اتفاق هدنة غزة.. إطلاق سراح 39 فلسطينيا من سجون إسرائيل
أعلنت سلطات السجون الإسرائيلية، يوم الأحد، إطلاق سراح 39 فلسطينيا بموجب اتفاق الهدنة مع حركة حماس، الذي جمد مؤقتًا سبعة أسابيع من حرب مدمرة.
وقالت مصلحة السجون الإسرائيلية الأحد، إنها أطلقت سراح 39 فلسطينيا، بعد أن أفرجت حركة حماس عن دفعة ثانية من الرهائن الذين تحتجزهم في غزة، بموجب اتفاق هدنة دخل حيز التنفيذ الجمعة.
وأظهرت لقطات تلفزيونية استقبال عدد من المفرج عنهم في منازلهم في القدس الشرقية. وأبرز المفرج عنهم هي إسراء جعابيص (38 عاما) التي أدينت بتفجير أسطوانة غاز في سيارتها على حاجز عام 2015، ما أدى إلى إصابة شرطي، وحكم عليها بالسجن 11 عاما.
وفي وقت سابق اليوم، أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، أنها استكملت إطلاق سراح 17 من الرهائن المحتجزين في قطاع غزة.
وقال متحدث باسم الصليب الأحمر لـ«رويترز»: «نقلت فرقنا هؤلاء الأشخاص السبعة عشر من داخل غزة إلى معبر رفح حيث تم تسليمهم إلى السلطات الإسرائيلية».
ويضم فريق الصليب الأحمر ثمانية موظفين منهم طبيب ويتنقلون في أربع سيارات.
وشاركت المنظمة التي تتخذ من سويسرا مقرا في تسهيل إطلاق سراح ونقل رهائن محتجزين في غزة ومعتقلين فلسطينيين في سجون إسرائيلية يوم الجمعة بموجب شروط الهدنة التي تستمر أربعة أيام.
وجاء الإفراج عن الرهائن بعد تأخير ساعات قالت حماس إن سببه عدم التزام إسرائيل ببنود الاتفاق.
إطلاق الإسرائيليين
وأعلنت كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، أنها سلمت الصليب الأحمر 13 رهينة إسرائيلية وأربعة تايلانديين من خارج اتفاق الهدنة، ممن تحتجزهم في قطاع غزة منذ هجومها على إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
كذلك، أكد ماجد الأنصاري، المتحدث باسم وزارة خارجية قطر التي تقوم بالوساطة، أنه تم الإفراج عن 13 إسرائيليا هم ثمانية أطفال وخمس نساء، وأربعة أجانب. وشوهدت سيارات الصليب الأحمر الدولي تخرج من معبر رفح في اتجاه مصر.
وبحسب مصادر فلسطينية ومصرية متابعة للمفاوضات، ينص اتفاق الهدنة الذي بدأ تطبيقه الجمعة ويستمر أربعة أيام، على أن ينقل الصليب الأحمر في سياراته الخاصة الرهائن إلى معبر رفح الحدودي حيث يسلمهم إلى الأمن المصري في الجانب المصري من المعبر.
خط السير
ويسير الموكب بقطاع غزة وصولا إلى مقربة من معبر كرم أبو سالم الواقع على الحدود بين مصر وإسرائيل وقطاع غزة. من معبر أبو سالم، ينقل الرهائن في طائرات مروحية خاصة إلى داخل إسرائيل.
وكانت قطر أعلنت في وقت سابق «تذليل العقبات عبر الاتصالات القطرية المصرية مع الجانبين»، مشيرة إلى أنه سيتم الإفراج عن الدفعة الثانية من الأسرى والرهائن.
وسبق ذلك إعلان كتائب القسام «تأخير إطلاق سراح الدفعة الثانية من الأسرى حتى تلتزم إسرائيل ببنود الاتفاق المتعلقة بإدخال الشاحنات الإغاثية لشمال القطاع، وعدم الالتزام بمعايير إطلاق سراح الأسرى المتفق عليها».
وتحدّث القيادي في حركة حماس أسامة حمدان من لبنان عن «خروقات أمنية وإطلاق نار على أبناء شعبنا»، وعدم الالتزام بـ«عدد شاحنات الإغاثة المفترض وصولها إلى شمال القطاع، وتلاعب بأسماء ومعايير الإفراج عن أسرى من النساء والأطفال ما يعرّض الاتفاق للخطر».
وترفض إسرائيل السماح للنازحين في جنوب قطاع غزة بالعودة الى الشمال، وتؤكد عبر مناشير وتصريحات أن «الحرب لم تنته». وتشدّد على أن الشمال منطقة عمليات عسكرية.
وأطلق الجيش الإسرائيلي النار على العديد من الفلسطينيين الذين حاولوا العودة إلى الشمال الجمعة والسبت ما تسبّب بمقتل شخص وإصابة العشرات بجروح، وفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا).
نزوح لشمال غزة
وحصلت حركة نزوح جديدة السبت، في ظل وقف إطلاق النار السائد منذ الجمعة، من شمال قطاع غزة إلى الجنوب.
وشهد اليوم الأول من الهدنة (الجمعة) إفراج حماس عن 13 رهينة من النساء والأطفال الإسرائيليين، بالإضافة إلى عشرة تايلانديين وفيليبيني أفرجت عنهم الحركة الفلسطينية من خارج الاتفاق. وأطلقت إسرائيل 39 معتقلا فلسطينيا من النساء والأطفال.
واقتادت حماس وفصائل فلسطينيّة أخرى يوم تنفيذ الهجوم غير المسبوق على إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، قرابة 240 رهينة من مناطق محاذية لقطاع غزة.
وتحمل الهدنة بعض الهدوء لسكان غزة البالغ عددهم نحو 2,4 مليون نسمة والذين نزح منهم 1,7 مليون عن منازلهم، بعد قصف إسرائيلي عنيف أدى إلى مقتل 14854 شخصا، بينهم 6150 طفلا، وفق حكومة حماس. وتنفذ إسرائيل عمليات عسكرية برية واسعة داخل قطاع غزة منذ 27 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وتسبب هجوم حماس في إسرائيل بمقتل 1200 شخص، غالبيّتهم مدنيّون، وفق السلطات الإسرائيلية. وتبدو الهدنة صامدة في يومها الثاني؛ إذ أوقف الجيش الإسرائيلي قصفه على غزة وعملياته العسكرية داخل القطاع. كما أوقفت حماس إطلاق الصواريخ في اتجاه إسرائيل.
اتصالات ووساطات
وقال رئيس الهيئة العامة للاستعلامات في مصر ضياء رشوان الذي تشارك بلاده في الوساطة، إن هناك «اتصالات مصرية مكثفة تجري حاليا مع كل الأطراف، لتمديد فتره الهدنة بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني، لمدة يوم أو يومين إضافيين، بما يعني الإفراج عن مزيد من المحتجزين في غزة والأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية».
من جهته، قال رئيس الأركان الإسرائيلي هيرزي هاليفي السبت: «سنعود فور انتهاء وقف إطلاق النار إلى هجومنا في غزة، إلى عملياتنا، لأننا نفعل هذا أيضا لتفكيك حماس، ولإيجاد أكبر قدر من الضغط من أجل إعادة أكبر عدد من الرهائن، وصولا إلى آخر واحد منهم».
وينص الاتفاق الذي تم بوساطة قطرية ومشاركة الولايات المتحدة ومصر، على الإفراج عن خمسين رهينة مقابل 150 سجينا فلسطينيا. كما ينص على وقف الأعمال العسكرية كافة ودخول مساعدات إلى قطاع غزة.
وسارت في شوارع تل أبيب مساء السبت تظاهرة حاشدة للمطالبة بالإفراج عن الرهائن، هتف خلالها المحتجون الذين حملوا صور الرهائن، «حرروهم الآن».
وطلبت السلطات الإسرائيلية من وسائل الإعلام عدم التواصل مع الرهائن المفرج عنهم وعائلاتهم واحترام خصوصيتهم في هذا الوقت. ونشر منتدى عائلات الرهائن صورا ومقاطع فيديو للمّ شمل عائلات إسرائيلية غالبا في المستشفيات.
أوضاع مأساوية
وفي مستشفيات جنوب قطاع غزة، تواصل قوافل من سيارات الإسعاف إجلاء المصابين من مستشفيات الشمال.
وأكد المتحدث باسم وزارة الصحة التابعة لحماس أشرف القدرة أنه «لا يوجد سعة فيها (..) لاستيعاب من يتم نقلهم إليها». وأضاف أنها تفتقد «لأي مقومات صحية لاستقبال المصابين».
وتضرّر أو دمّر أكثر من نصف المساكن في قطاع غزة، وفق الأمم المتحدة. وتوزعت شاحنات مساعدات كانت دخلت الجمعة إلى غزة السبت بين مناطق عدة في القطاع المحاصر، وفق ما قال مصورو وكالة فرانس برس.
aXA6IDMuMTMzLjEyNC4yMyA= جزيرة ام اند امز