بالصور.. فرنسا تعيد ترميم قطار الشرق السريع الأسطوري بـ14 مليون يورو
بعد 40 عاما من توقفه فرنسا تعيد ترميم قطار الشرق السريع الأسطوري لدخوله الخدمة
"لوريان إكسبريس" المعروف بـ"قطار الشرق السريع"في فرنسا، القطار الأشهر في التاريخ، يعود تاريخه منذ مطلع القرن الماضي، خارج الخدمة منذ عام 1977، ولكنه لا يزال عالقاً في مخيلة الفرنسيين بعد ذكره في الروايات البوليسية، ومن ثم تفهمت الشركة المشغلة للقطارات في فرنسا "إس.إن.سي.إف" هذا الأمر وأنفقت الملايين لإعادته للحياة وقررت إعادة تشغيل هذا القطار الأسطوري.
أعلنت شركة "إس.إن.سي.إف" المشغلة للقطارات في فرنسا تجديد قطار: "الشرق السريع" الأسطوري بعناية ودقة، بتكلفة قيمتها 14 مليون يورو، وعرضت منها 7 عربات يعود تاريخها إلى عشرينيات القرن الماضي في "محطة الشرق" بباريس، كما اشترت عدة عربات من بولندا، موضحة أنها تفكر جدياً في دخول القطار الخدمة واستئناف الرحلات.
وعرضت الشركة القومية الفرنسية 7 عربات بكامل ديكوراتها الداخلية العريقة، الأربعاء الماضي في "محطة الشرق" بباريس، في إطار عمليات تجديد تحمل عنوان "يحيا القطار"، بعد 4 سنوات من عمليات الترميم الدقيقة أصبحت عربات القطار جاهزة لدخولها الخدمة.
وذكرت محطة "فرانس إنفو" التلفزيونية أن شركة "إس.إن.سي.إف" استعانت بالمخطوطات الأصلية للقطار في عملية الترميم واستخدمت أفضل النسخ المماثلة للديكورات الداخلية والمواد المستخدمة في العربات القديمة لعرضها في باريس، موضحة أن السينما رسخت الديكورات الداخلية لهذا القطار في مخيلة الفرنسيين.
وأوضحت المحطة الفرنسية أن قطار الشرق السريع الذي كان يربط باريس بالقسطنطينية وإسطنبول، مروراً بفيينا والبندقية، ما بين عام 1883 حتى أسدل الستار عنه تماماً عام 1977، وكان مكوناً من 3 عربات، وفي مطلع القرن العشرين وفقاً لما عرضته السينما العالمية، فإن هذا القطار كان يجمع الدبلوماسيين والجواسيس والتجار، وأصحاب الشركات الكبرى، وديكوراته الداخلية الفارهة من البرونز الخشب والنحاس.
ويذكر أحد المؤرخين أن إحدى عربات القطار كانت صالة بولمان، ولكن وصفها الفيلم الأمريكي "ا"The Crime of the Orient-Express عام 1973 في شكل خيالي، ومنذ ذلك الوقت تم تنفيذ ما جاء بالفيلم بوضع باقات الزهور والبيانو، في الواقع فإن السينما هي التي تسببت في تطوير القطار.
وداخل عربات القطار أيضاً يُمكنكم الاستمتاع بلوحات فنية فنلندية، والتي صممها المصمم رينيه برو، في عربة "نجمة الشمال" المتجهة إلى (باريس-أمستردام)، كما يمكنك الاستمتاع بلوحة "السهم الذهبي" في الرحلات المتجهة (باريس-لندن).
عملية تجديد مكلفة لجعلها مربحة
اشترت "إس.إن.سي.إف" العلامة التجارية "أوريان-إكسبريس" من الشركة الدولية لقطارات النوم، بعد وقف ارتباطها مع إسطنبول في عام 1977، لكنها لم تبدأ في التطوير سوى عام 2011 بإعادة شراء العربات القديمة.
ونقلت المحطة الفرنسية عن المدير التنفيذي لشركة "أوريان-إكسبريس" جيوم دو سان لاجي، قوله إن "أجرينا بحثاً مضنياً للعثور على المخطوطات الأصلية والمواد المصنوع منها الديكورات الداخلية للقطارات وعينات القماش.. إلخ"، مضيفاً "لقد دعينا الحرفيين الاستثنائيين لإتمام أعمال الترميم".
وأضاف أن "الفريق المكلف بالترميم عثر على 15 عربة عتيقة منسية في أعماق بولندا، اشترتها الشركة الفرنسية لتشغيل القطارات، مقابل بضعة ملايين يورو وأعيدت إلى فرنسا، موضحاً أنه سيتم تكييفها وفقاً لسبل الراحة الحديثة للمسافرين".
من جانبه، قال رئيس شركة "إس.إن.سي. إف" المشغلة للقطارات في فرنسا جيوم بيبي إنه "من الواضح أن هذا الأمر تكلف كثيراً بقيمة 14 مليون يورو، لكنه استثمار لتراث السكك الحديدية"، مضيفاً "لدينا رغبة حقيقية في إعادة دخوله الخدمة جميع أنحاء أوروبا".
وتعتزم "إس.إن.سي. إف" تحقيق بعض الأرباح أيضاً، ففي العام الماضي باعت الشركة 50.1% من "أوريان-إكسبريس" إلى مجموعة فنادق "أكور"، ويريد هذا المساهم الجديد بالأغلبية فتح فنادق فاخرة تحت العلامة التجارية Orient-Express، والذي سيتم افتتاح الفندق الأول لها في أواخر عام 2019 في أطول برج في بانكوك بتايلاند، حسب ما أفاد المدير التنفيذي لشركة "أوريان-إكسبريس".