تقاس قوة الدول تاريخيا من خلال تلك العلاقة التي تربط بين القيادة والشعب.
فلا يمكن للحاكم أن يسيّر أمور الدولة ما لم تكن هناك علاقة مبنية على الاحترام والثقة المتبادلة التي تربط بينه وبين شعبه.
ولعل أصعب مرحلة يتم من خلالها قياس قوة تلك العلاقة هي مرحلة انتقال الحكم، ولا يخفى على الجميع ما عاشته الإمارات قيادة وشعبا من عظيم الحدث والمصاب الجلل الذي فجع الجميع في الثالث عشر من مايو 2022 بالإعلان عن وفاة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان "طيب الله ثراه"، حيث استذكر الشعب الإماراتي والمقيمون على أرضه الطيبة ذكرى لحظات وفاة الراحل المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "طيب الله ثراه".
فالإمارات وشعبها، وكما عهدهم العالم دوما، أوفياء لقادتهم ومخلصون لرموزهم، ينظرون لقادتهم نظرة الابن إلى والده، فذكرى "زايد الخير" لا تزال خالدة في قلوبهم، كيف لا وهم يستذكرون التحديات الجسام في بدايات تأسيس الدولة، والتي تغلبوا عليها بحكمة وتضحيات الوالد المؤسس.
وجاءت من بعدها مرحلة التمكين، التي امتدت من وفاة "زايد الخير" في نوفمبر 2004 حتى رحيل الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان في الثالث عشر من مايو الجاري، والتي توّجت بإنجازات نُقشت بحروف من نور في سجل تاريخ دولة الإمارات، وهي المرحلة التي شهدت أزهى فترات النهوض بالوطن في كثير من المجالات، كان على رأسها الاستثمار في الإنسان، إيمانا من الراحل الكبير بأنه السبيل الأمثل لتحقيق رفعة الوطن، ناهيك بالدعم اللا محدود على المستويات كافة لتحقيق الريادة والازدهار والتربع على قمة المؤشرات العالمية أمنياً وصحياً وتعليميا، فأضحت الإمارات اليوم وطناً مستنيراً يستشرف المستقبل بكل ثقة وثبات، وطنا يواكب المتغيرات والمستجدات، وهنا يستذكر الجميع مقولة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان: "بلادي ستصبح من أرقى الدول حضارة وازدهارا، وسنكون عونًا لجميع الدول".
واليوم ومع انتخاب أصحاب السمو أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد حكام الإمارات، صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيسا لدولة الإمارات العربية المتحدة، تؤكد الإمارات قيادة وشعبا للجميع أنها ماضية بكل ثبات في مسيرة البناء والتقدم والازدهار، فهذا الوطن وبرجاله المخلصين، وإذ يبايعون سموه قائدا لهذا الوطن، فإنهم يعاهدونه بأن الإمارات ستبقى كما عهدها الجميع موطنا للسلم والسلام ومقصدا للعلم والعلماء ومنارة للتسامح والتعايش ومضربا للمثل في البناء والازدهار، وسيبقى شعبها هانئا برغد العيش والرخاء في ظل القيادة الحكيمة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة.
إن ما شهدته الإمارات اليوم من انتقال سلس للسلطة في اجتماع المجلس الأعلى للاتحاد لانتخاب صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيسا للدولة، يؤكد للجميع أن الإمارات تتمتع برصانة العمل المؤسسي في انتقال مقاليد الحكم واستقراره، وأن البيت متوحد وأن شعب هذه الدولة المباركة حظي بقائد استثنائي عرفوا مناقبه ومآثره عن قرب، كيف لا؟ وسموه "حفظه الله" يستقبل الجميع كبيرهم وصغيرهم شيبهم وشبابهم، ويشاركهم الأفراح والأتراح، يرون فيه حاضر الإمارات ومستقبلها الذي ستمضي من خلاله لتحقيق المكانة الرفيعة على مستوى الأمم بمزيد من التقدم والازدهار..
رحم الله زايد وخليفة.. وحفظ الله محمدا قائدا للوطن.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة