فرنسا والرسوم المسيئة.. هجمات تفجر جدل الدين والحرية
تسلسل مريع لهجمات إرهابية شهدتها فرنسا بالأشهر الأخيرة، تتقاطع حلقاتها مع قضية نشر الرسوم المسيئة للنبي محمد.
عملية طعن استهدفت المقر القديم لصحيفة ساخرة أعادت نشر الرسوم المسيئة، تلتها حادثة ذبح مدرس في باريس، ثم هجوم بالسكين أسفر عن 3 قتلى، بينهم امرأة فصل رأسها عن جسدها.
اختلفت أماكن تلك الهجمات، وإن جمعها البلد نفسه، والدافع المفترض نفسه وهو الدين، ما يعيد للواجهة ذات الجدل المتفجر حول ذلك الخيط الرفيع الفاصل بين حرية التعبير وازدراء الأديان.
فيما يلي، تستعرض العين الإخبارية التسلسل الزمني لأبرز الأحداث والهجمات التي شهدتها فرنسا على خلفية الرسوم المسيئة:
29 أكتوبر 2020
الشرطة الفرنسية تعلن أن مهاجما يحمل سكيناً قطع رأس امرأة وقتل اثنين آخرين في هجوم عند كنيسة بمدينة نيس جنوبي البلاد.
وقال كريستيان إستروزي رئيس بلدية نيس، عبر تويتر، إن الهجوم الذي وصفه بـ"الإرهابي" وقع في أو قرب كنيسة نوتردام، معتبرا أن الأسلوب المستخدم يتطابق مع حادثة ذبح المدرس.
16 أكتوبر
أعلنت الشرطة الفرنسية أنها قتلت بالرصاص رجلا ذبح معلما بإحدى المدارس الإعدادية في شارع بضواحي العاصمة باريس.
ووفق مصدر بالشرطة، فإن المدرس عرض على تلاميذه رسوما كاريكاتيرية مسيئة للنبي محمد.
25 سبتمبر
أصيب 4 أشخاص بجروح جراء هجوم بسكين استهدف الدائرة 11 بقلب العاصمة باريس، غير بعيد عن المكاتب القديمة لصحيفة "شارلي إيبدو" الساخرة.
ووفق محللين، فإن الهجوم كان يستهدف الصحيفة التي نقلت مقرها إلى مكان سري عقب هجوم 2015 الدامي.
وجاء الهجوم بعد أيام من إعادة نشر الصحيفة لرسوم مسيئة للنبي محمد.
9 يناير 2015
هجوم استهدف متجرا يهوديا في باريس من طرف شخص يدعى أميدي كوليبالي، أسفر عن مقتل 4 فرنسيين يهود إضافة إلى المهاجم.
وجاء الهجوم بعد يومين فقط من استهداف صحيفة شارلي إيبدو على خلفية نشرها للرسوم المسيئة.
7 يناير
تعرضت الصحيفة الساخرة في باريس لهجوم من مسلحين ملثمين، خلف 12 قتيلا و11 مصابا، في واحد من أسوأ الهجمات الإرهابية التي شهدتها فرنسا.
وبحسب الشرطة الفرنسية، فإن المهاجمين استهدفوا الصحفيين بشكل أساسي، وهذا ما يفسر مقتل 12 من هيئة تحريرها، بينهم رسام الكاريكاتير المسيء.
الرسوم المسيئة
رغم أن الهجوم الذي استهدف صحيفة شارلي إيبدو في 2015 سلط الضوء بشكل أكبر على الرسوم المسيئة للنبي محمد، إلا أن الجدل الذي فجرته رسوم مماثلة يعود إلى 15 عاما.
ففي 30 سبتمبر/أيلول 2005، نشرت صحيفة يولاندس بوستن الدنماركية رسوما كاريكاتورية مسيئة للنبي محمد، ما أثار استنكارا عربيا واسعا، لكن دون تسجيل أي حوادث عنف بهذا الخصوص.
وبحلول 2006، انطلقت حملة مقاطعة واسعة للسلع والمنتوجات الدنماركية، واندلعت مظاهرات عنيفة استهدفت سفارات هذا البلد في العديد من البلدان الإسلامية.
وفي 2007 أيضا، تفجرت الرسوم مجددا على خلفية محاكمة مجموعة قال الأمن الدنماركي إنها كانت تخطط لعمليات إرهابية، مشيرا إلى أن أحد المتهمين استحضر قضية الرسوم خلال التحقيقات.
أما عام 2008، فشهد عودة قوية للقضية عقب إعلان الشرطة الدنماركية إحباط محاولة اغتيال أحد رسامي الكاريكاتيرات الـ12 في صحيفة "يلاندس بوستن".
وبذريعة التضامن مع الرسام، أعادت 17 صحيفة دنماركية نشر الرسوم، ما فجر موجة من أعمال الشغب والحرائق.
وفي يناير كانون ثان 2015، قررت "شارلي إيبدو" نسخ عددها الذي تضمن رسما كاريكاتيريا للنبي محمد، وسط تنديد واستنكار إسلامي واسع.
ورغم الهجوم الدامي الذي استهدفها، إلا أن الصحيفة أعادت مطلع سبتمبر أيلول الماضي إعادة نشر الرسوم.
وفي 18 أكتوبر تشرين أول الجاري، أعلنت صحيفة "لا نوفال ريبوبليك" الفرنسية، تضامنها مع المدرس المذبوح عبر نشر غلاف شارلي إيبدو الذي يحمل الرسوم المسيئة.