فرنسا تواجه الموجة الحارة بــ"التأهب البرتقالي"
هيئة الأرصاد الفرنسية تعلن استمرار الموجة الحارة لمدة 6 أيام، وأشارت إلى أن درجة الحرارة القصوى ستصل إلى 45 درجة مئوية في بعض المناطق.
تشهد فرنسا موجة حارة تعد الأصعب منذ نصف قرن، وتتأهب البلاد بحزمة من الإجراءات في عدة قطاعات لمواجهتها وتقليل آثارها، بينها إطلاق رشاشات مياه في المدن الرئيسية لا سيما العاصمة الفرنسية باريس.
وقالت إذاعة "فرانس.إنفو" الفرنسية إن البلاد تشهد موجه حارة غير مسبوقة، وتستمر على مدار 6 أيام على الأقل، موضحة أنها المرة الأولى التي تعلن فيها العديد من المدن والقطاعات في فرنسا حالة التأهب القصوى.
- التسامح الإماراتي محور مركزي في "المجتمعات المتماسكة
- الأمم المتحدة: الفقراء أكبر ضحايا التغير المناخي
وتحسبا لهذا الارتفاع القياسي في درجات الحرارة، أعلن أكثر من 78 قطاعا ومنطقة في البلاد حالة التأهب البرتقالية، وأغلقت المدارس في عدة مدن، بداية من الخميس، بينها 51 مدينة في إقليم إيسون، وطالبت المدارس أولياء الأمور ببقاء أبنائهم في المنزل لمدة أسبوع حرصاً على حياتهم.
وتبرع عدد من أولياء الأمور في المدارس بمراوح تخفيفاً عن أطفال في مدرسة ابتدائية، بمدينة "أورلي" بإقليم "فال دو مارن" إلا أن المدرسة رفضت التبرع.
كما تم تخفيض سرعة وسائل المواصلات وحظر السير في بعض المناطق، بينها العاصمة الفرنسية باريس. وانتشرت في شوارع المدن الفرنسية رشاشات المياه للتخفيف من الحر، كما أعلن عدد من المدارس الإغلاق.
وأطلقت السلطات الفرنسية خطا ساخنا للإبلاغ عن الطوارئ نتيجة ارتفاع درجة الحرارة من الساعة التاسعة صباحا حتى السابعة مساءً، كما أعلنت هيئة السكك الحديدية وخطوط مترو الأنفاق تهدئة السرعة ووقف بعض الخطوط.
من جانبها، أعلنت مديرية الشرطة في باريس حظر سير السيارات ذوي الرخصة الثالثة والرابعة والخامسة، وهي التي تستخدم المحروقات، ومن طراز قبل عام 2011، لتخفيف الانبعاثات الملوثة، وسيدخل الحظر حيز التنفيذ خلال الفترة ما بين الخامسة والنصف فجراً حتى منتصف الليل في باريس وعدة مدن بينها "ستراسبورج وليون"، ويقدر عدد هذه السيارات بنحو 4.7 مليون سيارة، على أن يتم السماح فقط للسيارات الكهربائية والهيدروجينية.
وعلى الصعيد السياسي، انتقد أحد أعضاء حزب "التجمع الوطني" (يمين متطرف) جوليان أودول، إجراءات الحكومة الاحترازية، قائلاً: "نحن في نهاية شهر يونيو/حزيران، ما يعني بداية فصل الصيف ومن المفترض اتخاذ تدابير احترازية بشكل طبيعي دون انتظار حدوث أزمة"، موضحاً أنه "خلال موجة الحر عام 2003، كانت البلاد مستعدة أكثر من ذلك".
ورداً على انتقادات تراخي الحكومة الفرنسية إزاء اتخاذ الإجراءات، قالت وزيرة الصحة الفرنسية أنيس بوزين إن "هذه الموجة الحارة غير مسبوقة، فهناك وفيات وحرارة مرتفعة، وحالات غرق"، محذرة من أن الموجة الحارة هذا العام أشد خطورة من عام 2003.
وقالت بوزين: "أتمنى تفادي عقبات تلك الموجة الحارة، لكن عليكم تخفيض آثار ارتفاع درجة الحرارة بتغيير الملابس الملائمة، وتغيير عاداتنا والاقتداء بالدول الأخرى"، مدللة على ذلك باليابان التي يحظر فيها ارتداء الملابس الرسمية مثل المعطف ورابطة العنق في فصل الصيف.
من جانبه، دافع رئيس الوزراء الفرنسي إدوارد فيليب عن التدابير التي اتخذتها حكومته على جميع القطاعات المستشفيات والمدارس، والمؤسسات، والسجون، ودور المسنين، قائلاً: "نحن نستقبل مواطنينا الضعفاء في كل مكان وهذه الظواهر الطبيعية الاستثنائية نحاول التكيف معها بشتى الطرق".
بدورها، ذكرت هيئة الأرصاد الجوية الفرنسية أن الموجة الحارة ستستمر 6 أيام على الأقل بداية من الإثنين، (أمس الأول) حتى الأحد، وأعلنت الهيئة أن درجة الحرارة القصوى ستصل إلى 45 درجة مئوية، وستصل في مدينة ليون إلى 41 درجة مئوية، وفي جرينوبل 39 درجة مئوية، و36 درجة في نانسي، وميتز وستراسبورج 37 درجة مئوية، بينما ستصل درجة الحرارة الصغرى في المساء 25 درجة مئوية.
من جهته، قال خبير الأرصاد فرنسوا جوران إن "تلك الموجة الحارة غير المسبوقة هي الأولى منذ عام 1947"، مشيراً إلى احتمالية تكرارها مرة أخرى عام 2050.
ونقلت المحطة الفرنسية عن طبيب الطوارئ كريستوف برودوم، قوله: "الأيام المقبلة ستصل درجة الحرارة إلى درجات قياسية"، ووجه إرشادات بشرب الكثير من المياه، وترطيب الجسم، والبقاء في مناطق مفتوحة.
من جانبها، ذكرت صحيفة "لوباريزيان" الفرنسية أن هناك ثلاثة لقوا مصرعهم جراء ارتفاع درجة الحرارة على شواطئ مدينة إيرولت.