجرحى، وتقدير لعظيم تضحياتهن وعطائهن المستمر"
ودعا أبو بكر "المجتمع الدولي للعمل من أجل إنصاف الأم الفلسطينية، وتوفير الدعم الكافي من أجل حمايتها وأبنائها من غطرسة الاحتلال".
وشدد على دور المؤسسات الحقوقية والإنسانية في "رصد وتوثيق الممارسات الإجرامية بحق الأمهات والنساء الفلسطينيات، وخاصة الأسيرات في سجون الاحتلال.
كما طالب بضرورة الإفراج العاجل واللا مشروط عن جميع الأسيرات في سجون الاحتلال.
واليوم الخميس، منعت إسرائيل الاحتفال بعيد الأم (الذي يصادف ٢١ مارس/آذار من كل عام) في المركز الثقافي الفرنسي، بمدينة القدس المحتلة.
وحاصرت قوة من الشرطة الإسرائيلية، المركز الثقافي التابع للحكومة الفرنسية، في شارع صلاح الدين، أهم الشوارع في مدينة القدس الشرقية.
ومنعت الشرطة فلسطينيات وفلسطينيين من دخول المركز الذي جرت استعدادات فيه للاحتفال بعيد الأم.
"انتهاكات الدامون"
وفي يناير/كانون الثاني الماضي، نقلت هيئة شؤون الأسرى والمحررين في تقرير لها، الحقائق اليومية التي تعيشها أسيرات معتقل "الدامون"، والتي تكشف حجم الانتهاكات التي يتعرضن لها بشكل يومي.
يقع سجن "الدامون" شمالي فلسطين على سفوح جبل الكرمل بمدينة حيفا، وأُقيم منذ زمن الانتداب البريطاني كمستودع للدخان، وبعد عام 1948 وضعت إسرائيل يدها على المبنى وحولته إلى سجن يفتقر للبنية التحتية قبل أن تصدر قرارا بإغلاقه كونه لا يصلح للعيش.
غير أنه مع اندلاع انتفاضة الأقصى عام ٢٠٠٠ وازدياد أعداد المعتقلين الفلسطينيين، أعادت إسرائيل فتحه، ويستوعب السجن حاليا 500 أسير، وفيه أيضا قسم للأسيرات.
يقول التقرير الصادر عن هيئة شؤون الأسرى والمحررين، إن عدد الأسيرات في "الدامون" يتغير حسب الاعتقالات الجديدة أو الإفراج عنهن بعد انتهاء فترة حكمهن.
ومن بين أسيرات "الدامون" 22 أما منهن زوجات وأمهات شهداء وأسرى بالسجون، و19 موقوفة، واثنتان قيد الاعتقال الاداري، و3 أسيرات من قطاع غزة محرومات من زيارة ذويهن، علما أن الأحكام التي صدرت بحق الأسيرات وصل أقصاها لـ 16 عاماً.
وتُحتجز الأسيرات الفلسطينيات في قسم يحتوي على 13 غرفة، في كل غرفة توجد ما بين 4-8 معتقلات، فضلا عن وجود غرفة عزل مع كاميرات.
أما أرضية الغرف فمصنوعة من الباطون، بدون بلاط وهي باردة جداً في فصل الشتاء، ناهيك عن سوء التهوية والرطوبة والحشرات.
بينما الخزائن صدئة نتيجة الرطوبة، إلي جانب منع إدارة السجن الأسيرات من تغطية الأرضية بالبطانيات لكي يجلسن عليها.
وفي الأوقات التي لا يوجد بها عد أو تفتيش تضع الأسيرات البطانيات على الأرض ويجلسن عليها، وعندما تدخل إدارة السجن للعد أو التفتيش سرعان ما تزيلها لكي لا يتم معاقبتهن.
عند نقل الأسيرات يتم تقييدهن، وفي كثير من الأحيان تكون القيود شديدة ومحكمة، كما أن معاملتهن تخضع لمزاج قوات النقل والتي تسمى "النحشون". ويصف التقرير مدة نقل المعتقلات، برحلة عذاب ومعاناة شديدة لهن.