متحف فريدي ميركوري في زنجبار.. أيقونة الموسيقى يعود لموطنه
فريدي ميركوري قضى معظم طفولته في زنجبار، وانتقل مع عائلته لبريطانيا أوائل الستينات وبعد أقل من 10 أعوام أسس فرقة "كوين" الشهيرة
في 24 نوفمبر 2019، أسفل زقاق صغير وضيق في حي ستون تاون التاريخي في زنجبار، افتتح متحف "فريدي ميركوري" في مسقط رأسه ليؤرخ للسنوات الأولى في حياة واحد من أعظم الموسيقيين في العالم، وأحد مؤسسي فرقة "كوين" الأشهر في تاريخ موسيقى الروك.
لم يعلم كثيرون أن أصول المغني البريطاني فريدي ميركوري تعود إلى زنجبار، وهي جزيرة شبه مستقلة قبالة سواحل تنزانيا، حيث ولد فريدي تحت اسم "فاروق بولسارا" لعائلة تنحدر من الهند، وعاش فاروق في المدينة لفترة من الزمن قبل الرحيل إلى المملكة المتحدة وهو صغير.
وتعتبر زنجبار بوتقة تنصهر فيها الثقافات والتقاليد المختلفة، وقد نمت شعبيتها كوجهة سياحية منذ إعلان حي ستون تاون كموقع للتراث العالمي لليونسكو في عام 2000.
وبعد فيلم "الملحمة البوهيمية" (Bohemian Rhapsody) في 2018 الذي يتناول قصة حياة فريدي ميركوري، وفوز بطل الفيلم رامي مالك بجائزة الأوسكار، بدأت تزداد شعبية المغني الراحل في مسقط رأسه.
رجل الأعمال الزنجباري جافيد جافرجي، المالك المشارك لمتحف فريدي ميركوري، كان طالبًا جامعيًا في لندن في منتصف الثمانينيات عندما أصبح من المعجبين بفرقة كوين وفريدي. يقول: "في ذلك الوقت ، لم يكن كثير من الناس يعرفون أن فريدي كان من زنجبار"، بحسب ما نقلت عنه شبكة "سي إن إن".
وفي عام 2002، افتتح جافرجي متجرًا صغيرًا للهدايا التذكارية يسمى "The Mercury House" في منزل سابق لعائلة فريدي "بولسارا"، ليستقطب المنزل القديم العديد من محبي ميركوري حول العالم.
ومع ازدياد شهرة المتجر، شارك جافرجي وصديقه أندريا بويرو، وهو أيضًا معجب بميركوري، مع شركة Queen Productions Ltd بالمملكة المتحدة لتحويل The Mercury House إلى متحف، يؤرخ سنوات ميركوري المبكرة في زنجبار.
يضم المتحف صورا من السنوات المبكرة من حياة فاروق "فريدي" ومقتطفات الصحف القديمة وبيانو أسود الذي تعلم عليه فريدي نوتته الموسيقية الأولى وبدأ الغناء.
قضى ميركوري معظم طفولته في زنجبار، وحضر مدرسة داخلية في الهند. في أوائل الستينيات، انتقلت عائلته إلى المملكة المتحدة، وبعد أقل من عقد من الزمان، شكل ميركوري فرقة "كوين"، واستمرت حياته ولم يعد يوما إلى مسقط رأسه.
وفي مارس الماضي، ضربت جائحة فيروس كورونا المستجد العالم، وكان على المتحف أن يغلق. كما كان عليهم أيضًا تأجيل إطلاق جولة Mercury Tour، وهي جولة سير بصحبة مرشدين إلى مواقع في البلدة الصغيرة حيث حيث قضى فريدي طفولته.
وعلى الرغم من الانتكاسة، فإن جافرجي وفريقه متفائلون بشأن المستقبل.
يقول أنام عدنان، المدير العام للمتحف: "نريد حقًا خلق الوعي بفريدي ميركوري في زنجبار وتنزانيا بشكل عام. نريد أن يحتفل به الناس ونحبه".
ويضيف: "لم نعط في المتحف اهتماما كبيرا بحياة فريدي الشخصية، لأنها مثيرة للجدل، نحن هنا نركز على فنه وعبقريته الموسيقية، إنها أكبر تكريم له من مسقط رأسه".