رعب في لبنان بعد «بيجر» و«الشمسية».. هل تتحول الثلاجات لقنابل منزلية؟
تسببت التفجيرات المفاجأة التي طالت الآلاف من أجهزة الاتصال اللاسلكي والألواح الشمسية وأجهزة التعرف على بصمات الأصابع في لبنان، بحالة من الخوف داخل المنازل من أن تكون هناك أجهزة أخرى مفخخة أو يمكن اختراقها وتدميرها ذاتيا، بما في ذلك الثلاجات.
وكانت موجة التفجيرات الأولى التي طالت آلاف أجهزة النداء "بيجر" التي يستخدمها عناصر حزب الله اللبناني أسفرت عن إصابة ما يقرب من 3000 شخص ومقتل 10 أشخاص، بمن في ذلك مدنيون وأطفال، وفقا لصحيفة "ديلي ميل" البريطانية.
في حين تسببت الموجة الثانية من المذبحة بمقتل 14 وإصابة مئات الأشخاص بمن فيهم مشيعون في جنازة.
وأكدت مصادر أمنية أن حزب الله اشترى أجهزة لاسلكي محمولة قبل خمسة أشهر، في الوقت نفسه تقريبا الذي تم فيه شراء أجهزة النداء "بيجر".
كما أفادت وسائل إعلام لبنانية بأن أنظمة الطاقة الشمسية المنزلية انفجرت في عدة مناطق من بيروت.
حالة رعب حتى من الثلاجات
ومع تكرار الانفجارات واختلاف أساليب الانفجار أصبحت هناك حالة من الرعب تسيطر على السكان في أنحاء لبنان عما سيكون تاليا في سلسلة الانفجارات، هل ستكون أجهزتهم المنزلية أم هواتفهم الخاصة؟
وتقول ديلي ميل، نقلا عن مصدر صحفي مقيم في لبنان، إن هذه الحادثة كان لها وقع مرعب في نفوس المواطنين أكثر من الصراعات السابقة التي شهدتها البلاد.
وقال المصدر للصحيفة البريطانية إن هناك شائعات جامحة تدور حول احتمال انفجار الألواح الشمسية والبطاريات والثلاجات، وأي شيء.
وانتشرت تحذيرات أيضا من احتمالات إن الهواتف قد تنفجر، وبدأ اللبنانيون في توفير أسطوانات إطفاء حرائق بالمنازل احتياطيا.
وذكر المصدر قائلا "كنت في مقهى بعد ظهر يوم الثلاثاء في رأس بيروت، في شمال غرب المدينة، عندما أدركت لأول مرة أن هناك شيئا ما ليس على ما يرام، سمعت ثلاثة انفجارات، واحدا تلو الآخر، ثم بدأ هاتفي يرن بجنون كان الناس يرسلون لي رسائل ليسألوني عما حدث، وكان الأصدقاء والعائلة القلقون يتصلون بي".
كابوس بالساعات
وحسب "ديلي ميل"، قال الدكتور إلياس ورّاق، طبيب العيون في مستشفى جبل لبنان الجامعي في بيروت، لـ"بي بي سي" إن الساعات الأربع والعشرين الماضية كانت بمثابة "كابوس"، مضيفاً أن أكثر من 60 إلى 70 في المائة من المرضى الذين عولجوا انتهى بهم الأمر باستئصال عين واحدة على الأقل.
وكان الناس يعتقدون في الماضي أنهم إذا كانوا ينتمون إلى حزب الله وليسوا مقاتلين، فإنهم في مأمن فعلياً ولكن ذلك تغير الآن.
فقد وقعت هجمات أجهزة النداء في مناطق لم يكن من الممكن أن تقع فيها، مثل مناطق معروفة بتجمع المسيحيين في بيروت على سبيل المثال.
كما وقعت الهجمات في فترة ما بعد الظهر في بيروت، وكان من بين الضحايا رجل في محل لبيع الآيس كريم، حيث شاهد أطفال ما حدث له، وكان هناك شخص في محل بقالة عندما انفجرت حقيبته مما أدى إلى إتلاف أعضائه الداخلية، وكانت هناك أجهزة نداء في منازل العائلات، حيث أصابت الشظايا الأطفال بعد انفجارها، الأمر الذي دفع للتساؤل عما هو قادم، وما قد يكون نوع الأجهزة الأخرى التي يمكن أن تكون مفخخة.
ورغم ذلك، قال مصدر "ديلي ميل" من داخل بيروت إن الأحداث نتج عنها بصيص أمل صغير، فقد جلبت الهجمات شعوراً بالترابط في جميع أنحاء البلاد وكافة أطيافه.
فقد اصطف الناس من الأحياء السنية والمسيحية في طوابير للتبرع بالدم.