لبنان والأزمة الأوكرانية.. مخاوف ومحاولات "صعبة" للإجلاء
تفاعل لبنان مع الأزمة الأوكرانية، وشهد محيط السفارة الروسية، الخميس، اعتصاماً للجالية الأوكرانية في مقابل تحرك للخارجية على خط الجالية اللبنانية.
ونفّذت الجالية الأوكرانية في لبنان اعتصاماً أمام السفارة الروسية، لإبداء رفضهم للعملية العسكرية الروسية التي تستهدف أوكرانيا.
ورفع المحتجّون شعارات رافضة للحرب وتطالب موسكو بوقف تصعيدها.
في المقابل، أعلنت وزارة الخارجية والمغتربين اللبنانية، في بيان لها، أنها في إطار متابعة الأزمة الأوكرانية، قامت بإنشاء خلية أزمة برئاسة الوزير تضم المختصين في الوزارة وسفراء لبنان في الدول المعنية (أوكرانيا وروسيا) ودول أخرى صديقة (بولندا، رومانيا) لتبادل المعلومات واقتراح الخطوات اللاحقة الواجب اتخاذها.
ووضعت رابطا إلكترونيا وخطا ساخنا لتسجيل وإحصاء عدد الرعايا اللبنانيين الراغبين بالعودة من أوكرانيا: https://mfa.gov.lb/Ukraineform.
وقالت الوزارة في بيانها إنها كثفت العمل مع الدول المعنية (روسيا، أوكرانيا، بولندا، رومانيا) على تأمين ممرات آمنة أو المغادرة جوا وفقا لتطور الحالة الأمنية.
واستدعت سفراء كل من روسيا، أوكرانيا، بولندا ورومانيا للتباحث معهم بالأزمة وإبلاغهم موقفنا الرسمي، وطلب تسهيل المغادرة الآمنة للرعايا اللبنانيين الراغبين والمقيمين في أوكرانيا.
وأشار سفير لبنان في أوكرانيا علي ضاهر إلى أن وضع الجالية اللبنانية في أوكرانيا كوضع الجاليات الأخرى تتطلع إلى خطوات إجرائية بعد جلاء الأوضاع، مؤكداً أننا في وضع ميداني صعب حالياً.
وقال ضاهر في تصريح خاص لـ"العين الإخبارية": "نحن نعمل بتوجيه من وزارة الخارجية على تنسيق تام مع الجالية اللبنانية ونضع بتصرفهم كل المنشورات اللازمة ليطلعوا على الأوضاع لحظة بلحظة"، مشيراً إلى أن من يرغب بالعودة عليه أن ينتظر لأن الوضع العسكري يحول دون ذلك.
أما رئيس الجالية في أوكرانيا علي شريم فقال لـ"العين الإخبارية": "وقع الحرب كان مفاجئا على اللبنانيين".
وأضاف: "يبلغ عدد اللبنانيين الموجودين في أوكرانيا حوالي 4300 شخص، بينهم ألف طالب".
وأشار إلى أن "الجميع بحالة ضياع وخوف لكننا اعتمدنا التواصل عبر المجموعات وطلبنا من الطلاب التجمع في أماكن محددة في كييف أو المدن الأخرى، ما سيسهّل التنسيق معهم في حال حدث أي طارئ".
وأكد شعيب أن المغادرة اليوم باتت مستحيلة، مشيرا كذلك إلى أن آخر دفعة غادرت الأسبوع الماضي وشملت حوالي 200 طالب".
وأوضح أن" المشكلة الأساسية هي مع الطلاب الموجودين في أوكرانيا ولا يتقنون اللغة الأوكرانية أو الروسية، لأنهم يتابعون دراستهم باللغة الإنجليزية، وهؤلاء يبلغ عددهم ما بين ألف و1200 طالب.
ولفت إلى أن 90% من الطلاب يعتمدون على المساعدات التي تصلهم من أهلهم، وهم من ذوي الدخل المحدود، وبالتالي لا يملكون الأموال الكافية للانتقال إلى منطقة أخرى، وهذا ما يجعل وضعهم دقيقا ويتطلب المتابعة الدقيقة".
وكشف أن "الجزء الأكبر من الجالية هم من العائلات ورجال الأعمال المقيمين في أوكرانيا منذ عشرات السنين، وحصلوا على الجنسية وبالتالي لا مشكلة لديهم لأنهم يعاملون على أنهم مواطنون".
aXA6IDMuMTQyLjEzMC4yNDIg جزيرة ام اند امز