كيف غطت القنوات الفرنسية أحداث نوفمبر الإرهابية؟
غالبًا ما تنتاب وسائل الإعلام حالة من التخبط كلما حلت كارثة كتلك التي هزت الميديا العالمية مساء الجمعة 13 نوفمبر العام الماضي.
غالبًا ما تنتاب وسائل الإعلام حالة من التخبط كلما حلت كارثة كتلك التي هزت الميديا العالمية مساء الجمعة 13 نوفمبر العام الماضي.
فمع أول خبر عاجل لبدء الهجمات، هرعت القنوات التليفزيونية الفرنسية بكامل مراسليها ومعديها إلى الشارع لتغطية الحدث الأضخم في تاريخ فرنسا المعاصر "هجمات باريس.. أو كما تمت تسميتها بعد ذلك بـ 11 سبتمبر فرنسا"، كاميرات هنا وهناك، شهود عيان يروون شهاداتهم، بيانات أمنية، تحليلات صحفية، تعقيبات مسئولين، استديوهات تحليلية.. هذا ما رصدته كاميرات التليفزيونات الفرنسية آنذاك.
وشهدت الدائرة الحادية عشر ببلدية باريس، حالة من الذعر رصدتها القنوات الفرنسية فيما يقرب من 163 ساعة من التغطية المباشرة المتواصلة للأحداث وبثتها في الفترة مابين السبت 14 نوفمبر والجمعة 20 نوفمبر 2015.
وبحسب صحيفة لوفيجارو الناطفة باللغة الفرنسية، فقد انفردت قناة "فرانس 2" ببث نحو 45 ساعة من التغطية المباشرة للأحداث، فيما كان للقنوات الخاصة نسبة 51 % من التغطية، بينما شاركت شبكة "جورنال جي تيه" بـ 57 ساعة ترسانة من التقارير المصورة سريعة الإعداد، كما التقت بعشرات الضيوف والخبراء العسكريين والمحللين السياسيين.
كما كان لقنوات"فرانس 1- فرانس 2- فرانس 3- تي إف 1- فرانس 5- أوروبا 1- أوروبا 2"، نصيب الأسد في التغطية المباشرة لأحداث "سان دو نيس"، يوم 18 الأربعاء نوفمبر.
فقد بثت تلك القنوات لقطات حية من مسرح الحادث وتعامل الأمن مع الموقف، وعشرات الفقرات والسهرات التحليلية لدور الحركات الإرهابية فيه، ومستقبل فرنسا وأوروبا بعد الأحداث، وظهور مصطلح "الإسلاموفوبيا"، الذي تفشت دلالته في المجتمع الفرنسي الذي يحتضن مايقرب من 6 ملايين مسلم.
وحظي الرئيس الفرنسي "فرانسوا أولاند" باهتمام القنوات الفرنسية والناطقة بها، حيث ظهر 52 مرة خلال الأحداث، تلاه وزير داخليته "برنار كازينوف" بـ 38 ظهورا إعلاميا، تلاهما رئيس مجلس الوزراء "مانويل فالس" بعدد 31 ظهورا تلفيزونيا، كما ظهرت وجوه خارجية على هذه الشبكات خلال التغطية أبرزها الرئيس الأمريكي "باراك أوباما" الذي ظهر 16 مرة على القنوات الفرنسية، تلته المستشارة الألمانية "أنجيلا ميركل" التي ظهرت 15 مرة خلال التغطية، كما تكرر ظهور العديد من رجالات الأمن والقضاء والإعلام الفرنسي، أبرزهم المدعي العام "فرانسوا مولين".