أسواق البالة في لبنان.. "كي لا يصبح الفقير عاريا"
استعادت أسواق البالة في لبنان زخمها ونشاطها في خضم الأزمة الاقتصادية، حيث بدأت تنتشر في مناطق عدة ويقصدها عدد كبير من الزبائن.
فبعد أن كانت هذه الأسواق تئن من قلة قاصديها عادت لتنتعش مع ارتفاع سعر صرف الدولار وانهيار القدرة الشرائية للمواطنين الذين لم يجدوا أمامهم سوى هذا الخيار.
القطعة بـ5000 ليرة.. "لافتة" صغيرة وضعتها مريم بارودي على عند مدخل محلها، تقول إن قاعدتها في البيع هي "الربح القليل والبيع الكثير".
في السابق كانت بارودي تبيع ثياباً جديدة، لكن مع تقلص عدد زبائنها بشكل كبير لم تجد أمامها سوى هذا الخيار، تقول: "اشتري بضاعتي من لبنان، وهي مخصصة للكبار والصغار من الذكور والإناث من كل الأعمار"، مؤكدة أن زبائن كثر يقصدونها منهم من كانوا يوماً ما من الطبقة الوسطى الذين يحاولون التكيف مع أزمتهم التاريخية.
داخل محل بارودي كانت رانيا تجول باحثة عن ملابس لابنتها، حيث قالت لـ"العين الاخبارية": "تحتاج طفلتي إلى بيجاما وليس بمقدوري دفع 200 ألف ليرة كحد أدنى، جئت وكلي أمل أن ألقى قطعة تفرح قلبها".
وأضافت: "رغم أني لم أتوقع يوماً أن اشتري ملابس من البالة لكني اكتشفت أن هناك ماركات عالمية أي ثياب جودتها ممتازة، أنظفها جيداً فتصبح مقبولة".
أما سعاد التي كانت هي الأخرى تتجول في المحل فقالت: "يوجد كل شيء من البدلات الرسمية إلى ملابس السهرة والملابس الرياضية، وأنواع الأحذية، لا بل حتى بياضات منزلية وأغطية شتوية وألعاب، لا أحتاج شيئاً محدداً، ألقي نظرة فإن عثرت على شيء لفت نظري اشتريه"، مشددة "البحث في البالة أشبه بالبحث عن كنز، فهناك قطع ذات جودة عالية وفي حالة جيدة على الرغم من كونها مستعملة، لكن العثور عليها يتطلب جهداً ووقتاً"، وأكدت "الألبسة المستعملة رحمة للفقراء من دونها يصبح الفقير عارياً".
aXA6IDEzLjU5LjE3OC4xNzkg
جزيرة ام اند امز