أخطر سؤال بعد انفجار بيجر.. هل يمكن استخدام آيفون كقنبلة؟
الخبراء يميلون إلى نظرية تخريب سلاسل التوريد
بعد حادثة البيجر المنفجر التي استهدفت العشرات من عناصر جماعة حزب الله في لبنان، وتوجيه أصابع الاتهام لإسرائيل كان أكثر التساؤلات الساعات الماضية بخصوص آيفون.
وأثيرت التساؤلات عبر منصات التواصل المختلفة، عما إذا كان من الممكن استخدام أجهزة الهواتف الذكية وتحديدا هواتف آيفون بنفس الطريقة، في عمليات الاستهداف والاغتيالات.
وفي تقرير حديث لها، قدمت صحيفة تليغراف تحليلا للأسلوب الذي يعتقد خبراؤها أنه يمكن استخدامه في تحويل أجهزة الاتصالات لأدوات متفجرة.
وتقول تليغراف في تقريرها، أنه قد أشار خبراء أمنيون إلى أن مئات الانفجارات التي اندلعت من أجهزة النداء المحمولة في مختلف أنحاء بيروت ربما كانت نتيجة لأجهزة مفخخة وليس هجوما إلكترونيا.
وقد انفجرت أجهزة النداء، التي كان يستخدمها مسؤولون من حزب الله للتواصل بشكل خاص، في مختلف أنحاء العاصمة اللبنانية يوم أمس الثلاثاء، مما أدى إلى إصابة الآلاف، بمن فيهم المدنيون والمقاتلون.
ولم يعلن أحد مسؤوليته عن الانفجارات الآن، لكن الهجوم الدرامي أثار سؤالا واضحا، كيف فعلوا ذلك؟
وحسب الصحيفة البريطانية، تقول إحدى النظريات إن الانفجارات كانت نتيجة لهجوم إلكتروني غير مسبوق، حيث قام المتسللون بطريقة ما بتسخين أجهزة النداء وتدميرها عن بعد.
وهناك نظرية أخرى، تقول إن العملية تمت بطريقة تتمثل في تخريب سلسلة التوريد، حيث تمكنت إسرائيل من تفخيخ مئات من أجهزة الاتصال "البيجر" المخصصة للاستخدام من قبل حزب الله، بوضع مواد متفجرة داخلها وهي في طريقها كشحنات منقولة للاستخدام في لبنان، الأمر الذي من الممكن تطبيقه على أي نوع من أجهزة الاتصالات أو الأجهزة الإلكترونية بصفة عامة.
وذكرت "تليغراف"، أنه كان من الممكن أن يتضمن الهجوم الإلكتروني التلاعب بهذه الأجهزة والتسبب في ارتفاع درجة حرارة بطارياتها، ما كان سيؤدي إلى تدخن بطاريات الليثيوم أو تعرضها للذوبان إذا ارتفعت درجة حرارتها إلى أن تشتعل فيها النيران.
وهو الأمر الذي قد يبدو طبيعيا لتكرار الإبلاغ عن حرائق سابقة في أدوات بما في ذلك الهواتف الذكية والدراجات الإلكترونية أو الدراجات البخارية.
ومع ذلك، قال خبراء الأمن السيبراني والعسكريون لصحيفة تليغراف، إن مثل هذا الهجوم من غير المرجح أن يتسبب في أنواع الانفجارات المفاجئة التي حدثت في لبنان والتي شوهدت في لقطات عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
من الخبراء "آلان وودوارد"، خبير الأمن السيبراني في جامعة ساري الذي قال "لقد سمعت عن بطاريات أيون الليثيوم تشتعل تلقائيًا ولكن جعل ذلك يحدث عند الطلب هو أمر مختلف تمامًا".
وقال إن السبب الأكثر ترجيحًا هو تخريب هذه الأجهزة باستخدام أسلوب "التفخيخ قديم الطراز".
وأضاف إنه ربما كان "هجوما على سلسلة إمداد" ،حيث قامت قوات الدفاع الإسرائيلية "بإخفاء القليل من مادة C4 (نوع من المتفجرات) في دخل أجهزة البيجر المفخخة، وضبطها لتنفجر عند تلقي رسالة معينة أو حتى باستخدام جهاز توقيت".
وبحسب مراسلين في موقع بيلينج كات، فإن الأجهزة المتضررة بدت وكأنها تتضمن أجهزة نداء طورتها شركة غولد أبوللو التايوانية التي نفت صلتها بالحادث.
وأضافت مصادر أمنية متعددة لرويترز أن أجهزة النداء المنفجرة كانت نماذج جديدة أحضرها مسؤولون في حزب الله في الأشهر الماضية.
وأيد توني إنجيسون، خبير سابق في إبطال مفعول القنابل في القوات المسلحة السويدية وأستاذ مساعد في جامعة لوند، نظرية الانفجار.
وقال، "تشير اللقطات التي شاهدتها إلى وجود مادة متفجرة من نوع ما، شحنة صغيرة جدًا تكفي لإصابة شخص ما، لا تحتاج إلى الكثير، الميزة هنا هي أنه جهاز سيحمله الناس بشكل شخصي".
وقال كين مونرو، مؤسس شركة الأمن السيبراني Pen Test Partners: "أميل بشدة نحو نظرية تخريب سلسلة التوريد، حيث أن التسبب عن بعد في انفجار بطارية بهذه الطريقة سيكون صعبًا للغاية".