انتخابات الرئاسة الفرنسية.. مصير أوروبا على المحك
مهما كانت نتيجة الانتخابات الرئاسية الفرنسية، فسوف يكون للاختيار رجع صدى يتجاوز الحدود الفرنسية
مهما كانت نتيجة الانتخابات الرئاسية الفرنسية فسوف يكون للاختيار رجع صدى يتجاوز الحدود الفرنسية، بدءاً من معاقل المتطرفين في سوريا وحتى مقصورات بورصة هونج كونج وقاعات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.
قال تقرير وكالة "أسوشيتدبرس" الإخبارية الأمريكية، إن الأمر قد يكون أكبر من الخروج البريطاني من الاتحاد الأوروبي، فمستقبل أوروبا على المحك مع اختيار الناخبين الفرنسيين الذين يشعرون بخيبة الأمل، ما بين مرشح الوسط الذي لم يختبر من قبل إيمانويل ماكرون، ومرشحة اليمين المتطرف ماريان لوبان في الانتخابات المقررة صباح الأحد.
وطرح التقرير أسباب توضح أهمية هذا السباق الانتخابي، مشيراً إلى أن الأسواق المالية شاهدت هذه الانتخابات باهتمام استثنائي، وسط حالة من الغضب بشأن أحلام لوبان بانسحاب فرنسا من الاتحاد الأوروبي وعملته المتداولة "اليورو".
وأضاف أن مزاج السوق انتعشت في الأيام الأخيرة، مع إظهار استطلاعات الرأي تراجع فرصة فوز لوبان، موضحاً أن احتمالية الخروج الفرنسي من الاتحاد الأوروبي "فريكست" سوف تكون خطيرة وسيئة.
ويرى التقرير أن الخروج الفرنسي من الاتحاد الأوروبي أو اليورو أسوأ بكثير من الخروج البريطاني، فهذا الخروج الفرنسي قد يتسبب في وفاة فكرة الوحدة الاقتصادية الأوروبية، ففرنسا عضو مؤسس للاتحاد الأوروبي ومحركه الرئيسي إلى جانب منافسها السابق ألمانيا.
وأشار إلى أن لوبان لم تظهر رأياً واضحاً عن كيفية تعاملها مع الاتحاد الأوروبي كرئيسة فرنسا، ولكنها استغلت سوء الفهم واسع النطاق عن الاتحاد، ملقية باللوم عليه بشأن المشكلات الاقتصادية والأمنية التي لا تحصى.
كما تلوم لوبان اتفاقات التجارة الحرة بأنها تقتل الوظائف الفرنسية، وترغب في إعادة التفاوض بشأنها، مما سيسبب ارتباكاً مالياً لباقي دول الاتحاد الأوروبي وشركاء فرنسا في التجارة.
وقال التقرير إن الخروج الفرنسي من الاتحاد الأوروبي قد يؤدي إلى إعلان الضوابط على التحويلات المالية، وهروب رؤوس الأموال، ومع ذلك يقلل فريق لوبان من أهمية السيناريوهات المروعة بقوله إن اليورو -الذي تستخدمه 19 دولة الآن- يتجه نحو التفكك في نهاية المطاف على أية حال.
ويرى أنه في حال تحقيق لوبان فوزاً مفاجئاً فإن ذلك سيكون انتصاراً باهراً للموجة الشعبوية، التي عكسها التصويت للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وحتى إذا خسرت لوبان فقد أثبتت أن الشعبوية قوة قوية في فرنسا قد تصعب على ماكرون تحقيق أهدافه حتى في حال فوزه.
وأوضح أن فرنسا تُعد قوة نووية، وتمتلك مقعداً دائماً في مجلس الأمن، وعشرات الآلاف من القوات المنتشرة في جميع أنحاء العالم، كما أنها حليف أمريكي رئيسي في الحملة ضد تنظيم "داعش" الإرهابي.
وأشار إلى أنه مع ذبول قوة فرنسا الدبلوماسية يمكن لماكرون أن يجلب طاقة جديدة للسياسة الخارجية الفرنسية، كما أن لوبان سوف تتأكد من أن تجعل صوت فرنسا مسموعاً في الشئون العالمية.
وأضاف التقرير أنه من المرجح أن يُبقي ماكرون العمليات الفرنسية ضد المتطرفين في العراق وسوريا ومنطقة الساحل الإفريقي، ومواصلة الضغط على روسيا بشأن أوكرانيا وإجراءاتها المتبعة لتعزيز الرئيس السوري بشار الأسد.
في المقابل، تدعم لوبان الأسد بشدة، وقد أبعدت نفسها عن ترامب بشأن الغارات الجوية الأمريكية التي استهدفت نظام الأسد مؤخراً، كما التقت لوبان مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في العاصمة الروسية موسكو مؤخراً، وسوف تضغط من أجل رفع العقوبات ضد روسيا بشأن الصراع في أوكرانيا.
aXA6IDMuMTcuMTU1LjE0MiA= جزيرة ام اند امز