فرنسا تبدأ محاكمة "أخطر شبكة إرهابية"
المحاكمة تأتي بعد 5 سنوات من تنفيذها اعتداء على متجر يهودي، وسط اتهامات للشبكة بأنها كانت تخطط أيضًا لقتل عسكريين
بدأت في فرنسا، الخميس، محاكمة 20 رجلا متهمين بالانتماء الى شبكة إرهابية خطيرة متهمة بالاعتداء على متجر للأغذية اليهودية في 2012.
كما ينسب للشبكة المعروفة إعلاميًا باسم "كان تورسي" التخطيط لاستهداف عسكريين، وتنظيم زيارات إلى سوريا.
وتعود الأحداث إلى 19 سبتمبر/أيلول 2012 حيث دخل رجلان متجرا للأغذية اليهودية في سارسيل بباريس، وألقيا قنبلة يدوية لم تصب سوى زبونًا واحدًا بجروح.
وعثر المحققون على بصمة على القنبلة قادتهم بسرعة إلى المتهم جيريمي بايي.
كما وجدوا في منطقة تورسي أسلحة وجميع مستلزمات صنع عبوة متفجرة في صندوق ودائع باسم بايي الذي اعترف بأنها تهدف "لصنع عبوة" في سبيل "زرعها عند عسكريين أو صهاينة"، نافيا المشاركة في اعتداء سارسيل.
وفي حينه، صنفت أجهزة مكافحة الإرهاب هذه الشبكة بأنها أخطر الشبكات التي تم تفكيكها في فرنسا منذ اعتداءات "الجماعة الإسلامية المسلحة" الجزائرية في 1995 وحتى عام 2012.
وتألفت الشبكة من شبان من منطقة تورسي (في باريس) ومنطقة كان (جنوب شرق فرنسا)، وشكلت نواة تحول الإرهاب إلى أعمال قتل تردد صداها في عمليات إرهابية عدة ضربت فرنسا في عامي 2015 و2016، وأسقطت نحو 238 قتيلا.
ويحاكم المتهمون الذين تتراوح أعمارهم بين 23 و33 عاما أمام محكمة جنايات خاصة مكلفة بالنظر في الجرائم الإرهابية، ومشكلة من قضاة محترفين في هذا النوع من الجرائم.
وتعتقل السلطات احترازيا 10 من المتهمين فيما 7 منهم طلقاء تحت مراقبة قضائية.
كما صدرت مذكرات اعتقال بحق ثلاثة، أحدهم هارب، فيما يشتبه في وجود الاثنين الآخرين في سوريا.
ويواجه أغلبية المتهمين عقوبات تتراوح بين السجن 30 عاما ومدى الحياة.
غير أن جوزيف بريهام، محامي أحد المتهمين، ينفي عنهم تهمة الإرهاب المنظم قائلا إنها "ليست شبكة على الإطلاق، إنهم مجموعة أصدقاء ومعارف قديمة ارتكب بعضهم حماقات".
ويتوقع أن تشمل المحاكمة 53 جلسة استماع حتى 7 يوليو/ تموز المقبل لفهم كيفية تشكل المجموعة وطريقة عملها.
وشكل "كره اليهود" لدى المتهم لوي سيدني دافع الاعتداء المسلح الوحيد الذي نفذته المجموعة، بحسب أقاربه.
وفي 6 أكتوبر/تشرين الأول 2012 اعتقلت السلطات حوالي 20 عضوا مفترضا في المجموعة، وقتلت لوي سيدني أثناء مقاومته التوقيف، فيما كان يزور صديقته.
وأوقف عدد من المقيمين في كان في المجموعة، مثل التونسي ماهر عوجاني، في يونيو/حزيران 2013 أثناء التخطيط لاعتداء وشيك على ثكنة عسكرية.
وما زال البحث جاريا عن عدد من السوريين في المجموعة الذين انضموا إلى تنظيم داعش على غرار راشد رياحي.
وتشدد فرنسا إجراءاتها الأمنية بشكل غير مسبوق هذه الأيام خلال استعدادها للجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية المقررة الأحد المقبل، وخاصة بعد توالي تعرضها لحوادث إرهابية خلال الشهور الأخيرة.