هجوم في باريس بسكين ومطرقة.. ما علاقة غزة؟
في حادث أعاد للذاكرة هجمات سابقة في العاصمة الفرنسية، قتل شخص وأصيب اثنان آخران، يوم الأحد، بعد أن تعدى مهاجم على المارة في وسط باريس.
وفي تغريدة عبر حسابه بمنصة «إكس» (تويتر) سابقًا، قال وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان، إن مهاجما قتل سائحا ألمانيا في هجوم بسكين وسط العاصمة باريس، مشيرا إلى أنه (المهاجم) أبلغ الشرطة بأنه لم يستطع تحمل مقتل المسلمين في أفغانستان والأراضي الفلسطينية.
وبحسب الوزير الفرنسي، فإن شخصين آخرين أصيبا في الهجوم بعد الاعتداء عليهما بمطرقة، مضيفًا: «ألقت الشرطة للتو القبض بشجاعة على مهاجم اعتدى على المارة في وسط باريس... لقي شخص حتفه وأصيب اثنان ... يرجى تجنب المنطقة».
وقال الوزير إن المهاجم أطلق صيحة التكبير في أثناء الهجوم على السائحين، مشيرا إلى أن المهاجم مدرج على قائمة المراقبة للأجهزة الأمنية الفرنسية ويعاني من اضطرابات نفسية.
من جانبه، قال مصدر في الشرطة الفرنسية، لـ«فرانس برس»، إن مهاجما طعن شخصا حتى الموت وأصاب آخر في باريس السبت وهو يهتف «الله أكبر»، قبل أن يتم القبض عليه.
وأوضح المصدر أن المهاجم مولود في فرنسا وهو فرنسي، مشيرا إلى أن الجريح يتلقى العلاج.
وأشار مكتب المدعي العام في العاصمة الفرنسية إلى أن المهاجم، وهو فرنسي الجنسية من مواليد 1997، اعتُقل ووضع رهن التحقيق في قضيّتَي اغتيال ومحاولة اغتيال تولّتهما الوحدة الجنائية في باريس.
وقال وزير الداخلية: «وقع الهجوم بعيد الساعة 21,00 بين منطقتَي كيه دي غرينيل وبير حكيم، وتعرض المهاجم لاثنين من السياح».
وأضاف: «توفي الرجُل متأثرا بطعنات» السكين فيما هاجم المنفّذ «زوجة هذا السائح الألماني» لكنها نجت «بفضل سائق سيارة أجرة رأى ما حدث».
ثمّ عبَرَ المعتدي الجسر بينما كانت الشرطة تطارده واعتدى على شخصين آخرين حياتهما ليست في خطر، أصيب الأول بضربة مطرقة في عينه بينما يعاني الآخَر «صدمة» وفقا لدارمانان.
وقال مصدر أمني لـ«فرانس برس» إن المحققين سيبحثون في السجل الطبي لمنفّذ الهجوم.
وكان أرمان راجابور مياندواب يعيش مع والديه في منطقة إيسون وفقا لوزير الداخلية، وقد نشر شريط فيديو على الشبكات الاجتماعية أعلن فيه مسؤوليته عن هجومه، حسبما أكدت مصادر شرطية وأمنية لفرانس برس. وفي الفيديو، يتحدث المهاجم عن «الأحداث الجارية، وعن الحكومة ومقتل مسلمين أبرياء»، حسب مصدر أمني.
وفي هذه المرحلة، لا يعرف المحققون متى تم تصوير الفيديو، لكنه نُشر على الإنترنت «بالتزامن مع» الانتقال إلى تنفيذ الهجوم، وفقا للمصدر.
من جهتها قالت رئيسة الوزراء الفرنسية إليزابيت بورن الأحد بعد الهجوم: «لن نستسلم في وجه الإرهاب».
وكتبت على منصة إكس (تويتر سابقا): «أفكاري مع الضحية والمصابَين وأحبائهم. أحيي شجاعة قواتنا الأمنية وعناصر الطوارئ ومهنيّتهم».
ولاحقا وجّه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون «تعازيه» إلى أقارب الألماني الذي قُتل في الهجوم. وكتب على إكس: «تعازيّ لعائلة وأقارب المواطن الألماني الذي توفي هذا المساء خلال الهجوم الإرهابي الذي وقع في باريس»، معبّرا عن تعاطفه مع المصابين.
باريس في حداد
وقال شاهد العيان جوزف إس (37 عاما) إنه سمع صراخا ورأى أشخاصا يصرخون «النجدة» ويركضون يمينا ويسارا. وذكر أن رجلا «يحمل مطرقة» هاجم رجلا آخَر وأسقطه أرضا، مضيفا أن الشرطة وصلت خلال «ما بين خمس وعشر دقائق».
وكتب وزير النقل الفرنسي كليمان بون على إكس: «باريس في حداد بعد هذا الهجوم المروع»، مضيفا: «أفكاري وتضامني مع عائلات الضحايا وأقاربهم. شكرا لقواتنا الأمنية وعناصر الطوارئ على تدخلهم السريع والحاسم».
يأتي ذلك بعد أقل من شهرين على هجوم وقع في أراس شمالي فرنسا وأودى بحياة مُدرّس في منتصف أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
ووُضعت فرنسا في حال تأهّب لـ«هجوم طارئ» وقررت الحكومة نشر 7 آلاف جندي في الداخل بعد هجوم أراس وفي مواجهة خطر انتقال أصداء الحرب بين إسرائيل وحماس إلى أراضيها.
هجمات سابقة
ويذكّر هجوم السبت بهجمات سابقة في العاصمة الفرنسية. ففي مايو/أيار 2018، قتل رجل فرنسي من أصل روسي وُلد في الشيشان أحد المارة بسكين وأصاب أربعة قبل أن تقتله الشرطة. وأعلن تنظيم داعش مسؤوليته عن الهجوم.
وفي فبراير/شباط 2017 هاجم رجل مصري جنودا قرب متحف اللوفر في باريس وهو يصيح «الله أكبر». وحكم عليه في يونيو/حزيران 2021 في باريس بالسجن 30 عاما.