قبل انتخابات لبنان.. حزب الله يشعل "معركة التحالفات"
مع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية في لبنان، بدأت الأحزاب السياسية بتشكيل تحالفات تضمن وصولها إلى البرلمان بالأغلبية.
ومع اقتراب الموعد بدا واضحاً تأثير خطاب القوى السياسة المقاومة لتوغل حزب الله، وخصومه السياسيين مثل حزبي "القوات اللبنانية" و"الكتائب" والزعيم الدرزي وليد جنبلاط.
ووسعت تلك القوى تحالفاتها لتشمل المجتمع المدني والأحزاب الجديدة التي انبثقت عن التحركات الشعبية في 17 أوكتوبر 2019 وبدأت تطرح برامجها السياسية المطالبة بحصر السلاح بالقوى الشرعية اللبنانية.
في مقابل هذا الحراك بدأ حزب الله بإشعال معركة التحالفات لمواجهة خصومه ومجموعات المجتمع المدني، وهو يحاول بحركة مكثفة جمع حلفائه بلوائح مشتركة، بعد أن عصفت بهم الخلافات.
فالخلاف السياسي كبير بين حليف الحزب الأساسي الشيعي حركة "أمل" وتيار الرئيس اللبناني ميشال عون، كما أن زعيم "تيار المردة" يرفض حديث جبران باسيل، صهر رئيس الجمهورية.
وبحسب آخر المعطيات كشف مصادر مقربة من "التيار الوطني الحر" أن الاجتماعات بين حزب الله و"تيار عون" بإعلان إصرارهما على التحالف في الدوائر الانتخابية كلها.
وأضافت: "أنه رغم المحاولات الحثيثة لم ينجح الحزب بجمع الحلفاء جميعاً، رغم الليونة الذي أبداها "التيار" بالتحالف مع "حركة أمل" التي بدورها لا تزال متشددة برفضها الانضمام بلوائح مشتركة مع التيار الوطني الحر".
أما عن "تيار المردة" فأشارت المصادر إلى أن جميع المفاوضات فشلت، ولن يكون هناك تحالف سياسي وسيخوض سليمان فرنجية الانتخابات بمفرده.
في المقابل يحاول حزب الله تجميع قواه المختلفة، لدعم خصوم وليد جنبلاط، مستغلاً انسحاب "تيار المستقبل" من معركة الانتخابات، واحتمال انخفاض نسبة التصويت لدى الطائفة السنية.
وفي هذا الصدد، يكشف الباحث كمال فغالي أن حزب الله يسعى إلى تحقيق اختراقات متعددة في الطائفة السنية في دوائر مختلفة، من بيروت إلى طرابلس وفي عكار".
ويقول لـ"العين الإخبارية"، إنه :"يبدو أن إمكانية توحيد حلفاء حزب الله قد وصل لطريق مسدود، ولا مجال للحوار مع المنظمات المدنية، وهنا بدأ الحزب استراتيجية جديدة، عبر اختراق ساحات خصومه التقليديين عند السنة والدروز".
ويضيف: "بدأ الحزب بالدخول لهذه المناطق عبر وسائل عديدة مستغلاً غياب سعد الحريري عن الانتخابات المقبلة، بالإضافة إلى دعم شخصيات درزية تدور في فلكه كالوزير السابق وئام وهاب، والنائب طلال أرسلان في محاولة لإضعاف وليد جنبلاط، ومحاولة الفوز بأربعة مقاعد درزية، ما يلغي الثقل الطائفي والميثاقي الذي يتمتع به جنبلاط".
ويرى فغالي أن هذه هي الطريقة المثلى بالنسبة للحزب لتحقيق الأكثرية، مشدداً على أن "التيار الوطني الحر"، لم يعد حزباً يعتمد عليه، كما لم يعد يعطي تغطية مسيحية له أيضاً بسبب الضعف الذي حل بحزب الله نفسه".
ويختم فغالي، متوقعا أن يخسر التيار الوطني الحر نحو نصف كتلته النيابية حال جرت الانتخابات في موعدها".
aXA6IDMuMTQ3LjYyLjk5IA== جزيرة ام اند امز