ترك تفجير آلاف أجهزة النداء "بيجر" التي استهدفت عناصر حزب الله في لبنان، علامات استفهام كثيرة حول آلية التنفيذ هذا الهجوم بعد أن اتفق المحللون على أن إسرائيل هي من تقف وراءه.
فبتحليل الصور التي أعقبت الحادث، قالت وكالة رويترز في وقت مبكر إن أجهزة بيجر تلك (وفقا للملصقات والعلامات التي تحملها) تابعة لشركة "غولد أبولو" التايوانية.
- «غولد أبولو» التايوانية تتبرأ من البيجر المنفجر في لبنان وتلمح لهؤلاء
- أخطر سؤال بعد انفجار بيجر.. هل يمكن استخدام آيفون كقنبلة؟
ومع ذلك، وفي صباح اليوم التالي، تبرأت الشركة التايوانية تماما من تلك الأجهزة الموجودة في لبنان، على الرغم من اعترافها بأن الأجهزة تحمل علامتها التجارية.
وقالت "غولد أبولو" إن أجهزة بيجر المتفجرة هي من تصنيع شركة أخرى اسمها "بي إيه سي كونستلنغ"، مقرها العاصمة المجرية بودابست، ولديها ترخيص لاستخدام علامتها التجارية.
لكن الحكاية التي رواها مؤسس الشركة ورئيسها التنفيذي هسو تشينغ كوانغ عن كيفية التعاقد مع تلك الشركة، قد تكون مفيدة في وضع تصور لكيفية تنفيذ الهجوم الإسرائيلي.
من هي "بي إيه سي كونستلنغ" المجرية؟
وفقًا لبيانات نظام معلومات شركة Opten، تأسست الشركة عام 2022. ويقع مقرها الرئيسي في طريق "سوني" بالعاصمة المجرية بودابست.
وفقا لرويترز، فإن العنوان المذكور لشركة "بي إيه سي كونستلنغ" BAC Consulting هو عبارة عن مبنى صغير يقع في شارع سكني بضاحية خارجية.
ولاحظت الوكالة أن اسم الشركة تم تعليقه على باب زجاجي مكتوبا على ورقة صغيرة من حجم "إيه فور".
وقال أحد الأشخاص في المبنى إن الشركة مسجلة في العنوان، لكن ليس لها وجود فعلي هناك.
وتتنوع الأنشطة المسجلة للشركة، من ألعاب الكمبيوتر إلى استشارات تكنولوجيا المعلومات إلى استخراج النفط الخام.
من هي كريستيانا بارسوني رئيسة الشركة؟
وفقا لملفها الشخصي على لينكد إن، تقول كريستيانا بارسوني أرسيدياكونو الرئيسة التنفيذية لشركة "بي إيه سي" إنها عملت كمستشارة لمنظمات مختلفة بما في ذلك اليونسكو.
لكنها لم ترد على رسائل البريد الإلكتروني من رويترز.
ولا يوجد ما يدل على أن تلك الشخصية حقيقية.
سيدة غامضة وتعاقد غريب
وفقا لرواية هسو (رئيس غولد أبولو)، فإن التعاقد مع الشركة المجرية قبل سنوات كان غريبا، وأحاطت به العديد من الأشياء غير المعتادة.
وحسب ما نقله موقع npr عن هسو، فإنه قبل 3 سنوات، اقتربت منه امرأة تايوانية عرفت نفسها فقط باسم "تيريزا"، وادعت أنها ممثلة محلية لشركة مجرية تدعى "بي غيه سي كونسلتنغ".
وبعد أكثر من شهرين من المفاوضات مع تيريزا، وافق هسو على توقيع عقد لبيع أجهزة النداء من "غولد أبولو" والسماح لـBAC باستخدام العلامة التجارية على منتجاتها الخاصة.
ويقول هسو: "لقد سافرت (تيريزا) بالفعل عدة مرات إلى أوروبا للاتصال بزملائها".
وأضاف: "قيل لي أيضًا إن شركتها لديها مصالح في شرق أفريقيا، لكنهم لم يذكروا لبنان قط".
مدفوعات غير مألوفة
وبعد مرور عام تقريبًا على توقيع العقد، قال هسو إنهم عادوا إليه بطلب غير عادي: "أرادوا تصميم منتجاتهم الخاصة، ولكن وضع العلامة التجارية لشركتي عليها".
وأوضح: "أبلغتهم أن الأشياء التي تصنعونها ليست سهلة الاستخدام ولا تبعث على السرور من الناحية الجمالية. لماذا لا تستخدمون منتجاتي فقط؟".
وحتى على مستوى المدفوعات لاحظ هسو بعض الغرابة، وأوضح: "كان الأمر غير مريح للغاية. ولكن عليك التعامل مع هذه المخاطر عند القيام بالتجارة العالمية".
وأضاف أن آخر مرة شحنت فيها شركته مكونات إلى BAC كانت في وقت سابق من هذا العام.
وذكرت وكالة أسوشيتد برس أن أجهزة النداء من طراز "AR-924" التي انفجرت في لبنان وسوريا كانت جديدة وقد حصل عليها حزب الله مؤخرًا في فبراير/ شباط الماضي.
وتقول وزارة الشؤون الاقتصادية التايوانية إنها لا تملك سجلاً عن أي شركات تايوانية تصدر أجهزة نداء مباشرة إلى لبنان بين عامي 2022 و2024، واعتبرت أجهزة النداء Gold Apollo "معدلة بعد تصديرها"، وفقًا لبيان.
اختفاء مفاجئ
وفقا لموقع "باها نيوز" أغلقت شركة "بي إيه سي" موقعها الإلكتروني على الإنترنت، وعرضت رسالة تفيد بأنها تحت الصيانة.
كما حذفت مالكة الشركة ملفها الشخصي من مواقع التواصل الاجتماعي لينكد إن.
aXA6IDQ0LjIyMC4yNTEuMjM2IA== جزيرة ام اند امز