نمش الوجه.. جمال من نوع آخر
"قلم النمش" وسيلة جديدة لاكتساب جمال بصبغة صناعية
ظل نمش الوجه والخال أو الشامة عائقا أمام جمال اعتبره كثيرون أنه "غير مكتمل"، لكن هذه البقع الداكنة أصبحت الآن رمزا للجاذبية، وأحد أشكال الجمال الطبيعي التي دحضت أسطورة الكمال التي ساعدت ظاهرة تعديل الصور أو "فوتوشوب" على انتشارها.
فمن منا لا يذكر شخصية الفتاة المتمردة القوية بطلة سلسلة روايات "بيبي لونجستوكينج" أو "جنان ذات الجورب الطويل" صاحبة الوجه المليء بالنمش الذي عبرت من خلاله عن انطلاقها ومخالفتها للقواعد وروحها الحرة والمتفائلة التي تركت أثرا في جيل الثلاثينيات، وحتى الآن.
وبات نمش الوجه الآن مرادفا للطبيعية والشباب وروح الانطلاق، ولم لا؟ فهو أيضا علامة على التمرد. كما يعتبره البعض أحد أشكال الجمال الحسي الذي لا يخلو من إثارة.
غير أن النمش لا يقابل برضا دائم، فمن يحمله على وجهه يكرهه، أما من كان وجهه خاليا منه، يود لو كان يملكه.
ومنذ أن شرع المصور الإنجليزي بروك البانك في نشر صور على شبكات التواصل الاجتماعي لفتيات جميلات غطى وجوهَهن النمشُ، لم تجد شركات مستحضرات التجميل والموضة سوى الانصياع وراء هذا النوع الجديد من الجمال الشاب.
فلم يعد لزاما إخفاء النمش عبر وضع كريم أساس، بل يتم تعمد إظهاره بوضوح بلغ حد أنه يمكن رسم نمش اصطناعي كما تقول خبيرة التجميل جوتشي ويستمان، التي تقوم برسمه فوق كريم الأساس لإضفاء مزيد من الألق والإطلالة الطبيعية على المحيا.
وكثيرات من ذوات الشهرة العالمية يشعرن بالاعتزاز بنمش وجوههن ويصررن على عدم إخفائه ولو عن طريق التلاعب في الصور. فأمثال جيزيل بوندشين وبار رفائيلي وإيما واتسون وإيفانجلين ليلي وبوبي ديليفين وجوليان مور وأوليفيا مون وايرين هيثرتون وليلي كول وإيما ستون يغطي النمش وجوههن، حيث أصبح أمارة على جمالهن.
نمش صناعي
والنمش ظاهرة وراثية ويظهر بكثرة بين ذوي البشرة البيضاء. كما يمكن أن ينتشر في الجسم حال التعرض لفترات طويلة لأشعة الشمس، لكن إذا لم يكن النمش طبيعيا فيمكن أن يتم رسمه على الوجه، حيث يراهن عليه حاليا عالم الجمال والموضة باعتباره أحد أشكال الحُسن.
وفي العام الماضي ابتكرت مستشارة التجميل بعلامة "توب شوب" (Topshop)، هاناي موراي، (Freckles Pencil) أو "قلم النمش" حيث يحتوي على نوعين من الخضاب (صبغة) وأداة لرسم بقع النمش على الأنف والوجنات.
وتقول الخبيرة لصحيفة "الإندبندنت" البريطانية: إن الأشخاص ذوي الوجه المستدير يمكن أن يضعوا النمش على "المناطق التي تقابل ضوء الشمس بدءا من الأنف حيث تكون البقع أكثر كثافة، مرورا بجانبي الأنف وصولا إلى الوجنات حيث تتناثر بقع النمش".
أما من لديهم وجوه بيضاوية الشكل فمن الأنسب لهم رسم النمش "بلمسة خفيفة للغاية أعلى الأنف مرورا بالوجنات".
وترى خبيرة التجميل شارو بالومو أن النمش يشير إلى إحدى علامات "التمرد"، وفي الوجوه البيضاوية يدل على "روح المرح"، لكن يجب رسمه "بدرجتين من اللون البني لكي يبدو طبيعيا".
طريقة أخرى مثيرة قدمتها شركة (Freak Yourself) حيث تطرح مجموعة مكونة من 72 قطعة ذاتية اللصق، إضافة إلى مادة "سيلف تان" لاكتساب اللون البرونزي توضع على البشرة وتعطي نتائج طبيعية وتستمر لمدة 48 ساعة.
وجه أكثر جاذبية
لا شك أن صيحات الجمال لا تتوقف عن تقديم كل جديد، فانتشار ظاهرة الوشم (التاتوه) على الأجساد بدأت تتلاشى شيئا فشيئا، مقابل صعود أدوات التجميل التي تنطوي على شيء من الحسية، فرسم نقطة صغيرة سوداء اللون (خال أو شامة) يبرز جمال الوجه في أكثر صوره إثارة، فيكفي النظر إلى وجوه سيندي كروفورد أو إيفا ميندز أو أنجلينا جولي أو سكارليت جوهانسون أو ناتالي بورتمان أو مادونا أو سارة جيسيكا باركر أو ماريا كاري.
ولجأت فنانات شهيرات مثل ديتا فون تيسي وأسطورة الإغراء مارلين مونرو لرسم خال على وجوههن؛ لما فيه من جاذبية.
غير أن هذه العلامات لا تميز النساء فقط، بل أيضا تزيد الرجال جاذبية مثل روبرت دي نيرو وإنريكي إيجليسياس وإيوان ماكجريجور وجود لو وكولين فاريل وتوبي ماجواير، كما أنها كانت علامة مميزة لفترة طويلة في وجه عمر الشريف.
فإذا كان لديك خال أو شامة على وجهك فلا تحاول إخفاءها خجلا، بل دعها تكون بارزة.