خبراء مغاربة: COP28 قصة نجاح إماراتية لرئاسة مؤتمر الأطراف
التحول عن الوقود الأحفوري خطوة رائدة غير مسبوقة
خبراء مغاربة يؤكدون أن قرار التحول عن استخدام الوقود الأحفوري، الذي جاء باتفاق الإمارات، هو مبادرة ناجحة تسعى للتصدي لآثار تغير المناخ.
بعد إقرار مؤتمر الأطراف COP28 بدبي "اتفاق الإمارات"، الذي يدعو إلى التحول عن استخدام الوقود الأحفوري في نظم الطاقة ابتداء من العقد الحالي بطريقة عادلة ومنظمة ومنصفة لتحقيق صافي انبعاثات صفر بحلول 2050 بما يتماشى مع العلم، فإن خبراء مغاربة في المناخ والطاقة اعتبروا هذا القرار انتصارا تاريخيا ونجاحا للرئاسة الإماراتية لمؤتمر الأطراف.
ووصف الخبراء، الذين تحدثوا إلى "العين الإخبارية"، هذه المبادرة الدولية بقرار تاريخي غير مسبوق بهدف مواجهة تداعيات وآثار التغير المناخي.
- COP28 يقر «اتفاق الإمارات» التاريخي للعمل المناخي
- «اتفاق الإمارات» التاريخي للعمل المناخي ينثر الفرحة والأمل في العالم
قمة ناجحة
كما أكد الخبراء أن "COP28" هي القمة الأنجح في إطلاق مجموعة من المبادرات، وبالتالي تعتبر خطوة رائدة ونقطة تحول من خلال تسليط الضوء على عدد من السياسات في مجال تغير المناخ.
وفي هذا السياق، وصف محمد بن عبو، خبير في المناخ والتنمية المستدامة، في تصريح لـ"العين الإخبارية، COP28 دبي، بقمة قياسية في القرارات، مشيرا إلى أنه لأول مرة في قمة من مؤتمرات الأطراف تخرج بقرار يتعلق بالوقود الأحفوري.
وأفاد الخبير في المناخ بأن قرار التحول عن استخدام الوقود الأحفوري في نظم الطاقة سيصبح ملزما للدول، ويجب تنزيله في المؤتمرات المقبلة.
ولم يفت بن عبو أن يؤكد أن رئاسة المؤتمر نجحت في تحقيق توافق تاريخي بين الدول الأطراف من أجل الحفاظ على الكوكب وضمان مستقبل للأجيال الحاضرة والمقبلة.
ومن جهته، قال أحمد الطلحي، خبير في تغير المناخ، لـ"العين الإخبارية"، إنه "بقراءة أولية لمخرجات المؤتمر يمكن أن أجزم أن هذه القمة كانت قمة التمويل المناخي بامتياز، إذ كانت أغلب قراراتها على شكل قرارات إنشاء صناديق جديدة كصندوق الخسائر والأضرار وعلى شكل تعهدات مالية للمساهمة في الصناديق القائمة (صندوق المناخ الأخضر، صندوق التكيّف، صندوق البلدان الأقل نمواً، الصندوق العالمي للمناخ، الصندوق الخاص لتغير المناخ، صندوق الاستثمار المناخي "ألتيرّا"...).
وذكر الخبير ذاته أنه تم التعهد بمساهمات مالية إجمالية تفوق 85 مليار دولار، وهذا رقم قياسي والنجاح الذي تحقق في هذا المجال يمكن رده للخبرة المالية لدولة الإمارات العربية المتحدة ولمبادرتها على الإعلان عن تعهداتها المالية السخية في جميع الصناديق المناخية، وكذلك للانخراط المتصاعد للمؤسسات المالية العالمية والإقليمية في المسألة المناخية عموما وفي التمويل المناخي خصوصا.
وطالب الطلحي بأن يتم الاستمرار بالتوصل إلى قرارات متفق عليها بخصوص التحول عن استخدام الوقود الأحفوري، الذي يشكل أكثر من 80 في المائة من مصادر الطاقة في العالم حاليا، وبالتالي بلوغ الهدف الاستراتيجي وهو 1.5 درجة فوق معدل الحرارة السائد قبيل الثورة الصناعية في نهاية القرن.
حدث تاريخي
وأما الدكتور يوسف الكمري، أستاذ باحث واستشاري في البيئة والتنمية، فقال لـ"العين الإخبارية" إن مؤتمر الأطراف الثامن والعشرين لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ COP28 في دبي بدولة الإمارات العربية المتحدة، يعد حدثا تاريخيا بحد ذاته، حيث يجمع دول العالم الموقعة على الاتفاقية بهدف مراجعة ما حققته هذه الدول من تقدم في إطار التزاماتها باتفاق باريس لتغير المناخ المعلن عنه في سنة 2015 للحد من تأثيرات التغير المناخي.
خطوة رائدة
وأضاف الكمري أن إطلاق مجموعة من المبادرات خلال هذه القمة للمناخ تعتبر خطوة رائدة بالفعل، ذلك أن هذا المؤتمر التاريخي سلط الضوء على السياسات في مجال تغير المناخ والاستثمارات الضخمة التي تمت وتم الإعلان عنها في السنوات الأخيرة في قطاع ما بات يُسمى "اقتصاد المناخ" أو الاستدامة والقائم بشكل رئيسي على الاستفادة من التقدم التكنولوجي المتسارع والمؤهلات البيئية المتوفرة (الشمس، الرياح،، الهيدروجين الأخضر....).
واعتبر الكمري قرار التحول عن استخدام الوقود الأحفوري مبادرة ناجحة وتسعى للتصدي لآثار تغير المناخ وتشجيع الصناعات النظيفة.
وأشار إلى أن القمة نجحت في التوصل إلى اتفاق تاريخي لتفعيل صندوق عالمي يختص بالمناخ ومعالجة تداعياته، وتم تقديم تعهدات دولية لتمويله بقيمة 792 مليون دولار، كما تم الإعلان عن تعهدات دولية بقيمة 3.5 مليار دولار لتجديد موارد صندوق المناخ الأخضر، بالإضافة إلى الإعلان عن 134 مليون دولار لصندوق التكيف.
واسترسل الكمري قائلا إن إعلان رئاسة المؤتمر عن شراكة جديدة تهدف إلى تحقيق انتقال منظم ومسؤول وعادل ومنطقي في قطاع الطاقة يراعي النوع الاجتماعي، ودعم هذه الشراكة أكثر من 60 طرفا.
وأمس الأربعاء، أقر ممثلو 197 دولة إضافة إلى الاتحاد الأوروبي في مؤتمر الأطراف COP28 بمدينة إكسبو دبي، "اتفاق الإمارات" التاريخي للمناخ الذي يضع العالم على مسار العمل المناخي الصحيح للحفاظ على البشرية وكوكب الأرض.
وصدّق مؤتمر الأطراف COP28 في الإمارات على اتفاق دولي تاريخي غير مسبوق للتصدي لتداعيات التغير المناخي، الذي يشكل نقطة تحول استثنائية في مسيرة العمل المناخي الدولي.