فرنسا تقود العالم في العدالة الضريبية.. مقترح من كبار حائزي «نوبل»

في خطوة غير مسبوقة تزيد الضغط على الحكومة الفرنسية، دعا سبعة من أبرز الحائزين على جائزة نوبل في الاقتصاد، باريس إلى اعتماد ضريبة دنيا على الثروات الكبرى، في إطار ما يُعرف بـ«ضريبة زوكمان» التي رفضها مجلس الشيوخ في يونيو/حزيران الماضي.
وقال الخبراء إن على فرنسا "أن تغتنم الفرصة لتقود العالم مرة أخرى" في مجال العدالة الضريبية.
دعوة من نخبة اقتصادية عالمية
وفي مقال رأي نُشر في صحيفة "لوموند" الفرنسية يوم الإثنين، حثّت مجموعة من كبار الاقتصاديين، من بينهم الفرنسية إستير دوفلو، والاقتصاديون الأمريكيون جورج أكيرلوف، بول كروغمان، جوزيف ستيغليتز وسيمون جونسون، إلى جانب الهندي الأمريكي أبهيجيت بانيرجي والتركي الأمريكي دارون عظيم أوغلو، الحكومة الفرنسية على فرض ضريبة دنيا على الثروات الكبيرة، باعتبارها "أداة فعالة وعادلة" لمواجهة التهرب والتلاعب الضريبي.
فاحشو الثراء يملكون 30% من الناتج الداخلي
أوضح الموقعون أن أصحاب الثروات الفائقة في فرنسا يتمتعون بامتيازات غير مسبوقة. فبحسب تقديرات مجلة "فوربس"، يمتلك المليارديرات حول العالم ثروات تعادل 14% من الناتج المحلي العالمي، في حين أن مليارديرات فرنسا وحدهم يمتلكون ما يقارب 30% من الناتج المحلي الفرنسي، وهي فجوة تعكس اختلالًا صارخًا في توزيع الثروة.
ضريبة بنسبة 2% على الثروات.. فكرة مرفوضة في السابق
الدعوة الجديدة تستند إلى تصور عالمي لفرض ضريبة دنيا بنسبة 2% على ثروات المليارديرات، وهو اقتراح تم تقديمه في قمة مجموعة العشرين (G20) العام الماضي لكنه رُفض حينها. ويرى الخبراء أن هذه الضريبة "تستهدف فعليًا أكثر الفئات تهربًا من الضرائب، وتغلق الباب أمام أشكال التحايل، سواء عبر التحويلات المالية أو الأصول الافتراضية أو التلاعب القانوني".
"فرنسا يجب أن تقود" العالم في هذا المسار
وأكد الاقتصاديون أن على فرنسا ألا تضيع هذه الفرصة لتكون في طليعة الدول التي تتبنى إصلاحًا عادلًا ومنطقيًا في مجال الجباية، مشددين على أن "الضريبة المقترحة تُعد وسيلة مباشرة وشفافة لضمان مساهمة الأغنياء في تمويل الخدمات العامة، ودعم العدالة الاجتماعية، وتخفيف الضغوط عن الطبقات المتوسطة والدنيا".
السياق السياسي.. وبايرو تحت الضغط
تأتي هذه الدعوة بينما تواجه الحكومة الفرنسية بقيادة فرانسوا بايرو ضغوطًا لإيجاد مصادر تمويل جديدة ضمن مشروع ميزانية 2026، خصوصًا بعد أن عجز البرلمان عن التوافق على مقترحات سابقة. وقد تضع هذه الدعوة المثقلة بتوقيعات "نوبل" بايرو أمام امتحان سياسي حرج، بين الخضوع لضغوط الأسواق والأغنياء، أو الاستجابة لنخب أكاديمية عالمية تدعو لعدالة ضريبية أكثر جرأة.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTU3IA== جزيرة ام اند امز