امتيازات بـ1.2 مليون يورو.. رؤساء حكومات فرنسا يثقلون ميزانيتها
في فرنسا، ربما يفتقد أي رئيس للوزراء، السلطة بعد خروجه من المنصب، لكنه يحتفظ بحزمة من المزايا المادية حتى بعد مرور سنوات على تقاعده.
ورغم مرور أكثر من 15 عامًا على تولي كل من دومينيك دي فيلبان، وجان بيير رافاران، وليونيل جوسبان منصب رئيس الوزراء في فرنسا، لكن دافعي الضرائب لا يزالون ينفقون أكثر من 150,000 يورو لكل شخص منهم، حتى يكون مجهزا بالسيارات والسائقين والسكرتارية.
وأنفقت فرنسا في العام الماضي 1.23 مليون يورو على هذه الأنواع من المزايا لـ11 من رؤساء الوزراء السابقين، بزيادة قدرها 27% عن عام 2022، وفقًا لوثائق حصلت عليها النائبة اليمينية ماري كريستين دالوز، وشاركتها مع مجلة "بوليتيكو" الأمريكية.
وأظهرت الوثائق أن دي فيلبان، ورافاران، وجوسبان من بين رؤساء الوزراء السابقين الأكثر تكلفة فيما يتعلق بهذه المزايا.
ولا تشمل هذه الأرقام استحقاقات المعاشات التقاعدية والتكاليف الأمنية التي تدفعها وزارة الداخلية.
مرسوم حديث
يستفيد رؤساء الوزراء السابقون من مرسوم أصدره رئيس الوزراء الأسبق، إدوارد فيليب في عام 2019 يمنحهم هذه المزايا الإضافية، لمدة 10 سنوات بعد ترك المنصب.
ولا تنطبق هذه المزايا على رؤساء الوزراء السابقين إذا كانوا يشغلون مناصب حكومية أخرى.
وفي حين أشارت النائبة دالوز إلى أن النفقات لم تكن باهظة، إلا أنها حثت رؤساء الحكومة الفرنسية السابقين على ألا يكونوا أكثر إسرافًا في الإنفاق في السنوات القادمة بسبب الوضع المالي المتدهور في فرنسا.
ويناقش المشرعون حاليًا ميزانية لعام 2025 التي تهدف إلى خفض الإنفاق بمقدار 40 مليار يورو، وإضافة 20 مليار يورو إلى الإيرادات من خلال الضرائب.
ووفق دالوز، شخصان في قائمة رؤساء الوزراء السابقين، "مقلقان بشكل خاص فيما يتعلق بنفقاتهما، خاصة وأنهما غالبًا ما يدليان بتعليقات في البرامج التلفزيونية“.
وعلى الرغم من أن النائبة الفرنسية لم تذكر أسماء، إلا أن "بوليتيكو" رجحت أنهما دي فيلبان ورافاران.
دي فيلبان اكتسب شهرة عالمية بسبب خطابه الحماسي ضد الحرب على العراق في الأمم المتحدة عام 2003، وشغل لاحقًا منصب رئيس الوزراء في عهد الرئيس جاك شيراك من عام 2005 إلى عام 2007.
ودي فيلبان معلق منتظم على الشؤون الداخلية والخارجية في الإذاعة والتلفزيون الفرنسي. ويدير شركة فيلبان الدولية، وهي شركة استشارية تقدم المشورة لقادة العالم.
وأنفقت فرنسا 6,287 يورو على نفقات السيارات و191,252 يورو على تكاليف الموظفين، بإجمالي 197,540 يورو لدعم فيلبان في عام 2023، أكثر من أي رئيس وزراء سابق آخر.
فيما تكلف رافاران، الذي تزدهر أعماله بشكل خاص في الصين، 167,467 يورو، متقدمًا على ليونيل جوسبان بمبلغ 162,012 يورو.
الأقل تكلفة
وكلف العديد من رؤساء الوزراء الآخرين، الدولة أكثر من 100,000 يورو، بما في ذلك مانويل فالس، وفرانسوا فيون، وبرنار كازنوف، وإدوار بالادور.
كما أنفق دافعو الضرائب أقل بكثير على آلان جوبيه، وجان مارك أيرولت، وإديث كريسون.
وكان جان كاستيكس، الذي يرأس حاليا شبكة النقل العام في فرنسا "RATP"، الأقل تكلفة، إذ لم يكن لديه أي نفقات للموظفين وبلغت نفقات سيارته 3,607 يورو فقط.
ولم يكن رؤساء الوزراء السابقون غابرييل أتال وإليزابيث بورن ولوران فابيوس وإدوارد فيليب الذي يخطط للترشح للرئاسة في الانتخابات المقبلة - على القائمة.
وكانت بورن لا تزال رئيسة للوزراء في عام 2023، ولم يتم ترشيح أتال للمنصب حتى عام 2024، بينما شغل فابيوس وفيليب مناصب عامة أخرى، مما يمنعهما في الوقت الحالي من التمتع بالمزايا.
وتجاوزت الأموال التي تم إنفاقها على رؤساء الوزراء السابقين الأموال التي تم إنفاقها على امتيازات رئيسي فرنسا السابقين على قيد الحياة، فرانسوا هولاند ونيكولا ساركوزي.
وتفصيلا، أنفقت فرنسا 1.08 مليون يورو على الموظفين والمكاتب وأجهزة الحاسوب والخدمات اللوجستية والسفر والترفيه للثنائي هولاند وساركوزي، العام الماضي، بانخفاض بنسبة 12% عن عام 2022.