الذكاء الاصطناعي.. 4 تنبؤات ستغير مشهد الصناعة في 2025
لم يكن هناك شيء جديد في مجال الذكاء الاصطناعي في عام 2024 يضاهي عامل «الإبهار» المطلق لاستخدام ChatGPT، لكن التحسينات السريعة في التكنولوجيا لا تزال تجعل المجال ينبض بالحياة، ويفتح الباب أمام التطلاعت بالنسبة لعام 2025.
وكشفت صحيفة "فايننشال تايمز" عن 4 تنبؤات، بناء على آراء الخبراء لما ينتظر تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في العام الجديد، وتشمل ما يلي:
هل تتراجع الحماسة تجاه تطوير الذكاء الاصطناعي؟
في عام 2025 قد يتلاشى الزخم حول الذكاء الاصطناعي، حتى إن بعض أكبر المتفائلين في صناعة التكنولوجيا اعترفوا في الأسابيع الأخيرة بأن اعتماد المزيد من البيانات وقوة الحوسبة في تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي بدأ يحقق تراجعا.
وفي الأمد البعيد قد يحرم هذا الذكاء الاصطناعي من مصدر موثوق للتحسن، ولكن على الأقل في الأشهر الاثني عشر المقبلة ينبغي أن تتولى التطورات الأخرى أكثر من مجرد تعويض هذا النقص.
ولتكون التطورات واعدة سيكون إيجابياً عمل الشركات على تقديم مزيد من النماذج التي تنفذ سلسلة من الخطوات قبل إرجاع إجابة، مما يسمح لها بالاستعلام وتحسين استجاباتها الأولى لتقديم نتائج "منطقية" أكثر.
ومن الممكن أن نجد نماذج تحقق تحسنا في استجابتها لدرجة تدفع مقارنتها باستجابة البشر، رغم ذلك أنظمة مثل o3 من OpenAI لا تزال تبدو كأنها التقدم الأكثر إثارة للاهتمام منذ ظهور روبوتات الدردشة بالذكاء الاصطناعي.
كما أظهرت شركة غوغل، التي استعادت سحر الذكاء الاصطناعي في أواخر العام بعد أن أمضت عامين في النضال لمواكبة OpenAI، كيف يمكن للقدرات الجديدة في الذكاء الاصطناعي أن تجعل الحياة أسهل، مثل تتبع ما تفعله في متصفحك ثم عرض إكمال المهام نيابة عن المستخدمين.
ولا تزال كل هذه العروض التوضيحية والنماذج الأولية في حاجة إلى تحويلها إلى منتجات مفيدة، لكنها على الأقل تُظهر أن هناك أكثر مما يكفي في قيد الاختبار حاليا، للحفاظ على استمرار ضجة الذكاء الاصطناعي.
هل سيظهر "تطبيق قاتل" للذكاء الاصطناعي؟
بالنسبة لمعظم الناس فإن صعود الذكاء الاصطناعي التوليدي يعني رؤية مزيد من الخدمات تعرض إكمال كتابتك نيابة عنك أو تحرير صورك بطرق لم تفكر فيها، وهذه أدوات غير مرغوب فيها في معظم الأوقات ومفيدة أحيانا ولكنها لا تكفي لتحويل حياتك بشكل كامل.
ومن المرجح أن يجلب العام المقبل العروض الأولى للتطبيقات التي يمكنها التدخل بشكل أكثر مباشرة: امتصاص جميع معلوماتك الرقمية والتعلم من أفعالك حتى تتمكن من العمل كبنوك ذاكرة افتراضية أو الاستحواذ على جوانب كاملة من حياتك.
ولكن بسبب القلق بشأن عدم موثوقية التكنولوجيا ستكون شركات التكنولوجيا حذرة بشأن التسرع في طرحها للاستخدام الجماعي، وسيكون معظم المستخدمين حذرين بنفس القدر بشأن الثقة بها.
على عكس المتوقع بدلا من ظهور تطبيقات قاتلة للذكاء الاصطناعي فإن هذا يعني أننا سنُترَك في عالم "الذكاء الاصطناعي في كل شيء"، لأداء مختلف المهام، أحيانا بتدخل غير مرغوب به وأحيانا مفيدا، ورغم ذلك يزال لا توفر التجارب الجديدة التي من شأنها أن تثبت أن عصر الذكاء الاصطناعي قد وصل حقًا.
هل ستظل وحدات معالجة الرسوميات من إنفيديا تحكم عالم التكنولوجيا؟
لقد جعلت الأرباح الضخمة التي حققتها شركة صناعة الرقائق إنفيديا منها هدفا لأقوى شركات التكنولوجيا، والتي تقوم معظمها الآن بتصميم رقائق الذكاء الاصطناعي الخاصة بها.
لكن إنفيديا كانت تتحرك بسرعة أكبر من منافسيها، ومن المتوقع أن مبيعات منتجات بلاكويل الخاصة بها من شأنها أن تغطيها خلال العام القادم بشكل مريح.
هذا لا يعني أن الآخرين لن يحرزوا تقدما. وفقًا لشركة تصنيع الرقائق برودكوم فإن ثلاثا من أكبر شركات التكنولوجيا ستستخدم تصميمات الرقائق الداخلية الخاصة بها في مجموعات الحوسبة الفائقة مع مليون شريحة لكل منها في عام 2027.
وهذا أكبر بعشر مرات من حجم نظام إيلون ماسك (حاسوب كولوسوس Colossus)، الذي يُعتقد أنه أكبر مجموعة من رقائق الذكاء الاصطناعي قيد الاستخدام حاليًا.
وعلى الرغم من أن حصتها في السوق بدأت في التآكل فإن برامج إنفيديا لا تزال مركزا كبيرا لأعمالها، وبحلول نهاية العام ينبغي أن تكون على وشك إطلاق إصدارات منتج جديدة مهمة.
هل تستمر طفرة الذكاء الاصطناعي في سوق الأوراق المالية؟
مع دخول شركات التكنولوجيا الكبرى في خضم سباق الذكاء الاصطناعي الذي يعتقد قادتها أنه سيحدد الشكل المستقبلي لصناعتهم، فإن إحدى القوى الرئيسية وراء طفرة الإنفاق الرأسمالي على الذكاء الاصطناعي ستظل قائمة.
كما أن بعض الشركات بدأت تدعي تحقيق نتائج كبيرة، وإن لم تثبت من تطبيق التكنولوجيا في أعمالها الخاصة، والعديد من الشركات الأخرى ستشعر أنها مضطرة إلى الاستمرار في الإنفاق، حتى لو لم تتوصل بعد إلى كيفية استخدام الذكاء الاصطناعي بشكل منتج.
ومواصلة ضخ المستثمرين أموالهم في الذكاء الاصطناعي سيعتمد على عوامل أخرى، مثل ثقة سوق الأوراق المالية بنوايا إلغاء القيود التنظيمية وخفض الضرائب لإدارة الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب الجديدة، واستعداد بنك الاحتياطي الفيدرالي لمواصلة تخفيف السياسة النقدية.
كل هذا يشير إلى عام شديد التقلب، مع بعض التصحيحات الكبيرة على طول الطريق، ولكن مع وجود سيولة كافية قد تستسلم وول ستريت ضجيج الذكاء الاصطناعي لبعض الوقت.