سفير فرنسا بواشنطن: فوز لوبن بالرئاسة سيكون "كارثيا"
السفير الفرنسي في واشنطن يعتبر أن انتخاب زعيمة اليمين المتطرف، مارين لوبن، لرئاسة فرنسا سيكون "كارثيا".
قال السفير الفرنسي في واشنطن، إن انتخاب زعيمة اليمين المتطرف، مارين لوبن، رئيسة سيكون "كارثيا"، وذلك في مقابلة مع صحيفة "واشنطن بوست" نشرت الخميس.
وتأمل لوبن الزعيمة القومية المعادية للهجرة أن تحدث مفاجأة خلال مرحلتي الانتخابات الرئاسية الفرنسية في 23 أبريل/ نيسان و7 مايو/ أيار شبيهة بمفاجأة فوز، دونالد ترامب، في لانتخابات الرئاسية الأمريكية في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.
وقال السفير الفرنسي في واشنطن، جيرار آرو، في المقابلة، إن انتصاراً محتملاً للوبن التي تعهدت سحب فرنسا من الاتحاد الأوروبي في حال فوزها سيكون "كارثة بالكامل".
وأضاف "وهذا يعني انهيار الاتحاد الأوروبي، لأن الاتحاد الأوروبي من دون فرنسا لا معنى له".
وتابع "وهذا يعني انهيار اليورو وحدوث أزمة اقتصادية، ستكون لها انعكاساتها في كل العالم".
- مطالبات لفيون باختيار بديل له في الانتخابات الفرنسية
- انتخابات فرنسا.. ماكرون سيهزم لوبان بـالجولة الثانية
وقالت الصحيفة، إن آرو (64 عاما) يحظى "بتقدير كبير" بعد عمله في مواقع مختلفة في الولايات المتحدة في العقد الماضي.
وأثنى آرو على المقال "الممتاز" الذي نشر في صحيفة "لوموند" ووقعه سفير فرنسا في طوكيو، تييري دانا، مورداً فيه أنه يرفض العمل مع لوبن في حال فوزها.
وكتب دانا "إذا تضافرت عناصر التراجيديا الفرنسية وأدت إلى انتخابها، سأتحفظ عن تولي أية مهمة دبلوماسية".
وأرسل وزير الخارجية الفرنسي جان-مارك آيرو مذكرة إلى كل الدبلوماسيين حول الحاجة إلى "التعقل ومبدأ الحيادية".
وقال في مذكرته، "أمام تصاعد النزعة الشعبوية علينا الحفاظ على الهدوء وإلا فإننا سنخاطر بتشجيع الديماجوجيا (الفوضى) ضد العاملين في القطاع العام".
قي سياق متصل، يواصل المرشح الوسطي الشاب، إيمانويل ماكرون، اكتساحه للرأي العام، استعداداً للانتخابات الرئاسية الفرنسية، بمواجهة زعيمة اليمين المتطرف، مارين لوبن، التي تأمل إقناع "ملايين الفرنسيين" الذين لم يحسموا خيارهم بعد.
وقال ماكرون (39 عاماً)، مساء الخميس، في مقابلة مع إذاعة "فرانس كولتور"، "أعتقد بأننا نعيش فترة تحول عميقة وجذرية".
وهي المرة الأولى التي يترشح فيها ماكرون لرئاسة الجمهورية، وسبق أن تسلم وزارة الاقتصاد، ولم يعرف إلا بعد تسلمه وزارة الاقتصاد في حكومة مانويل فالس عام 2014.
ووسط حملة انتخابية متقلبة خصوصاً بسبب المشاكل القضائية التي تواجه مرشح اليمين، فرنسوا فيون، يتنافس المرشحون للعب دور "السد" الذي سيمنع لوبن من الوصول إلى الإليزيه بعد تنامي التيارات القومية في فرنسا.
وجاء في استطلاع للرأي نشرت نتائجه، الخميس، أن ماكرون تجاوز لوبن للمرة الأولى، مع الإشارة إلى أن المترددين الذين لم يحسموا خيارهم بعد لهذا المرشح أو ذاك، لا زالوا كثراً.
وجاء في الاستطلاع الذي أجرته "هاريس انتراكتيف" أن ماكرون مؤسس حركة "إلى الأمام" الذي يرفع شعار "لا يمين ولا يسار"، جمع 26% من نوايا التصويت في الدورة الأولى أمام لوبن التي جمعت 25%.
أما مارين لوبن (48 عاماً) فترى أن استطلاعات الرأي تكشف وجود "دينامية صلبة جدا" تعمل لصالحها. وقالت "لا بد من مواصلة العمل على الإقناع، إذ لا يزال هناك ملايين الفرنسيين الذين لم يحسموا أمرهم بعد".
وتجاهر لوبن بمواقفها المناهضة للمهاجرين وللاتحاد الأوروبي، وتركز حملتها على وجود تعارض بالنسبة لها بين "الوطنيين" وبين "المتعولمين"، منددة في الوقت نفسه بانتهاج خصومها "استراتيجية الخوف".
وبعد أن كان من بين الأكثر ترجيحاً بالفوز بالرئاسة، تراجع فيون في هذا الاستطلاع إلى المركز الثالث بعد أن أنهكته الاتهامات بمحاباة أفراد من عائلته عبر إعطائهم وظائف وهمية، ومن المقرر أن يمثل الأربعاء القادم أمام القضاء ويمكن أن يوجه له اتهام.
وفي مسعى لإعطاء دفع جديد لحملته، كشف فيون (63 عاما)، الخميس، عن فريق حملته الجديد الذي أعاد تشكيله بعد استبدال الذين تركوه بسبب مشاكله القضائية.
وفي المركز الرابع يأتي الاشتراكي بنوا آمون الذي لا تزال حملته تتعثر خصوصاً، بسبب تخلي بعض الشخصيات الاشتراكية عنه، ليأتي مرشح اليسار الراديكالي جان لوك ميلانشون في المركز الخامس.