انفجارات لبنان.. 6 أسئلة تبحث عن إجابة لـ«لغز الهجمات المفاجئة»
دراما "مفخخة" كان لبنان على موعد مع حلقاتها خلال اليومين الماضيين، وتركت الشرق الأوسط على شفا تصعيد أكبر.
لم يلبث اللبنانيون امتصاص صدمة الثلاثاء وهم يشاهدون أشخاصا يتساقطون على الأرض، وأجهزة اتصالات لاسلكية تنفجر في أماكن عدة، حتى أكملوا الحلقة، الأربعاء، بتفجيرات جديدة تستهدف عناصر حزب الله.
وعلى مدار الثلاثاء والأربعاء تركت أجهزة النداء المتفجرة "بيجر" و"أيكوم" والألواح الشمسية حزب الله يترنح في موجة من الهجمات المفاجئة، التي وصفها مراقبون بأنها "أكبر ضربة استخباراتية".
- تفجيرات «بيجر وأيكوم».. «العين الإخبارية» تجيب عن الأسئلة المفخخة
- «أيكوم».. «رسالة متفجرة» تخترق حزب الله
هجمات أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 30 شخصا، وإصابة آلاف آخرين، في ضربة حمّل لبنان وحزب الله إسرائيل المسؤولية عنها، وهو ما لم تتبنه الأخيرة.
وتزامنا مع الهجمات التي استهدفت أجهزة الاتصال اللاسلكية التي يستخدمها حزب الله، أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت بدء "مرحلة جديدة" من الحرب في الشرق الأوسط، على الرغم من أنه لم يدل بأي تعليق رسمي بشأن الانفجارات.
ولكن مع استمرار الحرب الخفية التي شلت لبنان وتركت العالم يترقب رد الصدمة، تبقى هناك أسئلة لا تزال تبحث عن إجابة لهذه "الحيلة غير المسبوقة"، كما وصفتها صحيفة "ديلي ميل" البريطانية.
ونقلا عن الصحيفة البريطانية تستعرض "العين الإخبارية" مجموعة من الأسئلة التي داهمت الكثيرين حول العالم بشأن ما حصل.
منذ متى تم التخطيط للعملية؟
التخطيط لمثل هذا الهجوم وبهذا الحجم يستغرق، وفق خبراء، وقتا طويلا، ولا تزال التفاصيل الدقيقة غير معروفة.
غير أن خبراء شاركوا وكالة أسوشيتد برس تقديرات تتراوح بين عدة أشهر إلى عامين.
ووفق تقديرات نيكولاس ريس، المدرس المساعد في مركز الشؤون العالمية في كلية الدراسات المهنية بجامعة نيويورك، فإن تعقيد الهجوم يشير إلى أن المنفذ كان يجمع المعلومات الاستخباراتية لفترة طويلة.
كما أن هجوما بهذا الحجم يتطلب بناء العلاقات اللازمة للحصول على وصول مادي إلى أجهزة النداء قبل بيعها، وتطوير التكنولوجيا التي سيتم تضمينها في الأجهزة، وتطوير المصادر التي يمكنها تأكيد أن الأهداف كانت تحمل أجهزة النداء.
متى تم زرع المتفجرات؟
يسود الاعتقاد أن الاختراق الأمني هو نتيجة عملية مشبوهة امتدت من المجر إلى تايوان (نفتا أية صلة)، التي خططت لها وكالة التجسس الخارجية الإسرائيلية.
ويزعم أن الموساد، بالتعاون مع عناصر في الجيش الإسرائيلي، تمكن من التسلل إلى سلسلة التوريد وزرع كمية صغيرة من المتفجرات العالية داخل أجهزة الاتصال قبل تسليمها لحزب الله، في وقت ما من هذا الربيع.
ويتفق عدد كبير من المصادر الأمنية والمحللين الإقليميين وخبراء الذخائر على أن الموساد والجيش الإسرائيلي هما الكيانان الوحيدان القادران على تنفيذ مثل هذه العملية. وفق "ديلي ميل".
ما التقنية المستهدفة؟
وكالة أسوشيتد برس نقلت عن مسؤول في حزب الله أن أجهزة الاتصال اللاسلكية التي يستخدمها الحزب انفجرت يوم الأربعاء.
في هذه الأثناء، ذكرت وكالة الأنباء الرسمية اللبنانية أن أنظمة الطاقة الشمسية انفجرت في منازل بعدة مناطق من بيروت وجنوب البلاد، مما أدى إلى إصابة فتاة واحدة على الأقل.
ووقعت الانفجارات أينما كانت أجهزة النداء الخاصة بأعضاء حزب الله، بما في ذلك المنازل والسيارات ومحلات البقالة والمقاهي.
ويقول إيليجاه ماجنييه، محلل مخضرم ومقره بروكسل ومحلل كبير للمخاطر السياسية، إن العلامة التجارية الأحدث لأجهزة النداء المستخدمة في انفجارات يوم الثلاثاء تم شراؤها منذ أكثر من ستة أشهر، لافتا إلى أنه لا يزال من غير الواضح كيف وصلت إلى لبنان.
ويوم أمس، قالت شركة جولد أبولو التايوانية إنها سمحت باستخدام علامتها التجارية على طراز جهاز النداء AR-924، ولكن شركة مقرها بودابست في المجر تسمى BAC Consulting KFT أنتجت وباعت أجهزة النداء.
هل كانت BAC Consulting غطاء للموساد؟
المجر وعلى لسان المتحدث باسم الحكومة تصر على أن الأجهزة التي جرحت الآلاف في لبنان لم تكن في البلاد قط.
وشركة BAC Consulting Kft تم تأسيسها في مايو/أيار 2022، مع سجلات تُظهر أنها حققت إيرادات بلغت 725768 دولارا في نفس العام، و593972 دولارا في 2023.
وقالت كريستينا بارسوني أرسيداكونو، رئيسة تنفيذية للشركة التي يقع مقرها في المجر، نفت أي علاقة بأجهزة النداء، وقالت لقناة تلفزيونية أمريكية "أنا لا أصنع أجهزة النداء، أنا مجرد وسيط، أعتقد أنكم أخطأتم".
ماذا سينفجر بعد ذلك؟
حالة الذعر والفوضى التي سادت لبنان دفعت السكان إلى نزع بطاريات أجهزة الاتصال اللاسلكية الخاصة بهم وإلقاء الأجهزة في الشارع خوفا من المزيد من الانفجارات.
وفي إشارة إلى الإنذار الذي تسببه الأجهزة، قامت القوات المسلحة اللبنانية بتفجيرات محكومة لأشياء مشبوهة. بحسب المصدر.
كما انفجرت أنظمة الطاقة الشمسية المنزلية بعد ظهر أمس، إلى جانب أجهزة بصمات الأصابع وأجهزة الراديو.
ووصل الذعر إلى منصات التواصل الاجتماعي، حيث كتب البعض "الهواتف الذكية هي التالية"" و"أي جهاز إلكتروني يمكن استخدامه مثل القنبلة".
لماذا استخدم حزب الله هذه الأجهزة؟
يقال إن عناصر حزب الله تحولوا إلى أجهزة الراديو لأنهم اعتقدوا أنها أكثر أمانا من الهواتف المحمولة، التي يمكن اختراقها من قبل جواسيس الموساد.
وكان الأمين العام لحزب الله حذر مقاتلي الحزب، في مارس/آذار الماضي: "إذا كنت تبحث عن العميل الإسرائيلي فانظر إلى الهاتف في يديك، وتلك التي لدى زوجاتك وأطفالك".
ويتردد أيضا أن أجهزة الاتصال اللاسلكية المخترقة هي جزء من نظام الاتصالات الاحتياطي لحزب الله في حالات الطوارئ، في حالة عدم عمل أجهزة النداء الخاصة بهم.
aXA6IDMuMjEuNDYuNjgg جزيرة ام اند امز