استطلاع: أكثر من نصف الفرنسيين يؤيدون تعيين رئيس عسكري
نصف الفرنسيين يريدون رئيسا عسكريا في حال حدوث هجمات إرهابية و55% يؤيدون تدابير استثنائية أمنية لضمان السلامة حتى لو على حساب الحريات
أظهرت نتائج استطلاع للرأي أن أكثر من نصف الفرنسيين يؤيدون فكرة تعيين رئيس دولة بخلفية عسكرية، كما يطالبون بتدابير أمنية استثنائية لضمان السلامة حتى ولو أتت على حساب الحريات.
ووفقاً للدراسة التي أجراها معهد "أودوكسا" لدراسات الرأي العام، فإن 50% من الفرنسيين يؤيدون فكرة ترؤس البلاد حاكم عسكري بشكل استثنائي في حالة تعرض بلادهم لتهديدات، كما أعرب 55% عن تأييدهم لتدابير استثنائية أمنية لضمان السلامة حتى لو على حساب الحريات.
وأوضحت مجلة "لوبوان" الفرنسية التي نشرت نتائج الدراسة أنه لمواجهة التهديدات الإرهابية أيّد أكثر من نصف الفرنسيين فكرة التدابير الاستثنائية، مقابل 44% رفضوا الفكرة.
- استخدام الجيش لمواجهة "السترات الصفراء" يثير الجدل في فرنسا
- باريس تترقب انتشار الجيش في سبت حظر مظاهرات "السترات الصفراء"
كما رأى الفرنسيون أنه في حالة تعرض البلاد لهجمات إرهابية واسعة النطاق فإن فرنسيا من بين كل اثنين يؤيدون تعيين رئيس عسكري مؤقت على رأس البلاد.
كما اعتبر 60% من الفرنسيين أن الجيش هو المؤسسة الوحيدة الأكثر ثقة في الكفاح ضد الإرهاب، تليها الشرطة والقضاء بنفس النسبة بنحو 20%، ثم الاتحاد الأوروبي بنسبة 8%، والحكومة بنسبة 7%".
وأجري الاستطلاع على عينة قوامها 1002 فرنسي، لطرح تصور فكرة سيطرة الجيش على البلاد، إلا أن المفاجأة كانت استعداد الفرنسيين لقبول تلك الفكرة.
وفي أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أظهر استطلاع أجراه معهد "أيفوب" لدراسات الرأي العام، أن 41% من الفرنسيين يدعمون "سلطة سياسية استبدادية" لإصلاح البلاد في مواجهة التدهور الذي تشهده.
ونقلت "لوبوان" الفرنسية عن المحلل السياسي هافار ياسكا مونك، مؤلف كتاب "الشعب ضد الديمقراطيات"، قوله إنه: "في عام 1995 كان أمريكياً واحداً من بين 16 يعتبر أن النظام العسكري هو نظام جيد للحكم، واليوم هو واحد من بين 6 أمريكيين يرون ذلك".
وفيما يتعلق بفرنسا، أضاف المحلل السياسي أنه قبل 20 عاماً كان 35% من الفرنسيين يعتبرون أن الزعيم القوي، الذي لا يقيد نفسه بالبرلمان أو الانتخابات أمر جيد، ولكن في عام 2017، أخبرنا فرنسي من بين كل اثنين ذلك الأمر إذ ارتفعت نسبة التأييد إلى أكثر من النصف".
وأضاف مونك أن "الدراسات الميدانية أكدت أن الشباب الفرنسي هم أقل التزاما بالديمقراطية الليبرالية، والأكثر انفتاحاً على النظام السلطوي أكثر من الجيل الذي شهد الحرب العالمية الذي يتطلع إلى الحريات"، موضحاً أن الإرهاب غذى لدى الفرنسيين طلبا متزايداً على الأمن على حساب الحريات.
وتأتي الدراسة عقب نزول قوات تابعة للجيش الفرنسي "سانتينال" للشوارع للمرة الأولى خلال الأسبوع التاسع عشر لاحتجاجات "السترات الصفراء" في فرنسا.