«كل شيء كسلاح».. سيناريو كارثي لعالم ملغوم بالبطاريات عقب «بيجر لبنان»
من ألعاب الأطفال وحتى السيارات الكهربائية، بوسع كل شيء حولنا أن يتحول إلى سلاح قاتل أو لغم ينتظر ضغطة زر من على بعد أميال، وفق ما يتكشف لنا عقب عملية "بيجر لبنان".
فبحسب تحليل نشره مركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة، تفتح التفجيرات غير المسبوقة التي طالت الآلاف من عناصر حزب الله في فترة زمنية قصيرة، آفاقاً كبيرة للتفكير في سيناريوهات كارثية، ربما يصبح كل شيء تقني فيها سلاحاً خطرا على حياتنا.
- سيدة غامضة ومقر فارغ.. معلومات مثيرة عن الشركة المجرية صاحبة بيجر لبنان
- «غولد أبوللو» التايوانية تتبرأ من البيجر المنفجر في لبنان وتلمح لهؤلاء
والتحليل الذي حمل تنبؤا استباقيا، كونه نُشر قبل الموجة التالية من التفجيرات في لبنان والتي طالت في اليوم التالي أجهزة لاسلكي "واكي تاكي" وأجهزة بصمة وأنظمة طاقة شمسية، فند سيناريوهات كيفية تنفيذ عملية "بيجر لبنان"، مستعرضا سيناريو زرع كمية صغيرة من المتفجرات أو شرائح تفجيرية محفزة في أجهزة كانت مخصصة لحزب الله قبل أشهر، وسيناريو تحفيز بطاريات الليثيوم الموجودة داخل أجهزة "بيجر".
سيناريو ثالث
ولفت التحليل إلى أنه قد يكون كلا السيناريوهين؛ أي أنه تم اختراق أجهزة "بيجر" وتفخيخها، قد حدثا معاً.
فحسب الشهود، هذه الأجهزة قامت بإعطاء إشارات قبل الانفجار، حتى تخدع عناصر حزب الله ويمسكون بها في أيديهم؛ محققة أكبر قدر من الإصابات المؤثرة.
أو قد يكون هذا الرنين هو أصلاً كود التفجير الذي تم إرساله إلى أجهزة "بيجر" حتى تبدأ عملية تحفيز البطارية تمهيداً لتفجير الشحنة المفخخة، مما يضع احتمالية أنه على الأقل تم اختراق الترددات التي تعمل عليها هذه الأجهزة قبل تفجيرها، أو حتى اختراق الأجهزة نفسها مسبقاً أثناء وضع الشحنة المفجرة فيها.
وعلى الرغم من رجاحة هذا السيناريو؛ فإنه من الممكن أيضاً أن تكون إسرائيل طورت تقنية مشابهة لدودة "ستاكس نت" وتسببت في تفجير أجهزة "بيجر"؛ إذ إنها نجحت بالتعاون مع وكالة الأمن القومي الأمريكي في تطوير دودة خبيثة تم زرعها في شبكة الكمبيوتر الخاصة بمنشأة "نطنز" النووية في عامي 2009/2010.
وتسببت هذه الدودة في تدمير ما يقرب من ألف من أجهزة الطرد المركزي المُستخدمة في تخصيب اليورانيوم، وعملت هذه الدودة على إغلاق صمامات التنفيس الخاصة بأجهزة الطرد مسببة انفجارها.
"كل شيء كسلاح"
ويقول الدكتور إيهاب خليفة رئيس وحدة التطورات التكنولوجية في المركز، إن "الهواتف الذكية والساعات الذكية وأجهزة "التابلت" وأجهزة الكمبيوتر المحمولة وألعاب الأطفال مثل "السكوتر"، تعتمد كلها على بطاريات الليثيوم؛ مما قد يجعلها أسلحة موقوتة".
ويضيف أنه حتى السيارات التي تعتمد على الكهرباء ستكون بمثابة سيارات مفخخة مسبقاً، يمكن استخدامها في عمليات اغتيال أو تنفيذ هجمات إرهابية بطرق جديدة.
والأمر لا ينحصر فقط على البطاريات، إذ يوضح خليفة أن إمكانية اختراق أي جهاز يحتوي على كود أو برمجية رقمية مثل مولدات الكهرباء ومحطات تحلية المياه والسدود ونظم المواصلات وغيرها من مرافق البنية التحتية، يمكن أن يتسبب في خسائر مادية وبشرية فادحة.
ويتابع: "قد تنقل أساليب الحرب بين البشر إلى مرحلة جديدة من التدمير، فلا تفرق بين المدني والعسكري وبين الكبير والصغير".