"كلمة" يناقش تحديات الترجمة من الألمانية إلى العربية
ندوة "الترجمة من الألمانية إلى العربية" تناقش الصعوبات التي تواجه حركة الترجمة إلى العربية
ناقشت ندوة "الترجمة من الألمانية إلى العربية" التي نظمت على المنصة الدولية بمعرض فرانكفورت الدولي للكتاب، الصعوبات التي تواجه حركة الترجمة إلى العربية من واقع تجربة مشروع كلمة للترجمة التابع لدائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي.
تحدث في الندوة، التي عقدت السبت، سعيد حمدان الطنيجي مدير إدارة البرامج في قطاع دار الكتب بالدائرة، والمترجم والإعلامي مصطفى سليمان، وكلاوس رايشرت أستاذ الأدب الإنجليزي والأمريكي في جامعة يوهان فولفغانغ غوته بفرانكفورت، وأدار الندوة شتيفان فايدنير الكاتب والصحفي والمترجم.
وأوضح الطنيجي في بداية الندوة أن مشروع كلمة يعد أحد أهم مشاريع الترجمة إلى العربية؛ فقد ترجم أكثر من ألف عنوان من 13 لغة عالمية، واستطاع خلق علاقات مباشرة مع الناشرين والكتاب العالميين لترجمة مختلف المعارف والعلوم والفنون، وهو مشروع لا يقتصر على الترجمة إلى العربية فقط، بل يصب في جهود تطوير صناعة الكتاب العربي، فقبل 10 سنوات كان عدد دور النشر المتخصصة بالترجمة لا تتعدى أصابع اليد الواحدة، سواء في مصر أو لبنان أو الكويت، وكان دورها يقتصر على ترجمة الأدب، أما مشروع كلمة فقد أضاف إلى ذلك ترجمة مختلف العلوم والفنون، والأهم حفظ الحقوق الفكرية والأدبية لكل الأطراف.
وقال: طوال السنوات الماضية كان لدينا هاجس كيفية إيصال هذه الكتب إلى كل الدول العربية، وبفضل تفعيل نشاطنا في الإعلام والإعلام الاجتماعي تمكنا من ذلك، وقد لمسنا حجم الطلب على الكتب المترجمة، كما أن الكتاب العربي عموما يواجه مشكلة تباين القوة الشرائية بين دولة و أخرى، هناك طلب واهتمام بكتب كلمة في مختلف الدول العربية، نقيس ذلك من خلال مشاركتنا في مختلف معارض الكتب العربية والدولية ومن خلال الطلب المباشر، ومن جهتنا نحاول أن نخلق تعاونا مباشرا مع الوكلاء المحليين في الدول العربية ونخفض الأسعار، ونعمل حاليا على تطوير الكتاب الإلكتروني لنتخطي معوقات التوزيع والكلفة العالية.
ولفت الطنيجي إلى أن مشروع كلمة مشروع ثقافي تنويري غير ربحي لدعم صناعة الترجمة في الوطن العربي، لكنه قدم مبادرات داعمة إلى دور النشر من خلال مبادرة جسور وغيرها لدعم حركة الترجمة والمترجم ومكافأته، وهو أمر يدعم المترجم ليكون محترفا في مجاله، هذا لا يعني أنه مشروع غير ربحي بل هو مشروع تنافسي في المرحلة القادمة حتي يحافظ على استمراريته، ففي سوق الكتاب يتساوى كلمة مع دور النشر الأخرى ليقدم الكتاب بأسعار تنافسية.
من جهته، قال مصطفي السليمان أن سوق الكتاب العربي عموما فيه احتياج كبير لكتب الأطفال والناشئة لأن المتوفر ضعيف جدا من ناحية المحتوي والجودة رغم كثرة المنتج، فهناك قصور في تلبية معرفة الإنسان العربي مثل غيره في العالم، مثلا عند إعلان الفائز بجائزة نوبل للآداب لا يجد مؤلفاته المترجمة غالبا، أما عن كيفية اختيار الكتب المترجمة عبر كلمة فيتم اختيارها من خلال العلاقات الشخصية مع الكتاب والنقاد وبناء على الحوارات التي تدور حول الكتب، أو الكتب التي تلفت نظر أعضاء لجنة الاختيار في كلمة.. يتميز كشروع كلمة بأنه غير ربحي ويقدم للمؤلفين كل الإمكانات الداعمة، وكان يدعم دور نشر عربية لتوزيع كتبه ثم أصبح ينشر بنفسه، وهناك برامج إطارية لدور نشر ألمانية وعربية وعقود تحفظ حقوق الناشرين والمترجمين والمؤلفين.
أما كلاوس رايشرت فقد ألقى الضوء على بعض فنيات الترجمة والعوائق التي يواجهها المترجم، وقال إنها ليست ترجمة حرفية بل ترجمة من نظام لغوي متكامل إلى منظومة أخرى، عند الترجمة إلى الألمانية فإن تاريخ اللغة والأدب يتم استحضاره في الذاكرة وهو أمر هام جدا، فالمترجم ينقل ثقافة إلى ثقافة مع مراعاة مفارقات اللغات ومميزاتها، فمثلا في الألمانية الشمس مؤنث والقمر مذكر وفي الإنجليزية الأمر معكوس، إن تركيب القواعد يزيد من الصعوبات ولا يسهلها، وعند النقل إلى اللغات الأوروبية من اللغات السامية تزداد المصاعب أمام المترجم، فلابد من استحضار القرآن الكريم والحديث والشعر القديم وارث لغات الشرق -بما فيها الفارسية- عند النقل إلى اللغة العربية، وهذا تحد كبير عند النقل من الألمانية إلى العربية؛ إذ قد يؤثر ذلك على الصور والخيال في النص.