خبير فرنسي لـ«العين الإخبارية»: غرق الوثائق المصرية فضح هشاشة متحف اللوفر
تسبب فيضان بمكتبة قسم الآثار المصرية في متحف اللوفر بباريس بإتلاف 300-400 كتاب، وخبير فرنسي يحذر من هشاشة البنية التحتية.
تعرض متحف اللوفر في باريس الأسبوع الماضي لحادث مؤسف، حيث تسببت تسربة مياه قذرة في إتلاف ما بين 300 و400 كتاب في مكتبة قسم الآثار المصرية، ما أثار مخاوف بشأن تدهور البنية التحتية للمتاحف القديمة.
وأكد جون إيف ماران، خبير المتاحف الفرنسي، في تصريح لـ"العين الإخبارية"، أن الحادث ليس مجرد واقعة عرضية، بل يمثل تحذيرًا صارخًا يعكس هشاشة البنية التحتية لأحد أهم المتاحف في العالم. وأضاف أن "حماية المكتبات والوثائق البحثية يجب أن تكون أولوية قصوى، فهي قلب المعرفة والبحث العلمي".
وأشار ماران إلى أن الأعمال التاريخية والمجلات القديمة تمثل ذاكرة البحث الإنساني ومصدر إلهام للأجيال القادمة، موضحًا أن أي أعمال صيانة يجب أن ترافقها تحديثات تقنية صارمة وأنظمة مراقبة متقدمة لضمان عدم تكرار مثل هذه الحوادث.
تفاصيل الحادث وردود الفعل

وقع الحادث في 26 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، حوالي الساعة 20:45، نتيجة فتح صمام بالخطأ في نظام التدفئة والتهوية بالمكتبة الواقعة في جناح مولين، وأوضح فرانسوا شتاينبوك، المدير العام المساعد للمتاحف: "تضرر بين 300 و400 كتاب، معظمها مجلات مصرية ومواد بحثية تعود للقرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين".
وأضاف شتاينبوك أن الكتب المتضررة ليست فريدة أو لا تقدر بثمن، مشيرًا إلى أنه لن يكون هناك فقدان دائم، وسيتم تجفيف الكتب وإرسالها لإعادة التجليد قبل إعادة وضعها على الأرفف.
شبكة الأنابيب القديمة وخطط الصيانة
وفقًا للمتاحف، فإن شبكة التدفئة والتهوية في المكتبة بالغة القدم، وقد تم فصلها عن الخدمة منذ عدة أشهر، ومن المخطط استبدالها بدءًا من سبتمبر/أيلول 2026 ضمن أعمال صيانة واسعة النطاق.
وأكد شتاينبوك لصحيفة "لوفيجارو" الفرنسية: "سنقوم بتعزيز إجراءات الأمان لتجنب أي خطأ بشري قبل ذلك"، فيما تجري تحقيقات داخلية لتحديد الأسباب الدقيقة للتسرب.
أبدت نقابة العاملين بالقطاعات الثقافية قلقها من تكرار هذه الحوادث، ووصفت الوضع بأنه يتدهور منذ فترة طويلة بسبب ضعف البنية التحتية، وعدم وضوح الاستراتيجيات، وتدهور ظروف العمل. كما أعلنت النقابة عن اجتماع عام بين النقابات لمناقشة الخطوات التالية بعد الحادث، الذي يأتي عقب سرقة وقعت في 19 أكتوبر/تشرين الأول 2025، وإغلاق بعض القاعات في نوفمبر/تشرين الثاني بسبب قدم المبنى.
وأكد ماران أن العامل البشري جزء أساسي من حماية المتحف، مشددًا على ضرورة توفير طواقم مؤهلة ومدربة، بالإضافة إلى اعتماد صيانة دورية وأنظمة حديثة للسلامة.
إجراءات المتحف لتأمين المستقبل
لمواجهة مشاكل البنية التحتية، قرر مجلس إدارة اللوفر زيادة أسعار التذاكر للزوار غير الأوروبيين بنسبة 45% ابتداءً من 2026، في محاولة لتوفير التمويل اللازم لأعمال الصيانة والتجديد.
وأشار ماران إلى أن رفع الأسعار قد يوفر التمويل الضروري، لكنه ليس حلاً كافيًا، مؤكدًا أهمية وضع خطة استراتيجية طويلة الأمد تشمل الصيانة الدورية، تحديث أنظمة السلامة، وحماية المجموعات العلمية.
ويظل متحف اللوفر الأكثر زيارة في العالم، حيث استقبل 8.7 مليون زائر في 2024، منهم 69% من الأجانب، ما يعكس أهمية الحفاظ على البنية التحتية والأنظمة الأمنية لحماية التراث والمجموعات البحثية الهامة.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTAzIA== جزيرة ام اند امز