برسائل لحزب الله ونتنياهو.. فرنسا تحاول نزع فتيل نيران «بيجر» و«أيكوم»
برسائل وجهها إلى طرفي التصعيد العسكري الحالي، دخل الرئيس الفرنسي على خط الأزمة بين لبنان وإسرائيل.
الرسائل التي جاءت في أعقاب سلسلة هجمات غامضة استهدفت أجهزة اتصال عناصر حزب الله، وأسقطت عددا من القتلى والجرحى بينهم، كان مضمونها ضرورة تجنب التصعيد.
وفي بيان صادر عنها، قالت الرئاسة الفرنسية، إن الرئيس إيمانويل ماكرون أجرى مكالمات هاتفية مع كبار الزعماء السياسيين والعسكريين من لبنان بالإضافة إلى مكالمة منفصلة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وحث خلالها على ضبط النفس.
وقال قصر الإليزيه إن ماكرون طلب من الزعماء اللبنانيين نقل رسائل إلى الجماعات المحلية بما في ذلك حزب الله لتجنب المزيد من التصعيد، وسط مخاوف من اندلاع حرب أوسع نطاقا.
وأضاف الإليزيه، أنّ الرئيس الفرنسي دعا المسؤولين اللبنانيين إلى «تحمّل المسؤولة لتجنّب التصعيد، ونقل رسائل لضبط النفس والاعتدال إلى جميع الأطراف اللبنانية وفي مقدّمتها حزب الله».
وأعرب ماكرون خلال المكالمات الهاتفية عن «قناعته العميقة بأنّ الأمن في لبنان يتطلّب من جميع الأطراف اللبنانية تغليب المصلحة الوطنية والابتعاد عن الصراعات المفتوحة في المنطقة والالتزام بمسار الحل الدبلوماسي»، مضيفًا: «من مسؤوليتهم أن تكون في لبنان سلطة تنفيذية شرعية قادرة على الاستجابة لخطورة الوضع».
ومنذ العام 2020، تنخرط فرنسا في مساعٍ للتوصل إلى حلّ في لبنان الذي يعاني من أزمات سياسية متلاحقة ومن انهيار اقتصادي، من دون أن تتمكن من تجاوز الخلافات السياسية بين الأطراف المختلفة.
واتهم حزب الله، إسرائيل بتفجير أجهزة "بيجر"، التي تستخدمها عناصره في اتصالاتها الداخلية، يوم الثلاثاء الماضي، ما أوقع 12 قتيلا وحوالى 3 آلاف جريح، وفي موجة ثانية طالت الانفجارات يوم أمس أجهزة "أيكوم"، ما أسفر عن قتل 20 شخصا وجرح أكثر من 450.
التفجيرات جاءت بعد ساعات على إعلان إسرائيل توسيع أهداف الحرب الدائرة في المنطقة، وبالتزامن مع إعلان وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، انتقال "مركز ثقل" الحرب إلى "الشمال"، في إشارة لبنان.
وأعلنت رئاسة الوزراء في لبنان، في بيان، أن رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، تلقى اتصالا هاتفيا من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، تم خلاله البحث في الوضع في لبنان والمنطقة.
وخلال الاتصال، عبر الرئيس ماكرون عن "إدانته للتفجيرات التي حصلت في اليومين الأخيرين والتي أوقعت مئات الضحايا"، معبرا عن "تضامنه وتعاطفه مع لبنان في هذه المحنة الأليمة".
وشكر رئيس الحكومة اللبناني، الرئيس الفرنسي على "دعمه المستمر للبنان"، وطلب "اتخاذ موقف حازم من العدوان الإسرائيلي خلال جلسة مجلس الأمن المقررة غدا بطلب من الحكومة اللبنانية".
كما اتصل ماكرون برئيس مجلس النواب نبيه بري، حيث جدد "موقف فرنسا المؤازر والداعم في الأوضاع الراهنة التي يمر بها لبنان".
وشكر بري، وهو زعيم حركة "أمل" حليفة "حزب الله"، الرئيس الفرنسي، وشرح له "تفاصيل الجريمة التي ارتكبتها إسرائيل في حق لبنان، وطالت الآلاف من اللبنانيين على نحو غير مسبوق في التاريخ"، حسب ما ذكرت الوكالة الوطنية للإعلام (وكالة الأنباء الرسمية في لبنان).
وقال بري: "جريمة إسرائيل تشكل جريمة حرب"، متمنيا "دعم فرنسا لموقف لبنان في الأمم المتحدة".
وشدد على ضرورة أن يبادر المجتمع الدولي للضغط على إسرائيل لوقف عدوانها على قطاع غزة ولبنان قبل فوات الأوان.
وأتت اتصالات ماكرن بعد خطاب لأمين عام حزب الله، اتهم فيه إسرائيل بالوقوف خلف الهجمات، متعهدا بالرد، وفيما كان نصر الله يتحدث، باشر الجيش الإسرائيلي في ضرب أهداف لحزب الله في لبنان.
وضمن مساعي الإليزيه، لوقف التصعيد في لبنان، تستضيف باريس اليوم الخميس، اجتماعا لوزراء خارجية أوروبيين ووزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، "لمناقشة الوضع في لبنان ومصير المفاوضات من أجل هدنة في قطاع غزة"، بحسب ما ذكرت وكالة "فراس برس".
ويشارك في الاجتماع، ممثلون لأمريكا وفرنسا وألمانيا وايطاليا وبريطانيا، وأكد زيرا خارجية أمريكا وإيطاليا أنطونيو تاياني مشاركتهما في الاجتماع، فيما سيمثل ألمانيا مندوب عن وزيرة الخارجية انالينا بيربوك، ولم تؤكد لندن مشاركتها حتى الآن.