«طيف الجنرال الثائر» ولوبان.. هل ينجح «التحالف الهجين»؟
الجمهوريون في فرنسا يعرضون التحالف على اليمين المتطرف الذي رحب بعرض قد يفرز ائتلافا هجينا بين وريث الديغولية وحزب راديكالي.
واليوم الثلاثاء، أعرب رئيس حزب الجمهوريين إريك سيوتي عن رغبته بإقامة "تحالف" مع حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف لخوض الانتخابات التشريعية المبكرة في فرنسا، وهو ما رحبت به مارين لوبان.
وفي مقابلة مع قناة "تي إف 1"، قال سيوتي: "نحن بحاجة إلى التحالف، مع الحفاظ على هويتنا.. مع حزب التجمع الوطني ومرشحيه".
ومثل هذا الموقف يعد مثيراً للجدل داخل حزبه، وريث الديغولية.
واعتبر سيوتي أن اليمين يحتاج إلى هذا التحالف للاحتفاظ بمقاعده في الجمعية الوطنية حيث يمثله 61 نائبا، العديد منهم لا يتفق مع سياسة رئيس الحزب.
وعلى الفور، رحبت زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبان برغبة سيوتي معتبرة أنها "خيار شجاع" وتنم عن "الإحساس بالمسؤولية".
وقالت: "أربعون عاماً من التهميش الزائف تتلاشى بعد أن تسببت في خسارة العديد من الانتخابات".
هل ينجح؟
فكريا، يقف حزبا الجمهوريين والتجمع الوطني بفرنسا على طرفي نقيض، ففي حين يعتبر الحزب الأول وريث الديغولية نسبة للجنرال شارل ديغول الرئيس المؤسس للجمهورية الفرنسية الخامسة، تأسس الفصيل السياسي الذي تقوده لوبان على أيدي أكثر خصوم ديغول السياسيين عداء وكرها له.
وعلى مر الزمن، وضع منتسبو الحزبين هذا الأمر في الاعتبار، ولذلك لم تطرح أبدا فكرة أي تحالف بين الحزبين قبل اليوم.
لكن يبدو أن حسابات السياسة والربح والخسارة تفرض نفسها في سياق بالغ الحساسية، وفي وقت يبدو فيه أن ما استشرفه ديغول نفسه قبل عقود قد يتحقق.
فمن يدري، لعل اليمين المتطرف نفسه هو من يرفع لواء الديغولية، تماما مثل ما قال ديغول في حديث منسوب له بأن اليسار سيتبنى أفكاره بعد رحيله، لكن بعد 50 عاما من وفاته، يقوم اليمين الفرنسي المتطرف برفع لواء “الديغولية”.
مقترح قد يتجسد بالفعل، خصوصا في ضوء الأرقام المتوفرة.
وفاز التجمع الوطني في الانتخابات الأوروبية بفرنسا بفارق كبير بحصوله على 31,36 % من الأصوات، متقدما على الغالبية الرئاسية التي حصلت على 14,6 % والحزب الاشتراكي مع 13,83 %.
وعلى الإثر، وبشكل مفاجئ، حل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، مساء الأحد، الجمعية الوطنية ودعا لانتخابات تشريعية مبكرة تجري دورتها الأولى في 30 يونيو/حزيران الجاري والثانية في السابع من يوليو/تموز المقبل.
وفي دراسة لمعهد "آريس إنتراكتيف-تولونا" لحساب وسائل إعلام فرنسية أجريت غداة إعلان حل الجمعية الوطنية، تصدّرت الجبهة الوطنية نوايا التصويت مع 34 بالمئة.
وحل اليسار مجتمعا في المرتبة الثانية مع 22 بالمئة من نوايا التصويت (حصد 25,7 بالمئة في انتخابات 2022)، ومعسكر ماكرون ثالثا مع 19 بالمئة (مقابل 25,8 بالمئة)، وحزب "الجمهوريون" اليميني رابعا مع تسعة بالمئة (مقابل 11,3 بالمئة).
وبحسب معهد الاستطلاع، سيحصد التجمّع الوطني غالبية نسبية مع ما بين 235 و265 مقعدا، مقابل 89 حاليا في الجمعية الوطنية.