أمريكا تضبط ناقلتي نفط إيرانيتين وتكشف "ألاعيب" الاختباء
تزوّر الوثائق وتغيّر طلاء سفنها لنقل نفطها منتهكة قرار الحظر المفروض عليها في خروقات تحاول الالتفاف على العقوبات عبر التمويه والتزوير.
واليوم الجمعة، أفادت هيئة الإذاعة الألمانية باللغة الفارسية، بمعلومات عن ضبط الولايات المتحدة ناقلتي نفط تملكهما إيران.
وأشارت إلى أن "هذه الشحنات سُجلت الشهر الماضي عندما أفرغت ناقلتان يونانيتان حمولتهما في جزر الباهاما وهيوستن بأوامر من السلطات القضائية الأمريكية".
وتفيد التقارير بأن قيمة شحن هاتين الناقلتين "تزيد على 38 مليون دولار".
ولفت تقرير الإذاعة الألمانية نقلاً عن وكالة "أسوشيتد برس"، إلى أن إيران تستخدم مخططات متطورة مثل "تزوير المستندات" و"إعادة طلاء سطح السفينة" لنقل نفطها لمواجهة العقوبات.
وبحسب التقرير، تخضع الناقلة الإيرانية "إم تي/ ستارك 1" للعقوبات الأمريكية منذ عام 2018، لكن تمت إعادة طلاء السفينة لمنع تسجيلها في صور الأقمار الصناعية.
ووصلت الناقلة إلى جزيرة خارك الإيرانية في 31 أكتوبر/ تشرين الأول 2020 لتحميل براميل النفط، فيما تم في 3 نوفمبر/ تشرين الثاني 2020 نقل 733 ألفا و876 برميلاً من النفط إلى ناقلة أخرى اسمها "إم تي / أرينا".
وتضيف "أسوشيتد برس" أن السفينتين أوقفتا أجهزة الإرسال الخاصة بهما أثناء نقل براميل النفط حتى لا تتمكن الأقمار الصناعية من رصدها.
ووفقاً لنتائج رصد ناقلات النفط في العالم، أبحرت ناقلة "آرينا" الإيرانية عبر رفع علم بنما أولاً ثم توجهت إلى قناة السويس ومنها إلى اليونان؛ ثم تحركت الناقلة إلى إسطنبول بتركيا لإجراء بعض الإصلاحات وغادرت أخيرًا إلى رومانيا.
ومع ذلك، لم يتمكن مسؤولو السفن من العثور على عميل لشحنات النفط الإيراني أثناء الرحلة.
وفي 26 أغسطس/ آب 2021، تم نقل حوالي 220 ألفا و793 برميلًا من النفط من هذه الشحنة قبالة سواحل قبرص إلى سفينة أخرى تملكها شركة يونانية.
وتظهر النتائج أن كلا من أرينا ونوستوس حاولتا نقل شحنتهما إلى مستودع في تركيا، لكن الولايات المتحدة تعقبتهما واحتجزتهما.
وأخيرًا، أفرغت سفينة أرينا حمولتها بجزر الباهاما في يناير/ كانون الثاني من هذا العام، وأفرغت سفينة نوستوس حمولتها في هيوستن العام الماضي.
تحدّ
صادرت الولايات المتحدة شحنات مشبوهة من النفط الإيراني حيث تعمل إدارة الرئيس جو بايدن منذ شهور على إحياء الاتفاق النووي لعام 2015 مع إيران، ومن المرجح أن يؤدي تجديد الاتفاقية إلى رفع العقوبات الأمريكية عن إيران.
وفي عام 2021، أنتجت إيران ما معدله 2.4 مليون برميل من النفط يوميًا، ولكن بسبب العقوبات، تمكنت من بيع أقل من نصف إنتاجها.
وزعم مسؤولون حكوميون في إيران بالأشهر الأخيرة أن إيران تمكنت من بيع بعض نفطها على الرغم من العقوبات.
ووفقًا لأحدث إحصائيات البنك المركزي الإيراني، تمكنت طهران في الأشهر الستة الأولى من العام الماضي، من بيع 18 مليار و600 مليون دولار من النفط، مقابل 8.5 مليار دولار فقط من النفط في نفس الفترة من 2020.
وحذر عدد من الجمهوريين ومنتقدي جو بايدن مرارًا وتكرارًا من أن التطورات الدولية يجب ألا تخفف من الضغط الأمريكي على إيران.
وقال رئيس الأركان في المجموعة الأمريكية المتحدة ضد إيران النووية، كلير جونغمان: "ضبط هذه الشحنات هو أفضل مثال على عدم رفع الولايات المتحدة للعقوبات".
وفي الآونة الأخيرة، دعت مجموعة من أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين الرئيس جو بايدن إلى التخلي عن المحادثات مع إيران بشأن الاتفاق النووي.
وتمكنت إيران من استئناف مبيعات النفط من خلال توقيع اتفاق نووي في عام 2015، لكن في عام 2018، خلال رئاسة دونالد ترامب، انسحبت الولايات المتحدة من جانب واحد من الاتفاقية.
aXA6IDE4LjE5MS45My4xOCA=
جزيرة ام اند امز