«جزء من الماضي».. سر تراجع أهداف الركلات الحرة في البريميرليغ
شهد الدوري الإنجليزي الممتاز في الموسم الحالي 2024-2025، عددا محدودا للغاية من الأهداف المُسجلة عن طريق الركلات الحرة.
ولم يسجل خلال الموسم الحالي في الدوري الإنجليزي إلا 7 أهداف فقط من ركلات حرة، آخرها كان بأقدام ريسي جيمس لاعب فريق تشيلسي في شباك مرمى بورنموث.
ويبدو التراجع في كم الركلات الحرة المسجلة في البريميرليغ خلال الأعوام الأخيرة واضحاً بشدة، وفي الموسم الماضي لم تُسجل إلا 11 ركلة فقط.
وبالنظر لمعدل أهداف الركلات الحرة في الدوري الإنجليزي خلال السنوات الماضية، فإن عددها خلال موسم 2007-2008 وصل إلى 41، وبلغ 39 في 2013-2014.
وكان رقم 9 هو الأسوأ في تاريخ البريميرليغ والذي حدث خلال نسخة موسم 1997-1998، لكنه زاد في الموسم التالي مباشرة إلى 25.
وتحدث رئيس قسم الأداء في الدوري الإنجليزي لصحيفة "ديلي ميل" البريطانية عن سر انخفاض معدل الأهداف القادمة من ركلات حرة في المسابقة قائلاً: "يمكن للكرات الثابتة أن تقلب المباريات، ولكنك تريد القيام بأشياء تمنحك إحصائيًا فرصة أفضل للتسجيل من لاعب يحاول لفها في الزاوية العلوية من 30 ياردة".
واستدرك: "لكن لم يعد الأمر متروكًا الآن لـ (هذا اللاعب) لتحديد القرار الأفضل إحصائيًا لكل فريق وكل لحظة. لأن المحللون يرون الكرات الثابتة ليست فرصة كبرى للتسجيل مثل العرضيات على سبيل المثال التي تحدث فوضى في منطقة الجزاء".
وأتم بقوله: "لم يعد هناك معنى للتسديد المباشر مثلما كان يفعل ديفيد بيكهام مع مانشستر يونايتد في الأيام الخوالي".
نموذج أرسنال الفاضح
من جانبه، فإن فريق أرسنال يعتبر أكبر دليل على أن الركلات الحرة لم تعد وسيلة مضمونة للتسجيل فمنذ بداية الموسم الماضي حصل الفريق على 128 تسديدة ولم يسجلوا إلا 8 مرات.
آخر ركلة جزاء سجلها أرسنال في الدوري جاءت عبر مارتن أوديغارد ضد بيرنلي في سبتمبر/ أيلول 2021، وذلك بعد شهرين من قدوم مدرب الركلات الثابتة نيكولاس كوفر الذي أقيل مؤخراً ومنذ وقتها لم يسجلوا أي ركلة حرة.
وخلال مباراة ديربي شمال لندن ضد توتنهام هوتسبير يوم الأربعاء الماضي، أتيحت فرصة للنرويجي مارتن أوديغارد لتسديد ركلة حرة ولكنه فضل التمرير لزملاءه في منطقة الجزاء.
في الموسم الأخير، لأرسين فينغر مع أرسنال 2017-2018 حصل الفريق على 93 ركلة حرة سجلوا منها 30 على المرمى لكنها لم يسجلوا أي هدف.
ورغم ذلك فإن هناك فرق لا تزال تغامر بسلاح الركلات الحرة، ومنها برايتون الذي سدد 28 % من الكرات الثابتة التي أتيحت له.
أحد الأدلة الدامغة على تراجع عدد الأهداف المسجلة من الركلات الحرة هو عدد الركلات الحرة المسددة على المرمى في الموسم الماضي والذي بلغ فقط 283 ركلة، بينما في المواسم التي سبقته كان العدد يزيد عن 400 في كل موسم.
غياب فن الركلات الحرة
لم يعد هناك نجوم للركلات الحرة في الدوري الإنجليزي على عكس السنوات السابقة، التي توهج خلالها لاعبوه مثل البرتغالي كريستيانو رونالدو والإنجليزي ديفيد بيكهام وغيرهما.
وفي الوقت الحالي، هناك محاولات من لاعبين مثل ريسي جيمس وترنت ألكسندر أرنولد في ليفربول وجيمس ماديسون مع توتنهام هوتسبير.
وهناك نجم آخر وهو وارد بروس المعار إلى نوتنغهام فورست من وست هام يونايتد، والذي يقف على بعد هدف واحد من رقم ديفيد بيكهام صاحب الـ18 هدفاً من الركلات الحرة.
ويضيف محلل الأداء الخاص بالبريميرليغ:"لقد ضاع فن الركلات الحرة إلى حد ما في النظام الحالي، أمضى وارد بروس ساعات عدة عندما كان طفلاً في التدرب عليها لكنها لم تعد مهارة مطلوبة يبحث عنها الناس كثيرًا الآن".
وتصف الصحيفة الإنجليزية أن: "الركلات الحرة المذهلة أصبحت جزءًا من عصر مضى".
aXA6IDEzLjU5LjU0LjE4OCA= جزيرة ام اند امز