أصداء حرب غزة تضرب فرنسا.. اعتقال 13 شخصا رسموا صلبانا معقوفة
على خلفية تزايد الأعمال المعادية للسامية في فرنسا منذ بداية حرب غزة، اعتقلت السلطات 13 شخصا، على خلفية رسم صلبان معقوفة في العاصمة.
وأكد مصدر في الشرطة الفرنسية لـ«فرانس برس»، اعتقال 13 شخصا بينهم 7 مرتبطون باليمين المتطرف مساء السبت في باريس على خلفية رسم صلبان معقوفة في العاصمة، مشيرًا إلى أنه جرى إلقاء القبض عليهم بالجرم المشهود في الدائرة السابعة عشرة بباريس.
تأتي هذه الاعتقالات على خلفية تزايد حاد في الأعمال المعادية للسامية في فرنسا منذ بداية الحرب بين إسرائيل وحماس.
وسُجّل أكثر من 1500 عمل معادٍ للسامية منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وفق أحدث رقم نشرته السلطات. وقال يوناثان عرفي رئيس المجلس التمثيلي للمؤسسات اليهودية في فرنسا في 19 نوفمبر/تشرين الثاني إن ذلك يمثل «ما يعادل ثلاثة أضعاف ما سُجّل عام 2022».
وفي 18 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، حُكم على رجل يبلغ 62 عامًا بالسجن 18 شهراً بتهمة كتابة عبارات معادية للسامية في ستراسبورغ بشرق فرنسا.
وقال رافاييل نيساند، محامي شركة النقل في ستراسبورغ التي كُتبت على مقطوراتها عبارات عنصرية «إن هذا القرار مثالي، لشدته ولكونه يعاقب على رسائل الكراهية».
ليست فرنسا وحدها
ومنذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، ارتفع عدد حوادث معاداة السامية في البلدان التي تتوافر فيها الأرقام من الشرطة أو منظمات المجتمع المدني، ومنها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وجنوب أفريقيا.
وتتمثل معظم الحوادث في الإساءة اللفظية والإهانات أو التهديدات عبر الإنترنت وكتابة شعارات على الجدران وتشويه الممتلكات اليهودية أو الشركات أو المواقع المهمة دينيا، لكن الاعتداءات البدنية تمثل نسبة كبيرة.
والقاسم المشترك هو اتخاذ الغضب من مقتل آلاف الفلسطينيين نتيجة القصف الإسرائيلي لغزة ذريعة للتهجم اللفظي أو البدني تجاه اليهود عموما ويصحب هذا غالبا استخدام الإهانات والصور النمطية عميقة الجذور في تاريخ معاداة السامية الطويل.
ما الأسباب؟
وفي وصف لما يدور في أذهان المتورطين في حوادث معاداة السامية، قالت نونا ماير، المتخصصة في العلوم السياسة من اللجنة الوطنية الاستشارية الفرنسية لحقوق الإنسان، وهي هيئة مراقبة حكومية لحقوق الإنسان، إن اليهود «مهما يكن رأيهم في الصراع، حتى لو كانوا الأشد انتقادا لسياسة الحكومة الإسرائيلية، فهم (عند مستهدفيهم بحوادث معاداة السامية) يمثلون إسرائيل، ويمثلون قتل الأطفال الفلسطينيين».
وأصبح مناخ الخوف بالنسبة لكثيرين من اليهود أسوأ مما كان عليه في نوبات التصاعد السابقة لمعاداة السامية المرتبطة باندلاع أعمال عنف في الشرق الأوسط، ويرجع هذا في جانب منه إلى شدة الصراع في غزة وإلى صدمة السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي في جانب آخر.
وقالت نونا ماير: «تحطمت تماما فكرة أن إسرائيل هي الملاذ النهائي بسبب ما حدث في السابع من أكتوبر».
وتمثل الحادث الأكثر معاداة للسامية على مستوى العالم، في اقتحام حشد غاضب لمطار في داغستان الروسية، في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بعد وصول رحلة جوية من تل أبيب رغبة من الحشد في العثور على يهود على متن الرحلة للنيل منهم.
وقال الحاخام ألكسندر بورودا، رئيس الاتحاد الروسي للجاليات اليهودية، إن المشاعر المعادية لإسرائيل تحولت إلى المجاهرة بعداء اليهود الروس.
وفي جامعة كورنيل شمال ولاية نيويورك، خضع مركز يهودي لإجراءات أمنية مشددة بعد تهديدات عبر الإنترنت تضمنت الدعوة إلى نسفه.
وفي جوهانسبرغ، نظم مؤيدون للفلسطينيين مسيرة احتجاج في منطقة تقطنها جالية يهودية كبيرة يوم السبت، ومزقوا صور الرهائن الإسرائيليين في غزة من الجدران المحيطة للمعبد اليهودي الذي يقام فيه قداس السبت.
كيف استجابت الدول لحوادث معاداة السامية؟
وتباينت الاستجابات الرسمية لتصاعد معاداة السامية من بلد إلى آخر؛ ففي الولايات المتحدة وأوروبا الغربية، سارعت السلطات غالبا بالتعبير عن دعمها القوي للجاليات اليهودية وإدانة معاداة السامية وعززت الأمن في مواقع ذات الصلة في بعض الحالات.
وفي إسرائيل، قالت الحكومة بعد حادثة داغستان إن على المواطنين الإسرائيليين «مراجعة ضرورة السفر إلى الخارج في هذا الوقت»، وحثت الإسرائيليين المقيمين في الخارج على توخي الحذر والابتعاد عن الاحتجاجات.
وفي الصين، قال متحدث باسم وزارة الخارجية الصينية إن القانون الصيني يحظر استخدام الإنترنت لنشر التطرف أو الكراهية العرقية أو التمييز.