ميتران وداليدا.. الرئيس والمغنية في حبال غرام شائك
هي كانت تنظر إليه بعين امرأة تتطلع لامتلاكه؛ أما هو فلم تكن بالنسبة له سوى عشيقة يهرب إليها من روتين أيامه وثقل مهامه.
تلك هي خلاصة قصة الحب التي جمعت الرئيس الفرنسي الأسبق فرانسوا ميتران والمغنية داليدا، قبل أن تضع حسابات السياسة نقطة نهاية اضطرارية لها بعد أن أصبحت سلاحا بيد المعارضة.
وخلافا لمؤسس الجمهورية الفرنسية الخامسة شارل ديغول، كان ميتران من بين رؤساء فرنسا الذين لم يكتفوا بامرأة واحدة، وفضلوا مغامرات جانبية حاولوا جاهدين إبقاءها في كنف الكتمان.
لكن الأضواء المسلطة بقوة على السياسي الاشتراكي، جعلت الكاميرات تلتقط صورا للثنائي كانت بمثابة الدليل القاطع على قصة حاول ميتران بشراسة إدراجها ضمن الشائعات، فيما اضطرت داليدا للحفاظ على سريتها لأسباب كثيرة.
القصة الكاملة
حين لمع نجم داليدا على المسارح الفرنسية والعالمية، باتت حديث النخبة والعامة محليا ودوليا، وتحول اسمها إلى ما يشبه الماركة التي تستقطب الاهتمام في كل مكان.
كانت مفعمة بالحيوية، جذابة بملامحها المختلفة وصوتها العذب، وكانت تشعل المسارح بأغانيها التي حفظها الجمهور عن ظهر قلب، لقد كانت باختصار أيقونة ذلك الزمن وبقية الأزمان، وكانت عيون الجميع تتطلع إليها، بما في ذلك السياسيين.
ميتران الذي كان يتابعها عن بعد، بدأ يحرص على حضور حفلاتها، وحدث أن كان يجلس ذات مرة بالصف الأول بمسرح تعتليه داليدا، وترصدته بنظراتها طوال الحفل، وحين انتهت رمقته بنظرة بدت وكأنها إشارة منها، فكان أن تقدم إليها لتهنئتها على أدائها، ومن هناك كانت البداية.
بدأ ميتران يتردد على بيت داليدا، وبتكرار زياراته بدأت عدسات "البابارازي" تلاحقه لتكشف سره الذي يحرص على إخفائه في أحد ضواحي باريس الراقية.
رغم ذلك، لم يعترف أي منهما بعلاقة الحب، وظلت القصة تتأرجح بين حقيقة مؤكدة لكن بلا اعتراف من المعنيين بها،
وحتى بعد وفاتهما، ظلت القصة في عداد الشائعات، إلى أن نشرت صديقة النجمة، في عام 2007، كتابا أكدت فيه العلاقة السرية بين المغنية والرئيس.
حرج
سبق أن ساندت داليدا علنا المرشح الاشتراكي وكانت في الصف الأول يوم تنصيبه رئيسا لفرنسا عام 1981، وبدا أن حضورها في ذلك اليوم أكبر تأكيد على قصة غرامهما.
بيد أن تلك العلاقة لاحقا تسبب بالحرج للرئيس، خصوصا أن بعض خصومه السياسيين لقبوه بـ"ميمي لاموروزو"، استلهاما من أغنية شهيرة لداليدا عنوانها "جيجي لاموروزا".
ووقع استبدال الأحرف من الكلمة الأولى لعنوان الأغنية بالميم، وهو أول أحرف في لقب الرئيس الفرنسي حينها.
وهربا من ضغط المعارضة، توقفت زيارات ميتران لمنزل النجمة، وفضل قطع علاقته بها ولو أن شقيق داليدا، أورلاندو، لا يزال يؤكد حتى اليوم أن مجرد صداقة متينة كانت تربط أخته بالرئيس الأسبق.
aXA6IDMuMTQ5LjIzMi44NyA= جزيرة ام اند امز