السنيورة وانتخابات لبنان.. خارج السباق وفي قلب المعركة
أعلن رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق فؤاد السنيورة الثلاثاء عدم ترشحه للانتخابات النيابية مع استمراره في الانخراط بالعملية الانتخابية.
وقال السنيورة: "اليوم، نحن اللبنانيين في خضم هذه الأزمة الطاحنة والماحقة، والتي تعتبر الأخطر في تاريخ لبنان".
وأضاف: "نظراً إلى إفشال الكثير من المحاولات الإصلاحية التي خضناها على مدى سنوات طويلة من أجل إصلاح آلة الدولة اللبنانية، في إداراتها ومؤسساتها، إيماناً منا بضرورة تحريرها من إطباق الاستتباع والوصاية، وتسلّط السلاح الخارج عن الشرعية، وهيمنة الفساد السياسي عبر الاستعصاء المزمن على الإصلاح".
وتابع "من أجل تحرير الدولة اللبنانية من قبضة المليشيات، فإنّي أجد أنّه قد آن الأوان، بعد أن بينت لنا ذلك بالملموس انتفاضة الشعب اللبناني، الحاجة إلى تجديد الدماء السياسية ودعم الوجوه الواعدة، وتسهيل الطريق أمام الخبرات التي لم تتح لها فرصة الخدمة الوطنية."
ولفت إلى أن "لبنان يحتاج في هذه الفترة إلى كل الجهود الخيِّرة لإنقاذه عبر التقيد المثابر والملتزم بمصالح اللبنانيين الحقيقية، وأيضاً بواجب العمل على استعادة الدور والسلطة الحصرية للدولة اللبنانية على كامل أراضيها ومرافقها".
وقال: "لهذه الأسباب كلّها، فإنّي أعلن عزوفي عن الترشح للانتخابات النيابية المقبلة. هذا مع إصراري على دعوة أهلي في بيروت وصيدا والشمال والبقاع وجبل لبنان، وفي كل أنحاء وأرجاء لبنان إلى المشاركة في هذا الاستحقاق الانتخابي المهم والمفصلي، لكي لا يتاح للوصوليين والطارئين تزوير التمثيل وتعبئة الفراغ الذي يمكن أن ينجم عن الدعوة لعدم المشاركة في هذا الاستحقاق الوطني".
وشدد السنيورة على أهمية أن ينبثق عن المجلس النيابي الجديد نواة إدارة حكومية رشيدة، تكون على قَدْرِ المهمات الإصلاحية المطلوبة في كافة المجالات، لقيادة هذه المرحلة الجديدة الحافلة بالتحديات والمصاعب على اختلاف أنواعها.
وتابع قائلا: "إنّها لحظة وطنية وأخلاقية بامتياز من أجل العمل بإرادة حازمة وشجاعة، للإسهام العملي في إيفاء جزء من الحقوق المتوجبة علينا جميعاً لوطننا لبنان، وكل حسب استطاعته ومقدرته ومكانه، ومن أجل أن يسهم الجميع في استعادة الدولة اللبنانية لدورها ولسلطتها".
وأكد السنيورة أنه "مستمر في هذه المسيرة كمواطن مسؤول، يعمل لكلّ لبنان، بدءاً من عاصمته بيروت وانطلاقاً باتجاه كل لبنان، ويضع نفسه في خدمته وخدمتها، ولا يكون ساعياً لمنصب أو موقع. وأنا إذْ أنْذُرُ نفسي للاستمرار في العمل الوطني والعمل العام لوفاء جزء من هذه الحقوق، فإني أهيب بجميع اللبنانيين متآزرين ومتضامنين من أجل إنجاح هذه المشاركة الوطنية لإيفاء هذه الحقوق المتوجبة علينا لوطننا".
وأشار إلى أن عزوفه عن الترشح لخوض الانتخابات النيابية ليس من باب الاستنكاف، ولا من باب المقاطعة، "بل العكس، هو لإفساح المجال أمام طاقات جديرة ووجوه جديدة".
ولفت إلى أنّ "هذا العزوف لا يحول على الإطلاق، بل هو موقف وعزم جازم ومصمم، بأني سأكون معنياً وبشكل كامل بهذا الاستحقاق الانتخابي جملة وتفصيلا. ولهذا، فإنّي أعلن نفسي ومنذ الآن منخرطاً في هذه الانتخابات النيابية إلى آخر أبعادها من دون ترشح، وذلك لمصلحة جميع المواطنين اللبنانيين الذين هم الأصحاب الحقيقيون لهذه الانتخابات، والذين عليهم الانخراط فيها كمرشحين ومشاركين ومقترعين."
ودعا الللبنانيين إلى تصويب بوصلة العمل الوطني والسياسي، وعبر المواجهة السلمية من أجل العمل على استرجاع الدور والسلطة الحصرية للدولة اللبنانية العادلة والقادرة والمتمسكة بالحفاظ على قرارها الحر.
وختم السنيورة بالقول: "ليس هذا بيان ابتعاد، بل هو إعلان انخراط واستمرار".
تشكيل اللوائح
وفي هذا السياق كشفت مصادر مقربة من السنيورة لـ"العين الاخبارية" أنه سيستمر بالعمل على خوض الانتخابات عبر تشكيل لوائح من مناطق لبنانية عدة، لأنه يرفض ترك الساحة السنّية فارغة في ظل عزوف رئيس تيار المستقبل سعد الحريري عن المشاركة وتعليقه لعمله السياسي.
والسنيورة هو رابع رئيس حكومة سابق يعلن عزوفه عن الترشح للانتخابات النيابية بعد سعد الحريري وتمام سلام ونجيب ميقاتي، وبهذا القرار يصبح "نادي رؤساء الحكومات السابقين" الذي كان يتولى ما يشبه إدارة الطائفة السنية من الناحية السياسية، خارج مجلس النواب المقبل.
aXA6IDE4LjE4OC42My43MSA= جزيرة ام اند امز