انتخابات لبنان.. عين "حزب الله" على المقاعد الدرزية
تتحول الأنظار إلى الساحة الدرزية في لبنان بعد وضوح أطماع "حزب الله" الإرهابي في السيطرة على نصف المقاعد المخصصة للدروز في البرلمان.
وفي الفترة الأخيرة، ظهرت مؤشرات تفيد بأن الزعيم الدرزي وليد جنبلاط؛ وهو المعارض لحزب الله والهيمنة الإيرانية، يواجه تهديدا فعليا ويخوض الانتخابات الأصعب في حياته.
وأكثر ما يقلق جنبلاط ويستفزه هو نقل المعركة إلى داخل البيت الدرزي والدخول في مرحلة اقتطاع مقاعد درزية راسخة منذ فترة طويلة، بعدما جرى في مراحل سابقة وبشكل متدرج اقتطاع الكثير من المقاعد المسيحية.
وقال جنبلاط قبل أيام، إن هناك توجهاً لتحجيمه رداً على مواقفه في الأشهر الأخيرة ضد حزب الله، ودعوته إلى إنهاء "الهيمنة الإيرانية" في لبنان.
تحديات كبيرة
وفي البرلمان الذي يضم 128 مقعدا، يقتصر التمثيل الدرزي على 8 مقاعد موزعة بين: الشوف (2) وعاليه (2) ومقعد واحد في كل من بيروت وبعبدا وحاصبيا والبقاع الغربي.
ويخوض جنبلاط معارك على كل الجبهات في الانتخابات المقبلة، ويواجه تحديات في كل الدوائر؛ إذ يعتمد "حزب الله" على الأصوات الشيعية في دائرة بيروت الثانية (11 نائباً)، ويسعى إلى خطف مقعد النائب الدرزي الوحيد في تلك الدائرة من "الحزب التقدمي الاشتراكي" الذي يرأسه جنبلاط، بعدما فقد الأخير حليفه وداعمه الرئيسي في بيروت رئيس الوزراء الأسبق سعد الحريري.
ويشير قادة "التقدمي الاشتراكي" إلى أن "حزب الله" يعمل لأجل "تأديب" جنبلاط، ويخطط مع أحزاب "التيار الحر" و"الحزب السوري القومي الاجتماعي" في دائرة الشوف، لإسقاط المرشح الدرزي في الدائرة، لصالح خصمه، وئام وهاب المقرب من الحزب الإرهابي.
كما يركز حزب الله، على إسقاط النائب الدرزي وائل أبو فاعور في دائرة البقاع الغربي، بالإضافة إلى سيطرة الحزب الإرهابي المحتملة عبر حليفه نبيه بري، على مقعد حاصبيا بسبب التفوق العددي الشيعي في المنطقة.
وقالت مصادر مقربة من جنبلاط لـ"العين الإخبارية"، إن حزب الله أبلغ قيادة الحزب التقدمي الاشتراكي، أنه عازم على خوض المعركة الانتخابية من أجل تقاسم المقاعد الدرزية، من خلال شخصيات درزية موالية للحزب الإرهابي.
معركة مصيرية
وفي هذا السياق، قال مفوض الإعلام في الحزب التقدمي الاشتراكي صالح حديفة أنه "بات واضحاً من خلال أداء حزب الله، أن الأخير قرر أن يفتح النار الانتخابية علينا في بيروت والجبل والمناطق"، معتقداً أنّ "اللحظة مواتية للانقضاض على وليد جنبلاط وما يمثله من أبعاد سياسية وسيادية".
وأضاف لـ"العين الإخبارية": "نحن بالفعل أمام معركة مصيرية يجب علينا التصدي لها بالصمود والتصميم على منع انهيار الخط السيادي في البلد".
وحدد حديفة 3 تحديات لخوض هذه المعركة؛ وهي: كيفية تجاوز حالة اليأس والإحباط التي تتملك اللبنانيين في ظل الواقع المعيشي المنهار وإعادة استنهاضهم انتخابياً، وتحصين سبل الصمود والتصدي تحت وطأة الافتقار إلى وجود حلف سيادي وازن ومتراص في المواجهة الداخلية الراهنة كما كان الأمر إبان حقبة تحالف 14 آذار ضد حزب الله.
أما التحدي الثالث، فيتمثل في وجود اندفاعة شرسة للمحور الآخر (حزب الله) سعياً للإطباق على لبنان في ظل توفر ظروف داخلية وخارجية تساعده على تحقيق هدفه”.
وأكد حديفة "مضي حزبه قدماً في التصدي لأعداء السيادة والإصلاح"، وإجهاض "الحملة المبرمجة التي تستهدف علاقاتنا بالعمق العربي وانتمائنا للخط السيادي وزرع التفرقة في بيتنا الداخلي".
وتابع أن انسحاب سعد الحريري من الحياة السياسية والانتخابات المقبلة، جعل الحزب التقدمي الاشتراكي شبه وحيد في مواجهة هجمة "حزب الله"، مشدداً على أن هذا الانسحاب سيكون له تأثير كبير عليهم.
وبدأ العد التنازلي لموعد غلق باب الترشحات للانتخابات البرلمانية في 15 مارس/آذار الجاري، على أن يجرى الاقتراع في 15 مايو/أيار 2022.
aXA6IDE4LjExNy4xNjYuMTkzIA==
جزيرة ام اند امز