الأمم المتحدة: الفقراء أكبر ضحايا التغير المناخي
بلغ عدد الكوارث المناخية التي منيت بها الولايات المتحدة وحدها والتي تبلغ خسائرها مليار دولار أو أكثر 241 كارثة.
دق مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة لشؤون الفقر المدقع جرس الإنذار بسبب التغير المناخي، مؤكداً أن الفقراء هم من سيتحملون عبئه الأكبر وسيكونون أكبر ضحاياه.
وقال فيليب ألستون، مقرر مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة الخاص لشؤون الفقر المدقع، إن الحكومات لأنها لا تبذل جهدا يذكر بشأن التغير المناخي بخلاف إيفاد المسؤولين إلى المؤتمرات لإلقاء "الخطب المتشائمة" رغم أن العلماء ونشطاء المناخ يدقون أجراس الإنذار منذ السبعينيات.
- لمواجهة التغير المناخي.. مبادرة إثيوبية لزراعة 4 مليارات شتلة
- بالصور.. التغير المناخي يهدد سكان ألاسكا الأصليين
وأضاف ألستون في تقرير: "يبدو أن المؤتمرات على مدار 30 عاما لم تحقق شيئا يذكر، فمن تورونتو إلى نوردفيك ومن ريو إلى كيوتو إلى باريس تشابهت العبارات المستخدمة بدرجة مذهلة، بينما تواصل الدول تأجيل الحسم".
وتابع: "سارت الدول خلف كل تحذير وتحول علمي، وما كان يعد في وقت من الأوقات ارتفاعا كارثيا في درجات الحرارة أصبح يبدو الآن وكأنه أفضل السيناريوهات".
ومنذ 1980 بلغ عدد الكوارث المناخية التي منيت بها الولايات المتحدة وحدها والتي تبلغ خسائرها مليار دولار أو أكثر 241 كارثة بخسائر إجمالية 1.6 تريليون دولار.
وطرأت بعض التطورات الإيجابية بانخفاض أسعار الطاقة المتجددة وفقدان الفحم ميزته التنافسية وانخفاض الانبعاثات في 49 دولة وإعلان 7000 مدينة و245 إقليما و6000 شركة التزامها بتحسين المناخ، ومع ذلك فرغم إنهاء الاعتماد على الفحم لا تزال الصين تصدّر محطات تعمل بالفحم لتوليد الكهرباء وتفشل في معاقبة المخالفين فيما يتعلق بانبعاثات غاز الميثان على أراضيها كما أعلن الرئيس البرازيلي، جايير بولسونارو، أنه يعتزم فتح غابات الأمازون للتعدين ووضع نهاية لتحديد حدود أراضي السكان الأصليين وإضعاف الحماية البيئية.
وذكر أنه من المفترض أن يؤدي قطاع الأعمال دورا حيويا في التعامل مع التغير المناخي غير أنه لا يمكن التعويل عليه في رعاية الفقراء.
وحذر التقرير من أن العالم في طريقه إلى "فصل مناخي" يشتري فيه الأغنياء خلاصهم من أسوأ تداعيات ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بينما يتحمل الفقراء عبئه الأكبر، وأن الإفراط في الاعتماد على القطاع الخاص من الممكن أن يؤدي إلى سيناريو يقوم على الفصل المناخي الذي يدفع فيه الأثرياء ثمن الإفلات من الحر الشديد والجوع والصراعات بينما تتبقى المعاناة لبقية العالم.
واستشهد بالفئات الضعيفة من سكان نيويورك التي أصبحت بلا كهرباء أو رعاية صحية عندما اجتاح الإعصار ساندي المدينة في 2012 في حين كان مقر (بنك الاستثمار) جولدمان ساكس محميا بعشرات الآلاف من أجولة الأسمنت ومولد الكهرباء الخاص به.
وقال إن الاعتماد الحصري على القطاع الخاص للوقاية من الطقس الشديد وارتفاع مستوى البحار سيؤدي بالتأكيد إلى انتهاكات واسعة لحقوق الإنسان وتلبية احتياجات الأثرياء وإهمال الفقراء.
وأضاف "حتى في ظل أفضل السيناريوهات سيواجه مئات الملايين انعدام الأمن الغذائي والهجرة القسرية والأمراض والوفاة".