المراوح تختفي من أوروبا.. وفرنسا تترقب الخميس
اتفاقية باريس للمناخ تهدف لاحتواء ارتفاع درجة حرارة الأرض ليبقى دون 1.5 درجة مئوية، ويحض الدول الموقعة على الالتزام بذلك.
شهدت أوروبا، الإثنين، ارتفاعا كبيرا في درجات الحرارة، أعاده خبراء الأرصاد إلى كتلة هوائية حارّة قادمة من الصحراء الكبرى.
وأصدرت السلطات تحذيرات من الجفاف أو احتمال التعرض إلى ضربة شمس، خاصة بالنسبة للأطفال وكبار السن، بينما رفعت المستشفيات حالة التأهّب القصوى.
واختفت المراوح من رفوف المتاجر، بينما لجأ كثيرون إلى النوافير العامة للتخفيف من شدة الحر مع ارتفاع الدرجات، في حين دعا المسؤولون إلى توخي الحذر مع توقع أجواء أكثر حرارة في وقت لاحق هذا الأسبوع.
الدول الإسكندنافية لم تسلم من الموجة أيضا، إذ قد تصل الحرارة في أجزاء من الدنمارك والسويد إلى 30 درجة مئوية اعتباراً من الثلاثاء.
وستكون درجات الحرارة الأكثر ارتفاعاً اعتباراً من، الخميس، وفق خبراء الأرصاد، بينما يتوقع أن تزيد نسب الرطوبة العالية من سوء الأوضاع خاصة خلال الليل.
وأشار خبراء الأرصاد إلى زيادة احتمال حدوث موجات حر كهذه حتى وإن أوفت الدول بالتزاماتها بالحد من ارتفاع درجات الحرارة عالميا، استنادا إلى اتفاقية باريس للمناخ.
وتهدف الاتفاقية لاحتواء ارتفاع حرارة الأرض ليبقى دون 1.5 درجة مئوية، ويحض الدول الموقعة على الالتزام بذلك.
ويعد الاتحاد الأوروبي بخفض الانبعاثات الكربونية 40% لتبقى دون مستويات عام 1990 بحلول سنة 2030.
ففي باريس، تعهّد المسؤولون بفتح "غرف مبردّة" داخل المباني العامة وإقامة نوافير مياه مؤقتة وترك حدائق المدينة مفتوحة خلال الليل، ويخطط عمال المدينة كذلك لتوزيع المياه للمشرّدين وتزويد المدارس والحضانات بالمراوح.
لكن فرنسا شهدت نقصاً في المراوح بعدما دفعت التقارير المرتبطة بحالة الطقس السكان للمسارعة إلى المتاجر خلال عطلة نهاية الأسبوع، بينما تتوقع شركة تشغيل شبكة الكهرباء الفرنسية "أر تي أي" أن يزداد استهلاك الطاقة مع تشغيل المكيّفات إلى أقصى درجة.
وذكر متجر "بولانجيه" الفرنسي أن مبيعات معدات "معالجة الهواء" ارتفعت بنسبة 400% عن مستوياتها المعتادة خلال الأيام الأخيرة.
وقالت وزيرة الصحة الفرنسية، أجنيس بوزين: "أنا قلقة بشأن الأشخاص الذين يستخفون بموجة الحر ويواصلون ممارسة الرياضة كالمعتاد أو البقاء في الخارج تحت الشمس".
وتابعت، خلال مؤتمر صحفي: "ذلك يؤثر علينا جميعاً، لا يوجد من يتمتع بقدرات خارقة عندما يتعلّق الأمر بالتعامل مع الحر الشديد الذي سنشهده الخميس والجمعة".
وحضّت وزيرة العمل الفرنسية ميريل بينيكو الشركات على "تكييف ساعات العمل والمعدات" لمساعدة الموظفين على تحمّل الوضع.
وأكد خبير الطقس لدى وكالة أرصاد "ميتيو فرانس"، إيمانويل دومايل: "إنه أمر غير مسبوق لأن هذا الحر يأتي مبكراً في يونيو/حزيران لم نشهد ذلك منذ 1947"، وتوقع أن يتم تسجيل درجات قياسية خلال يونيو/حزيران وفي بعض الأماكن لكافة الشهور مجتمعة.
وحذّرت وكالة الأرصاد الوطنية الإسبانية من وجود "خطر كبير" من اندلاع حرائق غابات مع احتمال تجاوز الحرارة 42 درجة مئوية في وادي إبرة في شمال شرق البلاد.
وفي ألمانيا، رجّح خبراء الأرصاد أن يتم تجاوز درجة الحرارة القياسية ليونيو/حزيران التي تم تسجيلها في فرانكفورت عام 1947 مع احتمال ضئيل بحدوث عواصف قد تخفف من الحر.
وقالت سابين كروجر من خدمة الأرصاد الألمانية: "قد تصل إلى 39 درجة وقد تتجاوز الأربعين درجة في بعض الأماكن"، في وقت يتوقع أن يكون الحر أشد في جنوب غرب البلاد.