المغرب وفرنسا.. الخلاف السياسي لا يفسد للتعاون العسكري قضية
تعاون عسكري وأمني وثيق يربط المغرب وفرنسا، رغم الخلافات السياسية المتصاعدة بين البلدين.
وتجلى هذا التعاون في زيارة الجنرال ريجي كولكومبي مدير التعاون الأمني والدفاعي بوزارة أوروبا والشؤون الخارجية الفرنسية إلى الرباط، حيث أجرى مباحثات مع المسؤولين المغاربة لتعزيز التعاون العسكري والأمني المشترك.
السفارة الفرنسية بالرباط أعلنت أن الجنرال كولكومبي أجرى عدة مباحثات مثمرة مع مسؤولين مغاربة تتناول التعاون العسكري والأمني بين البلدين.
ولم تقف الخلافات السياسية بين باريس والرباط أمام التعاون العسكري والأمني المشترك، إذ شاركت القوات المسلحة المغربية في عدة مناورات عسكرية مشتركة مع الجيش الفرنسي، إضافة إلى التعاون الأمني والقضائي الذي تحكمه اتفاقيات مشتركة.
وتشهد العلاقات السياسية بين باريس والرباط أزمة متصاعدة، أدت إلى تأجيل زيارة للرباط كان مقررا أن يقوم بها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في يناير/كانون الثاني الماضي، إلى أجل غير مسمى، وسط ترجيحات بإلغائها.
ويرى مراقبون أن المغرب يحافظ على علاقاته العسكرية والأمنية الاستراتيجية مع البلدان المعنية بالأزمة بعيداً عن التوترات السياسية.
وكانت مجلة "جون أفريك" الفرنسية قد نقلت مؤخرا عن مصدر رسمي في الحكومة المغربية، لم تسمّه، قوله إن "العلاقات ليست ودّية ولا جيّدة، لا بين الحكومتين ولا بين القصر الملكي والإليزيه".
وعلقت كاثرين كولونا وزيرة الخارجية الفرنسية على هذا التصريح، في جلسة للبرلمان الفرنسي الأسبوع الماضي، قائلة إن "هذا التصريح مصدره مجهول، وإذا قرأنا تصريحات لا تروق لنا في الصحافة فهي من مصادر مجهولة، وبالتالي لا تستدعي تعليقاً محدّداً".
وأكدت أن باريس تتبع التهدئة مع المغرب بدليل أنها سافرت بنفسها إلى الرباط في ديسمبر/كانون الأول، في زيارة أتاحت استئناف علاقات قنصلية طبيعية، كما أعلنت انتهاء العمل بقيود التأشيرات التي فرضتها فرنسا وأضرّت بالعلاقات بينها وبين المغرب، وهو نفس القرار الذي اتخذته باريس بالنسبة للجزائر.
ولم تتطرق كولونا إلى زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى المغرب التي تم إرجاؤها إلى أجل غير مسمى.
والشهر الماضي، اتهمت الرباط باريس بالوقوف وراء توصية البرلمان الأوروبي المنتقدة لأوضاع حرية الصحافة بالمغرب، حسب إعلام محلي.
وأعلن المغرب إنهاء مهام سفيره في باريس محمد بن شعبون في يناير/كانون الثاني الماضي.
وتنفي فرنسا وجود أزمة مع المغرب، مؤكدة أن الشراكة بين البلدين "استثنائية".