بايدن في إسرائيل.. أهداف وأولويات
من الملف الإيراني إلى الفلسطيني مرورا باتفاقيات إبراهيم، وصولا إلى التأشيرات، تستعد إسرائيل بأربعة أهداف لزيارة الرئيس الأمريكي.
أهداف تريد إسرائيل تحقيقها من الزيارة الأولى للرئيس الأمريكي جو بايدن إلى إسرائيل بمنصبه الحالي كرئيس للولايات المتحدة الأمريكية، والمقررة غدا الأربعاء.
وتتعلق الأهداف، التي تعرضها "العين الإخبارية"، بالملفات الإيرانية والفلسطينية والإقليمية والثنائية الإسرائيلية-الأمريكية.
إيران وفلسطين واتفاقيات إبراهيم والتأشيرات
فعلى الصعيد الإيراني، يريد لابيد التزاما أمريكيا بعدم شطب الحرس الثوري الإيراني من قائمة الإرهاب، والالتزام بأن لا تكون الاتفاقية مع إيران ضارة بإسرائيل، وعدم استبعاد الحل العسكري في حال مضت طهران قدما نحو امتلاك السلاح النووي.
أما على الصعيد الفلسطيني، فيدرك لابيد الخلافات الإسرائيلية-الأمريكية حول الاستيطان ولكنه يريد إبقاء هذه الخلافات في الغرف المغلقة وأن يتم الاكتفاء بخطوات بناء الثقة مع الفلسطينيين في ظل عدم إمكانية إطلاق عملية سياسية بين الطرفين.
وإقليميا، يريد لابيد من الرئيس الأمريكي البناء على ما تم تحقيقه في اتفاقيات إبراهيم ودفع هذه العملية قدما، وإن كان خطوة خطوة، لضم المزيد من الدول العربية والإسلامية إلى هذه العملية.
وثنائيا، ينتظر لابيد من بايدن دفع تشريع إعفاء الإسرائيليين من التأشيرات للدخول إلى الولايات المتحدة والإبقاء على زخم الدعم العسكري لإسرائيل مع دعم الشراكة في منظومة دفاع الليزر ضد الصواريخ.
وقال تامير هايمان الرئيس السابق لشعبة الاستخبارات في الجيش الإسرائيلي (أمان) في دراسة ترجمتها "العين الإخبارية": "ستكون إيران محور زيارة الرئيس إلى المنطقة: لا يزال مستقبل الاتفاق النووي غير واضح، والإدارة الأمريكية على دراية بضرورة الاستعداد لواقع لا يوجد فيه اتفاق، وتواصل إيران برنامجًا نوويًا نشطًا".
وأضاف في الدراسة المشتركة مع الداد شافيت، الرئيس السابق لشعبة الأبحاث في الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية: "التنسيق الوثيق بين إسرائيل والولايات المتحدة أمر حتمي، ومع الإدارة يجب على إسرائيل أن تسعى جاهدة لتحديد الخطوط الحمراء، والردود السياسية والاقتصادية والعسكرية إذا تم تجاوزها، إضافة إلى ذلك، على إسرائيل ضمان استمرار الدعم الأمريكي لحملة ما بين الحروب"، وهو ما يعني ضرب الأهداف الإيرانية وتلك التابعة لحزب الله في سوريا.
واعتبرا في الدراسة الصادرة على معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي في جامعة تل أبيب، أن "قرار بايدن بزيارة إسرائيل، الذي اتخذه قبل بضعة أشهر، يعكس أولاً وقبل كل شيء رغبته في التأكيد مرة أخرى على التزامه الشخصي الاستثنائي تجاه إسرائيل".
مصلحة وبراغماتية
ولفتا إلى أنه "من وجهة نظره (بايدن)، تكمن أهمية الزيارة في حدوثها، ومن هنا نيته القيام بالرحلة على الرغم من التطورات السياسية في إسرائيل".
وأشارا إلى أن " زيارة الرئيس بايدن إلى إسرائيل تعتبر علامة فارقة من المتوقع أن تساهم بشكل كبير في التفاهم في المنطقة وخارجها بأن الولايات المتحدة تواصل الوقوف إلى جانب إسرائيل، والقيادة الأمريكية ملتزمة بأمن إسرائيل ورفاهيتها. هذه الرسالة ذات أهمية خاصة في الوقت الحاضر، بالنظر إلى الشعور السائد بأن الإدارة حريصة على الانفصال عن المنطقة".
كذلك رأى هايمان وشافيت أن "لإسرائيل مصلحة واضحة في الحفاظ على البراغماتية والعلاقة الحميمة التي تميز العلاقات الحالية، خاصة وأن الإدارة حرصت على عدم استخدام الخلافات كطرق للنقد. ومن جانبها، ينبغي على إسرائيل أن تضمن استمرار سلوكها بهذه الروح".
وقالا: "أتاح الحوار السري الجاري بين إسرائيل والولايات المتحدة خلال العام الماضي طرح مواقف صريحة، بل مواقف متناقضة. يجب أن يفهم البلدان بوضوح المصالح المشتركة والمتباينة؛ القدرة على جسر الخلافات وصياغة سياسة مشتركة هي في المصلحة العليا لإسرائيل".
وأضافا: "ستكون القضية الإيرانية محور زيارة الرئيس إلى المنطقة. على الرغم من استئناف المفاوضات حول الاتفاق النووي، فليس من المؤكد أنه سيتم التوصل إلى اتفاق. حيث تدرك الإدارة أن عليها الاستعداد لواقع لا يوجد فيه اتفاق، بينما يستمر برنامج نووي فاعل في إيران".
وفي هذا الصدد، أكدا أن "التنسيق الوثيق بين إسرائيل والولايات المتحدة أمر حتمي، ومع الإدارة، يجب على إسرائيل أن تسعى جاهدة لتحديد الخطوط الحمراء وكذلك الاتفاق مسبقًا على الردود السياسية والاقتصادية والعسكرية إذا تم تجاوزها. بالتوازي مع ذلك، من الضروري تحليل المخاطر والفرص إذا تم تجديد الاتفاقية".
لكن "في الوقت نفسه، يجب أن تعكس الزيارة السعي إلى التخطيط المشترك فيما يتعلق بحملة ضد إيران. حتى لو تمكنت إسرائيل من تطوير القدرة على العمل بشكل مستقل، فهناك أهمية كبيرة في تشديد التنسيق مع الولايات المتحدة في مجال العمليات وفي الدعم الأمريكي للأعمال الإسرائيلية، جزئياً كقوة ضغط على إيران" بحسب الدراسة نفسها،
وسواء تم تجديد الاتفاق النووي أم لا، فإن زيارة الرئيس بايدن تهدف أيضًا إلى تعزيز التنسيق الإقليمي في مواجهة جهود إيران المستمرة لترسيخ نفسها في جميع أنحاء المنطقة وتوسيع استخدامها للصواريخ والطائرات بدون طيار، هكذا يرى كل من هايمان وشافيت.